بدأت القوات المسلحة منذ الصباح الباكر أمس، فى تنفيذ خطة تدفّق القوات المعدة لتأمين الأهداف الحيوية للدولة فى خطوة احترازية بعد أن بدأت الأجواء العامة فى الاحتقان بين قوى بعض تيارات الإسلام السياسى وباقى قوى الشعب المصرى المسيسة وغير المسيسة، حيث تعم حالة من الغضب العارم لدى الغالبية العظمى من المواطنين نتيجة التدهور المتصاعد للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وبدا واضحًا أن خطة القوات المسلحة اتخذت هذه المرة أشكالًا جديدة للانتشار من حيث:
- طبيعة القوات التى تشكّلت للانتشار.
- نقاط التمركز.
- التغيّر النوعى للأهداف الحيوية الخاضعة للتأمين المباشر.
ويمكن رصد هذه الأوضاع ميدانيًّا تبعًا لما تم على الأرض، فى أن القوات الموجودة الآن للتأمين مقارنة بمثيلتها التى خرجت للشوارع والميادين فى 28-1-2011 فى أن القوات فى المرة الحالية تتصف بالآتى:
- خفة الحركة بعد استبعاد الدبابات والمصفحات الثقيلة.
- تشير طبيعة القوات المتمركزة فى نقاط حاكمة إلى أنها مكونة فى داخلها من مجموعات مرنة للتحرّك فى اتجاهات متعددة فى نطاق دائرة مهام محددة سلفًا.
- الأفراد الموجودون فى نقاط التمركز نظرًا إلى ما تتطلبه خفة الحركة، أغلبهم من القوات الخاصة وقوات المظلات وبعض وحدات المشاة.
- القيادات الميدانية مخوّلة بسلطات واسعة لاتخاذ القرار، كى يكون سريعًا وحاسمًا ومؤثرًا طبقًا للأحداث والتغيّر فى المواقف.
- ويتّضح من وجود وحدات للتأمين الهندسى ملحقة بالقوات أن الاستعداد كامل لمواجهة أى عناصر خارجة تتحصّن بالسواتر والموانع.
- استخدام طائرات الهليكوبتر المكثّف لإجراء مسح جوى يراقب الأوضاع فى التوقيتات والأماكن الحرجة.
أما عن أماكن التمركز التى اختارتها القيادة العامة هذه المرة فى العاصمة والمحافظات، فقد روعى فيها عدة اعتبارات، هى:
- قربها من مراكز السلطة ودوائر صنع القرار شكليًّا وفعليًّا.
- أقرب ما يمكن لأماكن الاحتشاد الجماهيرى المتوقعة.
- الوجود فى المداخل والمخارج الحاكمة للعاصمة.
- حماية الأهداف والمنشآت الحيوية فى خطة معدّة سلفًا للتدخل السريع. لهذا يمكن القول إن نزول القوات المسلحة إلى الشارع هذه المرة يتصف بالإعداد الجيد لخطة العمل والواجبات التى كلفت بها القوات وأن المهام متنوعة تغطى كل أرجاء الوطن لحماية الدولة من أى مخاطر متوقعة بعد أن تسببت القيادة السياسية فى حدوث انقسام حاد يهدد فى حالة تفجّره بنذر حرب أهلية، وتحديدًا بعد أن دأب بعض تيارات الإسلام السياسى فى الفترة الأخيرة بتهديدات غير مسؤولة وعنيفة ضد المظاهرة السلمية لقوى الشعب التى تطالب بإجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد الفشل الذريع فى إدارة شؤون الدولة، ونظرًا إلى الحس الوطنى التاريخى للجيش المصرى على مدار تاريخ هذا الوطن، ولأن القوات المسلحة هى المؤسسة الوحيدة المتماسكة الآن، فقد أصبحت هى فقط القادرة على الخروج بهذا الوطن من المنعطف الخطير.