مثل مصرى صميم يقول «ما يجيبها إلا حريمها».. لدىّ إحساس بأن المرأة سيكون لها دور أكبر فى الثورة الثانية.. ستدخل قصر الرئاسة.. ليس على طريقة باكينام ولا أم أيمن.. أم أيمن جسمها بيقشعر حين تسمع مرسى.. المرأة الثائرة سوف تدخل القصر لتحرره من مرسى.. الثورة أنثى.. وجود المرأة حافز للرجال.. من أجل ذلك حاول الإخوان كعبلتها.. يقولون إيه اللى نزلها؟!
المشهد الذى رأيناه فوق سيارة مرسى رسالة.. لا سكوت مرسى علامة رضا، ولا هو طيبة قلب.. سكوته قهر.. لا هو اعتراف بحقوق الشهداء، ولا هو مروءة.. مرسى انتهى.. سقط فى العيون.. فقد شرعيته وهيبته.. أمهات الشهداء اخترقن الحاجز الأمنى، وصعدن سيارة الرئاسة، ورفعن فى وجهه الكروت الحمراء.. «بره.. بره».. سمعها مرسى ولم ينطق.. لأن كل أم مشروع شهيد!
الأنكت أن مؤيدى مرسى يقولون «اللى يتجوز شرعى.. ما يطلقش عرفى».. نسوا أنه يُمكن فسخ العقد.. صحيح أن مرسى جاء بأصوات الناخبين، وصحيح أنه تزوج «رسمى» بشهود ومأذون.. لكنه خدع العروس وخدع الشهود.. الحل هو فسخ العقد.. العريس فيه عيب شرعى.. فلا عهد للرئيس ولا وعد له.. أمهات الشهداء قلن أكثر من ذلك.. لا يشعر بالنار إلا اللى كابشها.. كما يقولون!
سمعت أم أحد الشهداء تقول: إنها رسالة إلى مرسى.. فليعتبرها بروفة قبل 30 يونيو.. الناس اتخنقت فعلاً.. يستعجلون يوم 30 يونيو.. لا يريدونه بداية.. يعتبرونه نهاية عصر.. يعتبرونه نهاية عهد.. أمهات الشهداء ذهبن إلى منزله فى التجمع الخامس.. الهتافات كانت تخترق أذنيه.. يسقط يسقط حكم المرشد.. يسقط يسقط مرسى مبارك.. رفعن الكروت الحمراء.. لا بديل عن الرحيل!
الجديد أن قوات الأمن والحرس الخاص بالرئاسة لم يمنعوا المتظاهرات من استيقاف الموكب، والصعود فوق السيارة.. يمكنك أن تقرأ المشهد.. يمكنك أن تفهم الرسالة.. ليس لأنها تعليمات الرئيس بحماية المتظاهرين.. العقيدة الأمنية تغيرت.. كريمة الحفناوى لا تحمل سلاحاً نارياً أو أبيض.. لا تحمل زجاجات مولوتوف.. أمهات الشهداء لا يحملن غير كارت أحمر فى وجه الرئيس!
أخيراً أدركت أجهزة الأمن أن السيارة الرئاسية ليست ملك مرسى.. السيارة الرئاسية ملك للشعب.. ملك للمتظاهرين.. فلا تتخيلوا أنهم سيسحقونهم.. دور الأمن حماية المتظاهرين.. هكذا يحدث فى العالم.. احتمالات تفاقم الأحداث واردة.. احتمالات دخول القصر واردة.. احتمالات دخول المكتب الرئاسى واردة.. احتمالات اقتحام بيت مرسى واردة.. فلماذا انتظر حتى يدخلوا غرفة نومه؟!
الأنظمة الحاكمة لا تحميها مظاهرات المؤيدين.. الأنظمة الحاكمة تحميها قرارات رشيدة.. الأهم أن تكون القرارات فى التوقيت الصحيح.. القرارات المتأخرة مثل عدمها.. مرسى وجماعته انشغلوا فى تجييش الجيوش.. لم يصدروا قرارات تمتص الغضب.. حركة المحافظين نوع من التحدى.. أرادوا أن يهونوا من حجم الغضب.. حاولت «أشتون» أن تدركه.. حاولت آن باترسون أن تحميه!
الحماية الحقيقية من الشعب.. الحماية الخارجية لا تصمد طويلاً.. أجهزة الأمن لا تستطيع أن توجه البنادق إلى صدور أمهات الشهداء.. كان «مرسى» عند أطراف أصابعهن.. فى الثورة الثانية ستكون المرأة فى الصف الأول.. صحيح أنها «أم شهيد».. لكنها قد تكون «استشهادية» أيضاً!