سلطت وسائل الإعلام الفرنسية المختلفة اليوم الضوء على تطورات الأحداث فى الشارع المصري حيث ذكرت صحيفة "لوفيجارو" أن الموقفين المتعارضين بين أنصار النظام ومعارضية قد تؤدي إلى اصطدام عنيف.
وذكرت لوفيجارو أن عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المصري يتجمعون أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر منذ أيام حاملين لافتات وشارات خاصة بهم إلى جانب بعض العصي. لدعم الرئيس محمد مرسي، فيما يتجمع المعارضون بميدان التحرير، مطالبين باستقالته.
وأضافت أن التظاهرات الحاشدة من الجانبين قد تنذر باندلاع مواجهات عنيفة اليوم, الأحد, الذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لتنصيب الرئيس المصري.
ومن ناحيتها, كتبت صحيفة “لوموند” اليومية الباريسية وتحت عنوان "مصر والفشل الثلاثي للإخوان المسلمين" أن مصر تمر حاليا بأوقات صعبة وربما تكون حاسمة بالنسبة لمستقبل الديمقراطية في أكبر بلد عربي.
وأشارت إلى أن أجواء “حرب أهلية وليدة” تسود فى شوارع القاهرة وغيرها من المدن المصرية الكبرى، حيث تواجه “مصر العلمانية”،التي دعت للاحتجاج اليوم الأحد، “مصر الإخوان المسلمين” وهو ما دفع الجيش المصري إلى الانتشار في أنحاء البلاد لحماية المباني الحكومية، وهدد بالتدخل ضد الدوامة التي تقود البلاد إلى صراع لا يمكن السيطرة عليه.
وأضافت “لوموند” أن مرسي، أول رئيس منتخب “ديمقراطيا في تاريخ مصر وأول رئيس مدني يتولى المنصب” يحتفل اليوم بالذكرى الأولى لتنصيبه ولكن فى أجواء “قاتمة”.
وذكرت اليومية الفرنسية أن نتائج العام الأول من ولاية النظام الحالي فى مصر “كارثية” خاصة على الصعيد السياسي حيث لم يتمكن الرئيس من إيجاد طريقة لجمع التيارات (السياسية).
إلا أولئك الذين من فى السلطة التى يمثلها..غير أن أنصاره يقولون أن “المعارضة العلمانية” رفضت المقترحات التي قدمها الرئيس للانفتاح على الاخرين “والحقيقة هي أن الرئيس قد ظهر دوما بأنه متردد، وغير قادر على الحفاظ على مسار واضح”.
وذكرت الصحيفة أن مرسي، أستاذ الهندسة، أعطى انطباعا بأنه يفتقد صفات القيادة اللازمة للتحكم فى زمام الأمور فى البلاد. كما أشارت “لوموند” إلى “الفشل الاقتصادي والاجتماعي” حيث تفتقر مصر حاليا إلى وجود برنامج إقتصادى كامل ومعرفة الإدارة من جانب جماعة الاخوان المسلمين.
ومن ناحيتها..ركز تقرير لقناة “فرانس 24″ الاخبارية الفرنسية على تطورات الوضع فى مصر حيث أشارت ؟ فى تقرير لها اليوم إلى أن مصر تستعد لتظاهرات حاشدة ينظمها معارضو
الرئيس محمد مرسي للمطالبة بـ”رحيله” في الذكرى الاولى لتوليه السلطة بعد تعبئة غير مسبوقة ضده فيما قررت الأحزاب الإسلامية الرد بتظاهرة “مليونية” في اليوم نفسه وسط مخاوف من مواجهات سبق للجيش وأن حذر من انها قد تدفعه الى التدخل “لمنع اقتتال داخلي”.
وأضافت أن حملة “تمرد” التي أطلقت الدعوة للتظاهرات واكتسبت زخما كبيرا في الشارع المصري خلال الشهرين الماضيين أعلنت أمس أنها جمعت اكثر من 22 مليون توقيع على استمارتها المطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة..ودعت ملايين الموقعين على استمارة “تمرد” إلى النزول الى الشارع.
وذكرت القناة الاخبارية الفرنسية أن حملة تمرد تتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي في البلاد الذي غذته أزمة اقتصادية متفاقمة انعكست على الحياة اليومية للمصريين في صورة
ارتفاع في الاسعار وانقطاع متكرر للكهرباء وازمات في الوقود..فيما أعلن “تحالف القوى الاسلامية” في مؤتمر صحفي عن تنظيم “مليونية” بعد صلاة الظهر أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر في شرق القاهرة.
كما ركزت على الكلمة التى وجهها محمد البرادعي أحد قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة مساء أمس فى شريط فيديو قصير ودعا فيه المصريين الى المشاركة في التظاهرات “السلمية”.
وطالب الرئيس مرسي ب”الاستماع الى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة.
ورغم ان حملة تمرد وجبهة الانقاذ الوطني المعارضة التي التفت حولها شددتا على اهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات، الا ان هناك مخاوف من ان تؤدي التحركات المناهضة لمرسي،
وهو اول رئيس منتخب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 التي اطاحت حسني مبارك، الى اشتباكات عنيفة.
ومنذ الاربعاء قتل ثمانية أشخاص في صدامات شهدتها اكثر من محافظة بين انصار الرئيس المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين وبين معارضيه.