لعل لقاء آن باترسون السفيرة الأمريكية التى باتت معروفة بدعمها الواضح والفاضح للإخوان وحكمهم -وسيكشف التاريخ إن كان لها دور فى حسم وصول محمد مرسى إلى قصر الرئاسة- بخيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان وأقوى رجل داخل الجماعة، الذى يطاع أمره مُقدَّمًا على المرشد نفسه، يؤكد من جديد أن محمد مرسى لا يحكم ولا علاقة له بالرئاسة وقراراتها.
ففى هذا التوقيت الذى يطالب فيه الشعب بخلع الإخوان من الحكم وسحب الثقة من محمد مرسى وبآلية ديمقراطية.. تذهب السفيرة الأمريكية إلى خيرت الشاطر فى مكتبه ولا تذهب إلى محمد مرسى.
فهى اختارت العنوان الصحّ الذى تستطيع أن تعطى تعليماتها وتعليمات إدارتها له، رجل الإخوان القوى والحاكم الحقيقى.
ولم تشعر باترسون بأى إحراج أن تذهب فى أسطول سيارات السفارة من جاردن سيتى حيث مقر السفارة إلى مدينة نصر مقر مكتب الشاطر لكى تبلغه بشىء.. ولا تشعر بالحرج أنها لم تذهب إلى محمد مرسى فى قصر الرئاسة!
لكن محمد مرسى لا يشعر بإحراج.. فالرجل ليس عنده دم!
فالسفيرة الأمريكية تذهب إلى رجل ليس له أى صفة على المستوى السياسى والتنفيذى.
فالرجل ليس فى أى منصب.
وليس له أى وضعية فى الحزب السياسى للإخوان.
وإنما هو ما زال فى جماعة سرية.. هى جماعة الإخوان.
ويتحرك الشاطر بشكل سرى.
فالرجل كجماعته لا يعترف بشفافية.
يسافر إلى الخارج ويلتقى شخصيات، وكذلك فى الداخل.. فى نفس الوقت الذى يرعى فيه تجارة «البقالة» الخاصة به غير الصفقات غير المعروفة وتحت غطاء أنه الرجل القوى فى النظام!
ناهيك بتوزيع أتباعه ورجاله وشركائه على المناصب فى الرئاسة والوزراء والمصالح الحكومية للسيطرة والتمكين.. حيث لا يراعى مصلحة بلد أو أمة أو وطن.. وإنما مصلحته الشخصية ثم مصلحة جماعة الإخوان.
قد يكون من حق السفيرة الأمريكية أن تلتقى أى شخص سيحقق مصالح بلدها.. لكن لماذا الشاطر الآن وفى هذا التوقيت؟!
إن ذلك اللقاء يؤكد الدعم الأمريكى لنظام الإخوان.. فهم يريدون النظام الذى يحقق مصالحهم الشخصية.. ولعلكم تذكرون الدعم اللا محدود الذى كانت تقدمه الإدارات الأمريكية المختلفة لنظام مبارك حتى فى الأيام الأولى للثورة.
فأمريكا تسعى إلى النظام العميل.
وقد قدم الإخوان خدمات جليلة إلى النظام الأمريكى برعاية مصالح إسرائىل والحفاظ عليها ووقف المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل واعتداءتها ومستوطناتها.
ولا يزال الأمريكان وسفيرتهم فى القاهرة آن باترسون يعتقدون فى الإخوان أنهم من يحافظون على المصالح الأمريكية والإسرائىلية.
ويقلق الأمريكان -دائمًا- فى التالى، فى من يأتى بعد ذلك ولا يعرفونه.. ولا يتفقون معه، فهم لا يهمهم أى شىء لصالح الوطن أو المصريين.. وكل ما يهمهم مصالحهم.
من هنا تذهب آن باترسون إلى الشاطر، ربما لإعلان دعمها لجماعته.
لكن الإخوان لم يتعلموا بعد مما جرى مع مبارك.. فقد كان الأمريكان يؤيدونه فى بداية الثورة (راجعوا تصريحات هيلارى كلينتون فى أيام الثورة الأولى).. ولكن عندما أصر الشعب على رحيل مبارك تغيرت السياسة الأمريكية مئة وثمانين درجة!
فالأمريكان ما زالوا يسعون إلى نظام عميل.
والإخوان عملاء.
ومحمد مرسى لا يحكم.. وإنما القرار خارج عنه فى المقطم وفى مكتب خيرت الشاطر.
من أجل هذا وغيره يخرج الناس يطلبون رحيل مرسى وجماعته.. وبسلمية وبديمقراطية .. وإنما ما يفعله الإخوان وأهلهم وعشيرتهم من جماعات تكفيرية.. هو الإرهاب.. وهو العنف.
الشعب يريد الخلاص.