الفارق كبير بين مليونيات الإخوان وغيرها.. أولاً مليونيات الإخوان مدفوعة مقدماً.. تذكرة وبدل ووجبات جاهزة.. يقال على أمثال هؤلاء مرتزقة.. يقال على من يحشدهم تجار دين.. أما المليونيات المدنية، فتأتى بلا أتوبيسات وبلا حشد.. ثانياً لا تحصل على مقابل، ولكنها تدفع من أموالها ووقتها من أجل الوطن.. مليونيات الإخوان تشبه الألعاب النارية.. طلقات فشنك فقط.. لا تضر ولا تنفع!
أول ما تبادر إلى ذهنى فى «غزوة رابعة» أنها تشبه فرح العمدة.. كله جاى ينقط.. كله يردد الجملة الشهيرة «شوووبش».. تحية لفلان وتحية لعلان.. أغرب ما سمعته من بعض سائقى السيرفيس أنهم يأخذون السيرفيس، وحين يصلون إلى الميدان، يقولون لصاحب السيرفيس: «شكراً يا أخى.. جزاكم الله خيراً».. ثم يجلس السائق يندب حظه.. هذا هو الفارق.. الدين ممارسة لا تجارة!
ليس صحيحاً أن من خرج فى مليونية «لا للعنف» يصل أعدادهم إلى مليونى مواطن.. ليس صحيحاً أيضاً أنهم يناصرون المشروع الإسلامى.. كثيرون لا يعرفون لماذا ذهبوا.. فما تفسيركم لامتناع حزب النور عن المشاركة؟.. غير معقول أن ينصب البعض باسم الدين.. لو كان مشروعاً إسلامياً لتبناه الأزهر.. هو ليس مشروعاً ولا إسلامياً.. على طريقة ليسوا إخواناً ولا مسلمين!
أعود إلى تشبيه الألعاب النارية.. مليونيات الإسلاميين تشبه الألعاب النارية.. لا تُخيف أحداً، ولا تُهدد أحداً.. لا كلام طارق الزمر حرك شعرة، ولا ناره حرقت مكانه.. مجرد طلقات فشنك.. تُسعد صاحبها فقط.. يتصور أنه يفعل شيئاً.. يتصور أن رسالته وصلت.. بالعكس رسالته تستحق الحرق.. منذ أيام كتبت مقالاً بعنوان «لعبة الكلاب المتوحشة».. ثوار يناير تصدوا من قبل للمدرعات!
قدمت لنا مليونية الإسلاميين فائدة كبرى.. عرفنا أقصى ما عندهم.. عرفنا أعدادهم الحقيقية.. فى المقابل، كانت مظاهرات مقاتلى القوات المسلحة أشد تأثيراً.. رسالتهم كانت أكثر عمقاً.. أى الفريقين لديه عقيدة المواجهة؟.. الإجابة معروفة.. حماية الوطن مسألة أساسية.. لا نريد مواجهات.. الثائر الحق كان يذهب للميدان يرفع علم مصر.. عرفنا المولوتوف من المندسين بين الثوار!
ثورة يناير رفعت شعار «سلمية.. سلمية».. أبهرت العالم.. ثورة يونيو أيضاً «سلمية سلمية».. لا سباب ولا تحرش ولا مولوتوف.. الذين صنعوا الثورة قادرون على تقديم النموذج.. قادرون على حماية ثورتهم.. الأهم تقديم البديل.. لا ينبغى أن نرتكب جريمة أخرى.. لا ينبغى أن نكرر المأساة.. شىء جيد أن يدرس قادة الإنقاذ: ماذا بعد مرسى؟.. لابد أن تكون لنا رؤية.. لا نتركها للظروف!
«غزوة رابعة» تشبه حفل نقوط.. شوووبش يا جدعان.. من عندنا طارق الزمر بتاع «سنسحق المعارضة»، وعاصم عبدالماجد بتاع «سنقاتل من أجل شرعية الرئيس»، وصفوت حجازى بتاع «اللى يرش مرسى بالميه نرشه بالدم».. انتهى حفل النقوط بلا قيمة.. لا خفنا من سحق المعارضة، ولا ارتعدنا من «سنقاتل».. ولا سنقاطع 30 يونيو عشان بتاع «الرش بالدم».. الثورة قادمة!
هؤلاء جميعاً أضروا مرسى.. هؤلاء أضروا المشروع الإسلامى.. قدموا أسوأ صورة للإسلام.. من يرى «غزوة رابعة» ينفر من الإسلام ويكره المسلمين.. أين سماحة الإسلام؟.. هل من المنطق أن يقفوا على المسرح، ثم يتباروا فى التهديد بإسالة الدماء؟.. أصدق تشبيه أنهم فى حفل نقوط.. شووووبش يا جدعان!