هل هذا هو حال بلد يمكن أن يتحمل محمد مرسى شهرًا إضافيًّا؟
لا أمل على الإطلاق فى أن يتغير الرجل، لا عقلُه ولا قلبُه، فهو متركب على ولاء السمع والطاعة للجماعة، ولأنه لا أمل فى الجماعة العمياء أن تبصر، فنحن نتعجب ممن يأملون فيه بعد عام كامل من الفشل والجهل السياسى والضحالة والضآلة والغطرسة والعناد والإمعان بالجهل وبالعمد فى تدمير البلد.
لنتأمَّل المشهد المحيط بمرسى فاقد الشرعية، وستجد هناك أصنافا يخشون من عاقبة ٣٠ يونيو أكثر من خشية الإخوان:
- صنف الذى سلَّم نفسه نفاقًا للإخوان ولمرسى فيموت فى جلده أن ينزل الإخوان عن العرش، فيصبح عاريًا من الاحترام ومن النفوذ.
- وصنف الذين كانوا أبواقًا للنظام السابق أو مداهنين له أو عملاء لجهاز أمنه، ثم ركبوا بعد الثورة مركب الإخوان ويرتعبون من حسابهم العسير لو نجح ٣٠ يونيو.
- وصنف الجماعة الإسلامية ورفيقاتها التى تخشى أن تعود إلى السجن بعدما كشفت عن وجهها التكفيرى الإرهابى.
- وصنف العملاء النائمين للإخوان الذين انكشفوا وتعرَّوْا الآن وسقطت الأقنعة، فلم يعد أمامهم أى فرصة لخداع أحد بعد ذلك.
- ثم هناك صنف الدعاة الأفظاظ الغِلاظ الذين باعوا أنفسهم للنفاق والرياء، هؤلاء الشتامون السبابون قاذفو المحصَنات يرتجفون من أن تَقلِب لهم الدنيا ظهر المجن، بعدما تصوروا أنهم التحقوا بموكب السلطان ودانت لهم القطوف.
- طبعا هناك نسبة ضئيلة لا يجب أن نغفلها من حَسَنى النية والمتعاطفين الطيبين والمحافظين التقليديين الذين يكرهون التغيير، وهم قريبون جدا من تلك الشريحة التى كانت تريد للرئيس السابق أن يكمل الستة أشهر حتى نهاية مدته الرئاسية. إنها عاطفة لا تعنى حبًّا، لكنها تعاطف وليست رفضًا للتغيير، بل هى خوف من التغيير.
لكن الثابت المؤكد أن مرسى فقد شرعية استمراره (حتى لو استمر).
فقد الشرعية الدستورية يوم أهدر القانون وانتهك الدستور، وحنث باليمين الدستورية، وحارب القضاء واغتصب سلطات الشعب وكذب على المصريين.
وفقد شرعيته الشعبية يوم تخلى عنه مؤيدوه، بل واعتذروا وندموا على منحه أصواتهم ووقوفهم بجانبه، وهى تلك النسبة الواهية التافهة التى نجح بها، وقد أضاع أضعافها شعبيًّا، فلم يعد يملك الواحد والنصف فى المئة التى مكَّنته من التربع على كرسى أكبر منه وواسع عليه، فهو مخصص لجندى عند الشعب وليس لمجند عند جماعة الإخوان.. ويوم كذب على المصريين.
وفقد شرعيته الأخلاقية يوم استعان بميليشيات جماعته ومأجورى ومأمورى مكتب إرشاده وشبيحة وبلطجية فروع جماعته فى المحافظات والإرهابيين والمجرمين الملوثة أياديهم بدماء المصريين، وجعل منهم جهازه الأمنى وحرسه المتوحش وبلطجيته القتلة المعتدين على أبناء ومواطنى شعبه.. ويوم كذب على المصريين.
وفقد شرعيته فى الإنجاز، فقد فشل فى كل شىء.
كل شىء يعنى كل شىء. وانظر حولك لتتأكد!