مرسى علق أمس على مظاهرة رابعة العدوية بأنها تعبر عن الشعب وتؤكد أنه ضد العنف.
لا أعرف هل سمع مرسى ما قيل فى خطب أنصاره؟ لكن حتى لو سمع فهو لن يشعر بأى مشكلة فيها رغم دعوات العنف والقتل فى جمعة «نبذ العنف»، التى سخر منها أحد شبابنا فقال إنها جمعة «نبذة عن العنف» لا «نبذ العنف».
مرسى يسلم عقله للجماعة، فلا يكاد يفكر أمام جماعته وداخل جماعته إلا كما يفكر عضو عادى متواضع الفكر ضعيف الثقافة ممسوح الروح سلَّم نفسه للقيادة تفعل فيه وبه ما تريد.
وهذه كارثة مصر الآن، أننا لسنا أمام عضو قيادى فى الإخوان تولى الرئاسة بل عضو عادى جدا كما وضعته الجماعة فى قيادة حزبها وضعته فى رئاسة البلد.
لم يعد الظن فى حاجة إلى تأكيد.
رغم أننا أكدنا هذا مرارًا.. ومرارة.. وتكرارا وإصرارا، نحن أمام رئيس إخوانىّ النزعة والعقيدة بكل جوارحه ومشاعره ومخلص لجماعة الإخوان «وهى غير جمعية نجوى خليل» إخلاص الجنود ويضعها فى قلبه وأمام عينه وفوق رأسه فى كل لحظة وثانية وفيمتو ثانية.
شفتم لماذا اختار مكتب الإرشاد محمد مرسى رئيسا لحزب الجماعة ثم مرشحا احتياطيا للرئاسة؟
هل أدركتم لماذا أنفقت عليه جماعته كل هذه الأموال الطائلة من إيجار شقته فى القاهرة إلى حملة انتخابية كُلِّفت كما رجح البعض قرابة المليار جنيه؟
ليه؟
لأنه يستحق ذلك، فهو كنز الجماعة الاستراتيجى المؤمن بها والمخلص لها والمهموم بها قبل أن يهتم بأى شىء آخر مهما كانت أهمية وخطورة هذا الشىء.
محمد مرسى يحزن لحزن الجماعة ويفرح لفرحها، بل يحزن لو طلبت منه الجماعة أن يحزن، ويفرح لو أذنت له أن يفرح. ولعلك تعرف أن كل أعضاء الجماعة تتم تربيتهم منذ النشأة وفى جينات التكوين على أن يكونوا صلصالا فى يد المرشد أو كالميت فى يد مغسله. لكن هناك من يتفوق فى الطاعة ومن يتفانى فى الانسحاق لصالح الجماعة حتى تتبخر شخصيته وتمتزج حتى يتحول إلى كائن تحركه الجماعة بنظرات عينيها.
ما نراه ونعيشه هو انكشاف يومى بل لحظى أن الـ٥١٪ من الناخبين فى انتخابات الرئاسة قد صوّتوا لمكتب الإرشاد ممثَّلا فى مرسى، وأن أحدا لا يلومن إلا نفسه حين أحسن الظن بأن هناك فصلا وفاصلا قائما بين مرسى الجماعة ومرسى الرئاسة.
إن سياسة محمد مرسى لو استمر أو استمرت سوف تحيل الدولة جماعةً وتصير الجماعة دولة.
وحين تشعر الجماعة بالخطر فإنها كما نرى الآن قبيل ٣٠ يونيو لا تتصرف كدولة ولا حتى كجماعة بل هى فى كل ما تفعله تتصرف كعصابة.
لا يوجد جماعة تحكمت وتمكنت فى التاريخ من سلطة أو سلطان إلا وأصبحت عصابة.
هذا يبدو قانون الطبيعة.