أربعة مواقف أخذتها الجماعة الإسلامية فى موضوع محافظ الأقصر. الأول أخطرها على الإطلاق. أقصد تصريحات المهندس عاصم عبدالماجد المستمرة. قال صفوت عبدالغنى إنها لا تمثل الجماعة. إنها مواقفه هو. لا أحد يصدق ذلك. مباشرةً ربط المصريون والأجانب بين هذه التصريحات ومنصب المحافظ. تذكروا أن عبدالماجد شارك فى قتل العشرات من جنود الشرطة. يأتى محافظاً من جماعته.
المواقف الثلاثة معلنة. موقف تقدم الجماعة بمرشحين لمنصب المحافظين. كانوا يعرفون أنه سيتم اختيار محافظ منهم. الرئيس ورّطهم. ورّط نفسه أيضا. اختار منهم محافظاً للأقصر. انقلب العالم. انقلبت مصر. هاجت الأقصر. عرفت بالخبر من «نيويورك تايمز». لم أكن قد قرأت حركة المحافظين فى الصحف المصرية. عفواً إننى لم أهتم. قال البعض إن مسؤولين أجانب أثاروا الأمر مع الرئيس مرسى.
قال صفوت عبدالغنى لبرنامج «الحياة اليوم» إنهم لم يعلموا. وصف اختيار محافظ منهم للأقصر بأنه خطأ. قال: صورتنا الذهنية تدفع الناس للرفض. كان يجب تعيينه محافظا لمحافظة أخرى. الصورة الذهنية التى يتكلم عنها عبدالغنى لم تتغير. تترسخ. عاصم عبدالماجد يدعمها. يؤكدها. يمنع تغييرها. تصريحات كل قيادات الجماعة لا تقود إلى تعديل الصورة. لا يصلح أى محافظ من الجماعة لأى محافظة. كل المحافظات بها آثار. ما بقى من المصريين الأقدمين. ليس مثل الأقصر بالطبع. كل محافظات مصر بها مصريون. يهددهم جميعا عاصم عبدالماجد. الجماعة الإسلامية تهدد المصريين الراحلين والذين يعيشون برعاية الإخوان من أجل الإخوان.
الموقف الرابع قرأته فى «المصرى اليوم» أمس. تصريح منقول عن جريدة «الشرق الأوسط». مسؤول فى حزب البناء والتنمية قال إن المحافظ استقال. ثم قال: بل أرجأ تسلم مهام عمله بسبب الاحتجاجات. ثم قال الاستقالة لدى الرئيس. ثم قال يمكن للرئيس أن ينقل المحافظ من الأقصر إلى محافظة أخرى. وقال مسؤول آخر: المحافظة مكونه من: صوفيين ضد الجماعة، وقبائل فلول ضد الجماعة، وعاملين بالسياحة ضد الجماعة!!!! أى محافظة كاملة ضد الجماعة. السؤال هو: هل اكتشفتم هذا فجأة. لماذا ذهب المحافظ لكى يقسم اليمين؟؟
تقديرى أن هذا تمرير موقف. المحافظ لم يستقل. المحافظ أدلى بتصريحات لبرنامج «جملة مفيدة» بعد تلك التصريحات. أنت لا تعرف من الذى يقوم بالعمل. المحافظ أم جماعته. هنا مشكلة التنظيمات المتطرفة. المسؤول منها لا يقوم بدوره. يقوم بما تريده الجماعة. تتحول المحافظة التى يتولاها الى إقطاعية لجماعته. صرفها مرسى إلى الجماعة الإسلامية. قال لهم هذه لكم. الحزب يتكلم بالنيابة عن المحافظ. يسبق المحافظ. ربما قدمت الاستقالة دون أن يدرى المحافظ. عُين المحافظ فى الأقصر دون أن يدرى المحافظ. هكذا قال صفوت عبدالغنى. انفلات سلطة كما قال الأستاذ محمد حسنين هيكل.