كتبت- صبا عبد العزيز
اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية برصد الانتقادات لموقف السفيرة الأمريكية الداعم للإخوان والرئيس محمد مرسي ولقائها بنائب مرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر. وذكرت في تقرير لها أمس الجمعة أن نشطاء مناهضين للحكومة انتقدوا السفيرة الأمريكية بالقاهرة على خلفية تصريحها الذى انتقدت فيه إحتجاجات الشارع حيث تدعو المعارضة لمسيرات حاشدة تطالب بتنحى الرئيس محمد مرسى.
وتزايد الغضب الشعبى بعدما قالت السفيرة الأمريكية أن باترسون فى حديث لها بداية هذا الأسبوع أنها " تشكك بقوة " أن التظاهرات ستكون محمودة النتائج ودافعت عن علاقات الولايات المتحدة بالرئيس محمد مرسى المنتمى للإخوان المسلمين ووصفتها بالضرورية لأن الجماعة تعد جزء من حكومة مصرية تم إنتخابها بطريقة ديموقراطية .
وقالت باترسون: "يقول البعض أن حركات الشارع ستؤدى لنتائج أفضل من الإنتخابات لكى اكون صادقة, نشكك بقوة أنا وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية فى ذلك". وأوضحت في تصريحات يوم الثلاثاء الماضي, خلال ندوة نظمها مركز القاهرة: "تحتاج مصر للأستقرار لكى يعود التقدم الأقتصادى, لكن ظهور المزيد من العنف فى الشوارع لن يؤدى لأكثر من إضافة أسماء جديدة إلى قوائم الشهداء ."
وبحسب الصحيفة الأمريكية, فتعليقات باترسون "الصريحة على غير عادتها" تم تفسيرها على نطاق واسع بأنها إشارة إلى إحتجاجات 30 يونيو التى تقودها المعارضة.
وأضافت "واشنطن بوست" أنه كحركة استباقية, تظاهر عشرات الألاف من الإسلاميين المؤيدين للرئيس مرسى فى ميدان رئيسى بالقاهرة أمس الجمعة , محذرين من " العنف" خلال مسيرات المعارضة المزمع إقامتها.
وقال الناشط المعارض شادى الغزالى حرب أن باترسون أظهرت "تحيزا صارخا" لصالح مرسى والأخوان وملاحظاتها أكسبت إدارة الولايات المتحدة " عداوة الشعب المصرى ."
وقال شادي إن : "الأخوان مستعدون لتقديم مصر على طبق من ذهب للولايات المتحدة مقابل تأييد واشنطن .فليس مستغربا أن تقول ذلك".
بينما نصح المعارض البارز جورج إسحاق, باترسون خلال مقابلة تلفزيونية أن "تخرس وتهتم بشئونها الخاصة", وقال رجل الأعمال النافذ نجيب ساويرس نشر تغريدة على حساب تويتر الخاص به مخاطبا السفيرة قائلا "نقطينا بسكاتك."
وخلال عام منذ قدوم مرسى إلى السلطة, علقت مصر فى مشاكل سياسية حيث أتهمه المعارضون بالاستحواذ على السلطة, مع موجات من احتجاجات الشارع ضد حكمه تحولت إلى صدامات مميتة وأعمال شغب منعت البلاد من تحقيق الأستقرار بعد ثورة 2011 التى أجبرت الزعيم المستبد حسنى مبارك على الرحيل .
مرسى ، أول رئيس مصرى ينتخب بحرية ، فاز بفارق بسيط خلال جولة الإعادة فى يونيو الماضى على منافسه أحمد شفيق أخر رئيس وزراء خلال عهد مبارك .
وتتهم المعارضة الرئيس مرسى والأخوان المسلمين بالفشل فى تنفيذ إصلاحات بينما يحاول حلفائه أن يغرسوا نظاما دينيا أكثرتحفظا. وبالمقابل تزعم إدارة مرسى والإخوان أن منافسيهم يحاولون إستغلال عدم إستقرار الشارع لتدمير نجاحاتهم الإنتخابية .
وحافظت واشنطنعلى روابط دافئة نسبيا مع مرسي, حيث أشادت به إدارة أوباما للتوسط فى هدنة فى أواخر العام الماضى بين إسرائيل وحماس , الحكام الإسلاميين المتشددين لقطاع غزة, وللحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل .
وقالت باترسون في ندوة الثلاثاء: "هذه هى الحكومة التى انتخبتها أنت وزملائك المواطنين . حتى لو أعطيت صوتك لأخرين, فلا أعتقد أن طبييعة انتخاب هذه الحكومة محل شك بجدية," وأضافت: "حدثت خلال مصر مابعد الثورة سلسلة من الإنتخابات, والولايات المتحدة اتخذت موقفها وهو التعامل مع من سيفوز بالإنتخابات إذا ما توافقت مع المعايير العالمية وهذا ما فعلناه ."
فى هذه الأثناء ,عرضت شبكة وتلفزيون ONTV الخاصة لقطات لما اعتبرته قافلة سيارات دفع رباعى سوداء تخص باترسون فى زيارة لخيرت الشاطر, نائب المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين والذى يعتقد على نطاق واسع أنه يمارس نفوذا كبيرا على مرسى .
كما أثارت الزيارة انتقادات المعارضة بينما رفضت سفارة الولايات المتحدة التعليق .
ومن جانبه أكد مراد على، المتحدث الرسمى بإسم حزب الحرية والعدالة الذراع الرسمى للإخوان المسلمين، أن اللقاء حدث ولكنه لم يكن مخولا لأن يبوح بالتفاصيل .
وقال إنها: "لم تكن زيارة سرية . السفيرة تلتقى بجميع الأحزاب السياسية وهذا هو نائب رئيس الإخوان المسلمين . فلماذا تعد هذه الزيارة تدخلا فى الشئون الداخلية لمصر؟"