الدكتور محمد البلتاجي هو واحداً من هؤلاء الذين عندما يمسكون الحديدة (الميكروفون) في أيديهم ويكون أمامه جمع من البشر .. تهرب من على ألسنتهم ما هو في قلوبهم وعندما يواجهوا بما قالوا سرعان ما ينكروا في البداية، ثم ينتهي الأمر بعد ان يعلموا انه ليس هناك مفر من الكذب يتحولوا إلى إتهام الأخرين بعدم فهم المعنى.
البلتاجي تحدث في مليونية الإستعراض التي لم يكن هناك إخوانياً واحداً في بلدته على مستوى الجمهورية بل استعوا جميعاً إلى «رابعة العدوية» عن قيادات القوات المسلحة منذ عبد الناصر وحتى طنطاوي بالفشل لمدة ستون عاماً في إدارة شؤون الوطن وأن هذا الفشل كان سبباً في نكسة ٥ يونيو الفاضحة لقيادات أجهزة القوات المسلحة وقتها ثم تراجع عن قوله وقال أنه لم يقصد القوات المسلحة رغم وضوح الكلمات والمعاني .. فلماذا تخاف وتتراجع وأنت فعلاً قد أصبت عين الحقيقة.
بالفعل أنت لم تخطئ يا بلتاجي بل أزيد عليك من الشعر بيتاً أنها لم تكن نكسة بل هزيمة ساحقة ومؤلمة تسبب فيها قيادات الجيش آن ذاك وجهلهم وسكرتهم من السلطة حيث أن هؤلاء من صغار الضباط لم يكونوا قدر مسؤولية حكم هذا الوطن، واجعلني أعلمك أن حكم العسكر ليس معناه أن يكون رئيس الجمهورية من المؤسسة العسكرية فقط، بل أن كل مؤسسة رئيسية أو فرعية في الدولة يكون على رأسها من هو قادم من خلفية عسكرية، سواء كانت مؤسسة أمنية أو خدمية أو إنتاجية، وأن يكون معظم محافظي الدولة عسكريون سابقون وهذا ما جعل حكم العسكر بعقليته الغير متفتحة يذهب بالبلد إلى الهاوية كما تفعلون أنتم الأن بحكم الإخوان، فبرغم أنكم تعلمون جيداً أنه ليس عندكم من الكفاءت ما يكفي لتلك المناصب التي تحتاج إلى أشخاص من أصحاب الرؤى المبنية على الخبرة والتي لا يتمتع بها أحد عندكم ومع ذلك مصرون على إحتلال كل المناصب الإدارية والفكرية للدولة والتي سيكون الضياع حتماً مصير هذا البلد إن تركناه لكم أكثر من ذلك.
البلتاجي تحدث من خلال لقائه بالإعلامي المهني الخلوق «شريف عامر» صاحب الوجه المطمئن في عز الأزمات وفي أحلك أوقات مرت على هذا البلد تجد الأمل واليقين في العبور منها في كلماته الواثقة والتي يبدو أنها نابعة من ثقافة إكتسبها من قراءة عميقة في تاريخ هذا البلد .. يشكي له أن المصريون يعتبرون كلة «إخواني» سُبة، ولا أعلم ما إن كان يعاتب الشعب على رأيه في أن الإخوان فاشلين وكاذبين وخالفي وعود .. أم أنه فعلاً لا يشعر بأن هذه الصفات ليست لصيقة حقاً بهم، وأن المصريون ناكروا الجميل حيث الرخاء الذي عم على البلاد منذ بداية حكم الإخوان، والحرية التي نعيشها قد فاقت الحدود ولا يوجد سجناء رأي في مصر وأن المصريون يشعرون بالأمان لدرجة أن المواطنة المصرية تستطيع أن تسير في الشوارع ليلاً والسيارات لا تسرق حتى وإن كانت مفتوحةٌ أبوابها، ومن كثرة الإستثمارات الخارجية والداخلية في مصر لا يوجد الأن شاب واحد يبحث عن عمل بل أنه يتنقل من وظيفة إلى أخرى مفاضلاً بين الجيدة والأجود، وأننا لا نجد مكاناً في المناطق السياحية للمصريين لأن كل الفنادق محجوزة تماماً من كثرة الأجانب الوافدين على مصر طوال العام الماضي، ووفرة البنزين تجعلني حراً في الذهاب لقضاء احتياجاتي في أي وقت ولا أخشى أن تقف السيارة في الشارع بسبب إنتهاء البنزين، وأن كل المصريين باعوا ماكينات توليد الكهرباء لعدم الحاجة إليها الأن بعد أن أصبحت الكهرباء لا تنقطع تماماً عن قرى مصر ومدنها، والشوارع أصبحت كشوارع روما من نظافتها ونجد الأن سيارات غسيل الشوارع التي لم نكن نراها إلى في الأفلام القديمة وجدناها تجوب الشوارع الأن ونلتقط معها الصور التذكارية .. كم كانت أحلام وردية إستطاعوا الإخوان بعقولهم النيرة أن يحققوها للمصرين.
ثم يتابع هذا البلتاجي قوله واتهامه وعتابه لشريف حيث هو جزءاً من الأعلام الذي كان سبباً في هذه الصورة التي السيئة عن حكم الإخوان، متناسياً أنه لا يوجد منبر إعلامي في مصر لا يدخله إخواني يومياً وأتحدى أن يمر برنامجاً واحداً لا يكون فيه إخواني سواء كان ضيفاً أو في مداخلة هاتفية لرد على ضيف سوى ثلاثة برامج وهذا بسبب رفض الإخوان الظهور مع مقدميها .. ألا تستحي من أن تقول هذا حضرة هذا الإعلام الفاسد كما تدعي ؟!
كن رجلاً يا يا بلتاجي واعترف بفشلك أنت ومن معك .. وكافكم ولولة كالنساء الثكالى على السلطة التي تسحب من تحت أيديكم.