كان سفير إحدى الدول الغربية الكبرى عائداً لتوه من رئاسة الجمهورية، قال: كنت أحاول التعرف على ما إذا كانوا يدركون خطورة الموقف، وما إذا كانوا جاهزين بخطة لإنقاذ البلاد من خطر يلوح فى الأفق، لكنى للأسف لم أجد شيئًا من ذلك.
ثم تدارك السفير بسرعة: طبعاً أنا لم أقابل الرئيس، فربما كان ما كنت أبحث عنه موجوداً لديه، لكن المؤكد أنه ليس لدى أى من أعوانه الذين أعرفهم جيداً.
كان السفير فى حالة مصارحة بدت بعيدة بعض الشىء عن تحفظه الدبلوماسى المعتاد، ربما لأن خيبة أمله كانت أقوى من سلوكيات منصبه.
قلت: لكن الناس تنتظر خطاب الرئيس الذى أعلن أنه سيلقيه يوم الأربعاء، ولابد أن هذا الخطاب سيتضمن شيئًا! قال السفير: بالتأكيد لكن هذا الشىء ـ أياً كان ـ لم يشارك فيه أعوانه المقربون.
قلت: أغلب الظن أن الرئيس لم يشارك فيه هو الآخر، فأسلوب العمل بالرئاسة يشير إلى أن السياسات لا تُصنع داخل الرئاسة، وإنما فى مكتب الإرشاد، وفى كثير من الأحيان كانت الرئاسة توحى بتحركها فى اتجاه معين ثم تجىء القرارات بعد ذلك فى اتجاه آخر فتعلنها الرئاسة رغم تناقضها مع ما أوحت به.
وقد كان من اللافت للنظر أن القاسم المشترك فى أسباب استقالات معظم مستشارى الرئيس على اختلافها ـ كان الشكوى من أنهم لم يكن لهم دور فى صنع القرار، وأنهم لا يعرفون كيف تتخذ القرارات داخل مؤسسة الرئاسة، بل لقد شكا بعضهم من أنه يحدث فى كثير من الأحيان أن يتم الاتفاق بين الرئيس ومستشاريه على اتخاذ قرار معين يبدو الرئيس مقتنعاً به ثم يفاجأون به يتخذ قراراً مغايراً بلا أى غضاضة.
أما كفاءات طاقم المساعدين، بصرف النظر عن فاعليتهم فى عملية صنع القرار، فيقول السفير إن لديه علاقة عمل «working relationship» جيدة مع طاقم الرئاسة، وهو يرى أن بعضهم على قدر من الذكاء، لكنهم بالتأكيد ليسوا أفضل العناصر المتاحة فى مصر.
ويضيف: إننى على علاقة بكثير من المصريين فى مختلف المجالات، وأستطيع أن أؤكد أن هناك فى مصر كفاءات بشرية هائلة تستطيع أن تحقق للبلاد التقدم الذى يتطلع إليه الناس، لكن قدراتهم غير مستفاد بها.
قلت: هذا شىء طبيعى، فهم ليسوا من جماعة الإخوان!.