كتبت- غادة عاطف:
ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن الحكومة المصرية صرحت يوم الثلاثاء أن النقص الحاد في البنزين وأن انتظار السائقين في صفوف طويلة لتزويد سياراتهم بالبنزين مجرد شائعات ومحاولات فساد.
وقالت الصحيفة الأمريكية أن أربع من الوزراء اصطفوا أمس الثلاثاء من داخل القصر الرئاسي أمام الكاميرات في محاولة لتهدئة مخاوف المواطنين، حيث ظهرت الحكومة الإسلامية غير قادرة على التعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة والتي تعصف بالدولة.
وكان مسئولون حكوميون قد ألصقوا النقص الحاد في البنزين للسوق السوداء وتكديس السلع، حيث بدأ الناس في تخزين المواد الغذائية بما في ذلك الوقود قبيل الاحتجاجات المزمعة آخر الأسبوع.
وأضافت الصحيفة أن الدعم على الوقود قد عرض الاقتصاد المصري للاختلال: مما دفع البعض لمحاولة تحقيق فائدة سريعة من بيع البنزين بطرق غير قانونية.
وأضاف تقرير الواشنطن بوست أن الطوابير الطويلة وحنق المواطنين وقلة صبرهم ليس إلا عرض من أعراض الضيق في مصر مع اكتمال العام الأول من رئاسة محمد مرسي لمصر. حيث يخطط معارضي محمد مرسي لمظاهرات حاشدة يوم 30يونيو ومطالبته بالاستقالة من المنصب.
ومن ناحية أخرى فإن مؤيدي الرئيس مرسي وحلفائه الإسلاميين يخططون لاحتجاجاتهم الخاصة، والخوف من حدوث مواجهات بين الفريقين دفع الناس لتكديس السلع الغذائية. وذكر التقرير على لسان وزير التنمية المحلية محمد علي بشر و(العضو السابق بمكتب الإرشاد) أن" المخاوف من الاحتجاجات دفعت المواطنين لشراء البنزين حتى وهم في غير حاجة له، مما أدى لتلك الطوابير الطويلة أمام محطات البنزين".
وأضاف الوزير أن هناك عامل آخر لذلك النقص وهو تخطيط الحكومة للتخلص التدريجي من دعم البنزين عن طريق نظام البطاقات الذكية لتقنين الوقود. ومن المرجح أن تبدأ تلك الخطة في يوليو القادم.
وذكر التقرير أن وزير التموين باسم عودة رفض الاتهامات الموجهة للحكومة بأنها قلصت إمدادات الوقود لعرقلة المظاهرات القادمة وأن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وأضاف أن مصر تنتج 85% من استهلاكها من البنزين. وقال عودة أن " الدولة قادرة على التحكم بالإنتاج وتقديمه من خلال مناطق مختلفة".
وقالت الجريدة أن نقص البنزين هو فقط مؤشر للأزمة الاقتصادية التي تواجهها مصر. وذكرت واشنطن بوست أن قدرة الدولة على سد تكاليف الواردات الرئيسية مثل الطعام والوقود عرضة للسؤال. كما أن انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة خلال الصيف يرجع إلى عجز البنية التحتية ونقص الوقود، جعل الوضع أسوأ.
معارضو الرئيس مرسي نسبوا له تلك المشكلات، واتهموه وجماعة الإخوان المسلمين بالتركيز على حشد أكبر عدد منهم في السلطة واستبعاد الآخرين، بدلا من محاولة التعامل مع التحديات التي تواجه مصر. فيما قال أنصار مرسي أن المعارضة تحاول إجبار مرسي على ترك منصبه خلال حشد الشارع بعدما فشلت في الانتخابات.
وكانت الرئاسة قد صرحت أمس أن الرئيس مرسي سيلقي خطابا اليوم الأربعاء والتي يتمنى الكثيرون أن يهدئ الأوضاع قبل الاحتجاجات.