ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

المرسى فى لحظة الاحتضار

-  
نشر: 28/6/2013 4:58 ص – تحديث 28/6/2013 9:13 ص

بعد 365 يوما كاملة فى قصر الرئاسة خرج المرسى وقدم كشف حساب لحكم مبارك.

المرسى أدى خطابه بشعور المنافسة مع مبارك، بداية من الملل (الذى كان شرعية مبارك الأقوى) وحتى النظرة التى لا ترى فى الحياة سوى أشخاص يضغط عليهم بخطابه (تهديدا وطلبا للتسليم أو الإذعان أو القبول بشروط صفقة ما).

الأهم أن المرسى قدم نفسه بوصفه الرئيس الشامل الكامل، يناقش شركات وشخصيات فى أسعار أراضى الدولة (أى سمسار)، ويعرف ما يدور فى العالم الخلفى لمحطات «البنزين» (أى عنصر نشيط فى الشرطة السرية) ومتورط فى مافيا البلطجة (عارفك يا فودة.. شايفك ياعاشور) ومفاوض فى شراء الطيارات (قومسيونجى).

رئيس يعرف كل شىء، هذه رسالة المرسى ليس إلى جمهور يشك فى قدراته، ويراه صغيرا على الكرسى، ولكن إلى جمهوره (أهله وعشيرته) الذين يؤكد لهم بين كل كلمة وأخرى: «أنا الرئيس» والله العظيم.. أنا الرئيس والقائد الأعلى للجيش.. والرئيس الأعلى للشرطة)، وهى زلات لسان تشير إلى افتقار المرسى إلى شعور أنه بالفعل حاكم مصر.

المرسى أضاف فى خطاب الملل مهمة أخرى للتذكير بأنه الرئيس، وهى طلب ولاء «الشرطة والجيش» بالمديح المجانى والتهديد المستتر، وتلك رسالة أخرى إلى جمهوره: «أجهزة مبارك معنا وستقوم بحمايتى» وإلى عناصر من بقايا النظام القديم (للضغط عليهم من أجل التسليم فى تسويات قادمة).

كل هذه الرسائل تصب فى اتجاه إضعاف حشد 30 يونيو، أولا بتصوير أنها مجرد مؤامرة من الخارجين من طرة (صفوت الشريف وزكريا عزمى وفتحى سرور على سبيل المثال) متجاهلا المعارضة وحركة تمرد، بشبابها الذين اعتذر إليهم (ولم يتوقف عند سبب الاعتذار).

المرسى كشف فى خطابه عن نزوع إلى شخصنة الثورة عليه فى أسماء بعينها مثل محمد الأمين فى الإعلام وفودة وعاشور فى شراء البلطجية ومكرم محمد أحمد فى الصحافة وثلاثى نخبة مبارك فى القيادة العامة.

ربما تكشف هذه الصورة عن إرهاق نفسى يخيل للمرسى وهو معزول (فى قصره وبين جماعته وداخل صورة قاصرة للعالم) أنه يحارب أشباحا تخرج من رأسه أولا، هذه الحرب تعميه عن التعامل مع الواقع ومتطلباته، سواء فى ما يتعلق باتساع مساحة الغضب عليه وعلى جماعته، أو باقترافه جرائم فعلية من على منصة الرئاسة، فليس من حق أحد أن يتهم شخصا بما لم تصدر فيه أحكام، كما أن الحاكم الذى يتهم قاضيا بدون أدلة يشل إرادته فى الحكم، هذا غير عدم النزاهة فى تحويل خصومات شخصية قديمة (مع القاضى ومع منافسه فى الانتخابات) إلى عمليات انتقامية من موقعه الذى من المفروض أن يكون رفيعًا فى مقامه ومتجردا فى سلوكه وملتزما بحدود وظيفته فى السياق العام.

المرسى أثبت للمرة الأخيرة، ربما أنه مندوب عن جماعة لا استعداد لديها للتوافق باتجاه المستقبل، تحركها شهوة للسلطة والحكم يمكنها أن تدمر من أجلها كل شىء.

الجماعة لا تريد التفاوض إلا مع بقايا نظام مبارك، وكلما فشلت المفاوضات لعب المرسى بورقة الترغيب والترهيب، متصورا أن الاتفاق مع البقايا (من أجهزة وأشخاص) سيعيد إدارة الدولة إلى الغرف المغلقة، وسيفرغ الشارع من تأثيره والمجتمع من قوته.

وهو فى هذا ليس وحده. هذا ما يفعله أيضا البقايا (سمِّها الفلول، لكنها تحتاج إلى تسمية جديدة تعبر عن مستجدات وضع ما تبقى من دولة مبارك فى ظل حكم عصابة/ جماعة منافسة).

فى موازاة ألعاب وحِيَل المرسى وجماعته تلعب البقايا.. (والمقصود هنا ليس الجمهور الذى لسبب أو لآخر ما زالت أفكارهم أو وعيُهم متوقفا عند شكل الدولة القديمة.. ولكن الأجهزة أو التكوينات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة ببنية الاستبداد القديم).

تبدو الثورة فى مفترق طرق بين حرب الجماعة (التى فى حكم الساقطة عن الحكم) وتسوية العسكر (برعاية الصيغ التمهيدية لشركة حكم جديدة).

وعبور مفترق الطرق لن يتم إلا بتدعيم قوة المجتمع بالحشد الذى لا يمكن لأى سلطة الوقوف فى مواجهته.

التعليقات