بالله عليكم، هل يستحق محمد مرسى بعد خطابه الأخير أن يظل على رأس السلطة فى البلاد حتى ولو كان مندوبًا لجماعة الإخوان؟
لقد أثبت جهله.
وأثبت هطله وهرتلته.
وأثبت فشله فى ما يدّعيه من إنجازات.
لقد أكد سقوطه.
وأكد فقدانه الشرعية.
جاهل بإدارة الدولة، بل والحديث عن الدولة وعن الأشخاص.
لا يعلم شيئًا.
رضى أن يكون أداة أو لعبة يحركها مكتب الإرشاد تطلق الاتهامات على المعارضين.
ولا يصدق محمد مرسى أنه أصبح رئىس دولة.
فما زال يعيش فى جماعته السرية وولائه لرؤسائه وقياداته وشيوخه، رغم أنه يحاول أن يقول للناس إنه ر ئىس وإنه رئىس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وإنه رئىس المجلس الأعلى للشرطة، وإنه صاحب القرارات!!
وهو يعلم أن الناس لا يصدقونه.
لأنه أيضا مش مصدق نفسه.
ومن ثم فهو رجل مغيَّب تمامًا عما يجرى حوله.
ولا يدرك كم الأزمات التى أدخل البلاد فيها مع جماعته حتى باتت تلك الأزمات عصيَّة على الحل وتحتاج إلى كثير من الزمن لوضع حلول لها.
فالرجل ما زال محرِّضًا على هدم مؤسسات الدولة وإن كان يحاول إقناع نفسه بأنه الرئىس وأنه رئىس وزير الدفاع ورئيس وزير الداخلية فى الوقت الذى يعلم فيه قياداته أن مرؤوسى الوزيرين لم يعودوا يطيقون محمد مرسى وجماعته، وأن هناك من بينهم الكثير الذين أعلنوها صراحة وانضموا إلى ملايين الشعب الذين دعوا إلى سحب الثقة من مرسى والخروج يوم 30 يونيو.
فالرجل ما زال يحتقر مؤسسة القضاء -رغم ادعائه وكذبه فى أنه يحترمها- وتعرضه لها ولرجالها، ولن ينسى التاريخ أنه كان المحرض والآمر بمحاصرة المحكمة الدستورية لمنع قضاتها من ممارسة مهام عملهم ونظر قضايا مهمة ربما كان الحكم فيها قد غيَّر مسار كثير من الوضع السياسى الذى أوصلنا إليه مرسى الآن وجماعته.
ولأن الرجل لا يصدق أنه رئىس أو فى موقع سلطة الرئىس وموجود فى القصر الجمهورى، فلم يجد أى حرج فى انتقاد الطعن الذى تنظره لجنة انتخابات الرئاسة على إعلان النتيجة بفوزه رغم الانتهاكات التى شهدتها تلك الانتخابات من منع أفراد معينين من الإدلاء بأصواتهم فى عدد من القرى فى محافظات الصعيد فضلا عن الجريمة الكبرى التى ما زالت مسكوتا عنها وهى «أوراق المطابع الأميرية».
فالرجل يحمل للقضاء الكثير من الاحتقار ويريد أن يدخل القضاء حظيرة السمع والطاعة لجماعته.
ولم ينسَ محمد مرسى سقوطه فى مجلس الشعب فإذا به يذكر القاضى المشرف على الانتخابات بالاسم ويتدخل فى أعماق القضاء بالإشارة إليه على أنه «قاضى شفيق»!! أهذا هو الرئىس الذى يحترم القضاء؟! بل لم يتوقف عند ذلك وذكر أن هناك قضاة (25 قاضيًا) تجب إحالتهم إلى الصلاحية، ليظهر عداؤه السافر!!
بالطبع فى مخيلة محمد مرسى أنه رجل هارب من العدالة، وهارب من السجن وفاقد للشرعية وأنه يجب تسليم نفسه لمحاكمته.
إنه يكابر عن جهل.
لم يُصِب أو يخطئ فقط إنما أهدر البلد كله وأدخله فى أزمات وفتن وأطلق المتطرفين والإرهابيين.
ولا يدرى ما يجرى فى البلد.
وقدم خطاب نهايته.
ومن أجل هذا وغيره يخرج الناس يوم 30 يونيو مطالبين بإسقاطه وإسقاط جماعته، وهو مطلب ديمقراطى سلمى لكن مرسى وجماعته يجهلون.
الشعب يريد الخلاص.