حذر من التقليد، تلك هى النصيحة التى توجهها إلى أى وجه جديد يريد أن يبدأ مشواره الفنى، وهى أيضا نفس النصيحة التى أهمس بها مخلصًا فى أذن د.مرسى بعد أن شاهدته أمس، وهو يحاول أن يعد نفسه لمهنة تقديم البرامج بعد أن يترك مهنة الرئيس، مشكلة مرسى ليست فى تقديم «التوك شو» عدد من مقدمى برامج قناتى «الحافظ» و«25 يناير» أسوأ منه، لكن فى أنه يقلد باسم يوسف فى طريقة أدائه للإيفيهات، يبدو أنه نبضه على نبض شعبه وحتى يخفف عنهم وطأة الانتظار من الجمعة إلى الجمعة قرر أن يقدم لهم نسخة تايوانية قبلها بيومين.حاول محاكاة حواجب باسم التى تلعب دورا هاما فى توصيل النكتة لمستحقيها، إذا كان باسم يلقى فقراته، وهو جالس أمام مكتبه، فإنه يفعلها على الواقف، يرمى إيفيه على اليمين وآخر فى نفس اللحظة على الشمال، كنت انتظر رؤية صورة أرشيفية لهؤلاء على الشاشة، لكن يبدو أننا بصدد بروفة لبرنامج «مرسى شو» لم تكتمل تفاصيله، لم يكتف فقط بالتلسين على المشاهير، الذين بدأهم بالكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، لكنه هدد أيضا مغمورين مثل شعراوى وفودة فى المحافظات، مؤكدا لهما أنه يعرف «بيقولوا إيه وعشان إيه ولصالح مين»، تخيلوا مدى سعادة فودة وشعراوى بين أهل الحتة، وهو ما حسدهم عليه المتعاون أيضا مع الفلول فى المعادى الذى يحرض مثلهما على التظاهر ضد مرسى إلا أن مرسى فى زحام الأسماء نسى اسمه، وفى باقة الاتهامات توجه مباشرة إلى عدد من أصحاب الفضائيات، مهددا بفتح ملفات الضرائب إذا لم يتوقفوا عن مهاجمته مثل محمد الأمين «سى بى سى» وأحمد بهجت «دريم»، ويرسل لهما على الهواء شروط اللعبة «سيب وأنا أسيب» هو يعتقد أنهما يهاجماه لأنهما يخافان من الملاحقة الضرائبية، فتقول الرسالة توقفا عن مهاجمتى ستتوقف الإجراءات القانونية.
قبل الخطاب أكد مكتب الرئاسة أنه كشف حساب «ما له وما عليه»، واكتشفنا أن كله علينا مافيش ولا حاجة عليه، أزمة البنزين سببها أن المحطات تتلاعب وبعضها تحصل من الفلول على مقابل «مقابل» ألا تفتح حتى تزيد الأزمة اشتعالًا وتتوقف بسبب الزحام حركة المرور فى الشوارع فيثور الناس على مرسى، حتى قطع الكهرباء، العامل المنوط به تنفيذ ذلك بدلا من أن يكسر السكينة ساعتين على كل قرية يوميا يكسرها مرة واحدة على أحد القرى فيعيشون يومًا كاملًا فى ظلام دامس، فيلعنون مرسى وسنين مرسى ليطالب الناس بعدها بسقوطه، وبعد أن نكتشف أن الداخل عظيم لا أزمة وقود ولا كهرباء ولا عيش، يتطلع للخارج إلى شفيق والاتهام المباشر بالرشوة، فهو قد اشترى طائرات بأسعار مبالغ فيها عن السوق بملايين الدولارات، لماذا تباطأ كل تلك الشهور ولم يكتشف أن شفيق مرتشيًّا إلا فقط عندما استشعر الخطر على الكرسى.
إذا كان الكل متآمرًا، ولهم ملفات فلماذا لم يسارع بالمحاكمات، إلا أنه يشير إلى أن القضاء يمنح براءة فهل من الممكن لرئيس جمهورية أن يتشكك فى السلطة القضائية.
الإدانة ينبغى أن تستند إلى براهين قاطعة، وإذا كان النائب العام السابق قد أخطأ، ولم يقدم للمحكمة أدلة الإدانة ضد مبارك والعائلة والحاشية فلم يكن أمام القضاء سوى التبرئة، فلماذا لا تتم إدانته قانونيًّا بدلا من التلسين عليه، ثم هل هناك صفقة مع الدولة العميقة التى نرى رموزها، وهم فى طريقهم، لكى يتمتعوا بحريتهم كاملة بعد خروجهم من السجن، هل لديه أدلة على أنهم مدانون، عليه أن يتقدم بها مباشرة للأجهزة وإذا كانت ليست كذلك فعليه أن يصمت وإلا نعتبرها صفقة أخرى على طريقة «سيب وأنا أسيب»، الدولة ستتركهم مقابل الصمت، وهكذا مثلا كانت الرسائل مباشرة إلى صفوت الشريف وفتحى سرور وزكريا عزمى اصمتوا وإلا، لهذه الدرجة تخشى الدولة من ثلاثة يقفون على شاطئ الثمانين، ولا يملك أى منهم نفوذًا ولا حتى صحة تؤهلهم للذهاب دون مساعدة إلى دورة المياه.
الحياة كما يراها مرسى لونها بمبى مسخسخ على أهله وعشيرته، أما الآخرون فهى أسود كحلى، وسوف يفضحهم جميعًا وعلى طريقة «ميمو» فى مسرحية «أنا وهو وهى»، كان ينظر إلى الجمهور شذرا، وعيناه وحواجبه تقول «أنا ميمو ياض أنت وهو»!