فجأة أصبحت أمريكا حلوة! الشيطان الأكبر لم يعد اسم شهرتها لدى أصحاب توكيلات الإسلام السياسى. تلك التوكيلات التى تشبه السيدات المتناكحات اللواتى يريد الشيخ العريفى إرسالهن إلى «المجاهدين» ليحصلوا ويحصلن على المتعة والثواب معا! الفتوى الرائجة الآن أن مناكحة أصحاب تلك التوكيلات لأمريكا حلال بلال، لأنها (أمريكا) تجاهد من أجل تثبيت عروش مرسى وإخوانه فى أوطان، لم تدفع شعوبها ضريبة الدم فى ثوراتها، لكى تعيد إنتاج أنظمة أحقر وأكثر استبدادا وتخلفا من تلك التى ثارت عليها! بالمناسبة وعلى الماشى ألا يستحق الشيخ العريفى صاحب فتوى جهاد المناكحة أن نسأله: هل ترضى يا شيخنا لأمك وأختك وابنتك أن ينخرطن فى ممارسة هذا النوع من الجهاد الذى تدعو إليه المؤمنات؟ ها هو السؤال الخالد الذى يرفعه دائما أصحاب البوتيكات الإسلامية فى وجه من ينادون بحق المرأة فى الحرية والعمل وممارسة الفنون والرياضة يرتد إلى صدورهم، مع الوضع فى الاعتبار أن ممارسة العمل والفنون والرياضة لا يمكن مقارنتها بدعوة المرأة المسلمة إلى ممارسة الجنس مع الغرباء! لقد أصبحنا نستحق سخرية العالم عندما تبدلت ثوابتنا المبدئية بعد أن وضع الأمريكيون شمس السلطة فى يمين الإخوان وقمر تبادل المصالح فى يسارهم. صارت إسرائيل صديقتهم الوفية التى يتناكحون معها أمام العالم جهارا نهارا بينما صار المخلصون من أبناء الشعب عملاء ينفذون أجندات أجنبية! لو كان المتحدث مجنونا فليكن المستمع عاقلا. أبناء الشعب الثائرون صاروا عملاء لمن؟ لأمريكا وإسرائيل؟ كيف وهما الآن أعز صديقتين لكم؟ ربما تقصدون أن معارضيكم صاروا عملاء لإيران وشيعتها (الرافضة الأنجاس) على حد قول شيوخكم الأطهار؟ قل لى إذن بالله عليك يا أخ مرسى ما الفائدة التى تعود على معارضيك من العمالة لإيران التى يحاصرها الغرب بعقوباته الاقتصادية، وتعانى من مشكلات داخلية توشك أن تمزقها فى أية لحظة؟ وكيف يمكن، وهذا هو الأهم، أن يقوم الشيعة بدعم المعارضة المصرية التى تدعو لدولة مدنية عصرية شعارها المساواة بين المسلمين والمسيحيين (الكفار) من وجهة نظرهم؟ تمخض الجبل فولد صرصارا وتفتق ذهن أصحاب الدكاكين الدينية على فكرة مكررة واتهموا معارضيهم بالعمالة، بتشجيع غير مسؤول من (رئيس الدولة) بينما المشكلة التى لم تدركها عقولهم (التعبانة) أن العشرات من أحزابهم ودكاكينهم التى تصف أنفسها بالإسلامية تجاهر بالعمالة لدول عربية بعينها ليس فقط بتأييدها لأجندات حكامها، بل وبرفع أعلامها فى تظاهراتهم! هل يدلنى أحدكم أين يقع الإسلام الصحيح بين كل تلك الأحزاب والدكاكين؟ هذا الوضع الكوميدى يحول تلك الكيانات إلى توكيلات وبوتيكات إسلامية. فى حقيقة الأمر يوجد نوعان من جهاد المناكحة. الأول دعوة سافلة تعيدنا إلى العصور الوسطى عندما كانت الكنائس الأوروبية تتوجه بندائها إلى الساقطات ليتطوعن لإمتاع جنود جيوش الحملات الصليبية حتى يغفر الله لهن ذنوبهن! والثانية تتسع لتصنع نوعا آخر من جهاد المناكحة الهابط الذى يمتد ليشمل الأنظمة والحكومات! المقارنة هنا للأسف تصبح فى صالح العصور الوسطى، لأن الدعوة أيامها كانت تتوجه إلى الساقطات بوصفهن خاطئات يكفرن عن ذنوبهن، ولكن فى حالتنا الراهنة هم يتوجهون بالدعوة لنسائنا المؤمنات لممارسة الجنس مع الغرباء، كما أنهم يحرضون شعوبنا للموافقة على ارتماء حكوماتهم فى أحضان الأعداء الذين لا يريدون لنا التقدم. راجع كلمات ناعوم تشومسكى التى تربط بين قرار أمريكا بدعم الإخوان، وتصميمها على عدم السماح بوجود ديمقراطية فى مصر. الإخوان وأتباعهم الإرهابيون يتناكحون الآن مع أمريكا وإسرائيل ليدعموا وقوفهما ضد تطلعات الشعب المصرى! السفيرة آن باترسون وصلت إلى الأورجازم (قمة المتعة) فى مقابلتها مع خيرت الشاطر خلال دفاعها باستماتة عن بقاء مرسى! بصراحة حاجة تقرف! زهقنا من هذا الفقه الانتهازى الباطل الذى يقوم به الإخوان ودلاديلهم الإرهابيون، الذين يُلبسون التدنى الأخلاقى ثوب الدين، ويدعون لقتل معارضى (رئيس جمهورية) لا يستمع فقط إلى تحريضهم على قتل شعبه مبتسما، بل يحتضنهم بحب أمام العالم بأسره! خلاصة القول: لن تتقدم مصر التى يحكمها رئيس لا يؤمن بمصريتها، بل يؤمن بخزعبلات عنصرية شقت صفوف المصريين لأول مرة فى تاريخهم، وتكاد تدفعهم إلى حرب أهلية يستعد لها بعضهم الآن، بتنظيم خائن يسمونه الجيش المصرى الحر! هل تنتظر أكثر من هذا أيها الشعب المسحوق المهان لكى تخرج فى 30 يونيو، وتعبر سلميا عن رفضك لمخططاتهم وتمسكك بأن تعود إليك مصر التى تعرفها؟ تريدون مصر التى تؤمن بالعمل والتعليم والفنون والمساواة والتقدم؟ أم تلك التى تميز بين المواطنين باعتبارات الدين والنوع واللون والمذهب، وتدعو إلى قهر المرأة وزواج الطفلة وجهاد المناكحة، وتفشل بامتياز فى إدارة كل مشكلاتها، وعلى رأسها ملف مياه النيل؟ الاختيار لكم.
مرسى وأوباما.. وجهاد المتناكحين
مقالات -
نشر:
25/6/2013 4:14 ص
–
تحديث
25/6/2013 9:25 ص