خلال عام واحد من حكم «الإخوان» ومندوبهم فى الرئاسة الدكتور مرسى، استطاعوا أن يصلوا بمصر إلى المرتبة الرابعة والثلاثين بين أكثر الدول فشلا فى العالم!
إنجاز عظيم بلا شك لهؤلاء الذين قالوا إنهم يحملون الخير لمصر، فلم يحملوا لها إلا الخراب والدمار والإفلاس! ومع ذلك فأنا أظن أنهم تفوقوا على أنفسهم وتجاوزوا هذا الترتيب الذى جاء فى تقرير عالمى قبل أن يضيف مرسى والإخوان إلى سجل «الإنجازات»! ما يجعلهم يقتربون من رأس قائمة الدول الفاشلة، جنبا إلى جنب مع الصومال المنكوب!
إن مشهد مصر فى الأيام الماضية، بلا كهرباء ولا بنزين، هو بلا شك «إنجاز» إضافى لحكم مرسى والإخوان. لم يحدث من قبل أن تحولت شوارع القاهرة إلى جراج كبير تتوقف فيه السيارات انتظارا لوقود لا يأتى بسبب النجاح العظيم فى إدارة شؤون البلاد! ولم يحدث من قبل أن رأينا الوزراء المسؤولين يتبارون فى الكذب على الناس هربًا من المسؤولية، كما نرى الآن.
ومع ذلك فهذه مشاهد يمكن تحملها، وهى -فى النهاية- لا تقارن بمشاهد مأساوية مثل مشهد الأخ مرسى وهو محاط بأركان حربه فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة، فإذا بنا أمام صورة أخرى لدولة أخرى غير مصر التى نعرفها.. دولة يجلس فيها مرسى مع جنرالات الإرهاب فى ود عظيم، ويستمع لفتاوى قتل المعارضين وهو منتفخ الأوداج، ويسمع الدعوات لتطهير مصر من «الأنجاس» و«الرافضة» وهى تنطلق تحت رعايته الرسمية!
أضف إلى ذلك، مهرجان الإرهاب فى رابعة العدوية الذى يخجل منه كل مسلم حقيقى، ومع ذلك وجدنا الأخ مرسى يزهو ويفتخر، ويعتبر أن ما قيل فى المؤتمر من دعوات للقتل وتحريض على «سحق» المصريين و«قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار».. يعتبر كل ذلك خطابا رومانسيا رقيقا يدعو إلى السلم ويتمسك بالتوافق ونبذ العنف!
وكان طبيعيا بعد ذلك، أن نرى نتيجة هذا الجهد العظيم من جانب مرسى وجماعته وأهله وعشيرته فى التحريض والدعوة إلى القتل، وأن يرى العالم مأساة «أبو النمرس» التى أدخلت مصر فى سجل الدول التى ترتكب فيها جرائم ضد الإنسانية، والتى فتحت الباب لأنهار دم يتحمل المسؤولية الأولى فيها هذا الحكم الذى تحالف مع الإرهاب علنًا ودون خجل!
وبعد ذلك كله يقال لنا إن الشرعية تستوجب بقاء الحكم على ما هو عليه لثلاث سنوات أخرى! أى شرعية يا سادة لحكم أوصل مصر فى عام واحد إلى أبواب الإفلاس والمجاعة، وفتح الباب للحرب الأهلية، ووضع مقدرات مصر فى يد حلفائه من جنرالات الإرهاب السابقين واللاحقين؟!
أى شرعية لحكم انقلب على الثورة، ووضع الثوار فى السجون، وأعلن الحرب على كل مؤسسات الدولة من القضاء إلى الإعلام إلى الشرطة، إلى القوات المسلحة؟!
وهل يمكن لمصر أن تتحمل هذا الخراب لشهور وليس لسنوات قادمة.. هل يمكن أن يترك مصير الدولة فى يد من يريدون تدميرها؟ هل تتحمل مصر حكمًا يتسول المعونات ويرهن إرادة مصر ويغرق شعبها فى بحر الديون التى تتزايد بمعدل مليار دولار كل شهر؟! هل يستمر هذا الحكم الفاشل والفاشى حتى تضييع مياه النيل، وحتى نرى سيناء فى غير أيدينا، وحتى نرى الأجانب يسيطرون مرة أخرى على قناة السويس؟!
فى عام واحد، قادنا مرسى وأهله وعشيرته إلى ذيل الدول الفاشلة. ينتفض الشعب لاستعادة الثورة، وإنقاذ الوطن فى 30 يونيو. لا يجد الحكم الفاشل والفاشى بجانبه إلا جماعات الإرهاب والدعم الأمريكى! لكنه يعرف أن إرادة الشعب أقوى من كل إرهاب، ويعرف أن «المتغطى بأمريكا عريان»، ويدرك جيدًا معنى أن يكون قرار الشعب هو: إرحل.. يعنى إمشى!