قبل نحو عامين اكتشفت إصابتى بسرطان فى الكبد والعظام، ورأى بعض الأطباء أننى وصلت إلى مرحلة متأخرة، وربما أعيش فقط عدة أشهر، قد لا تتجاوز ستة اشهر، لكن طبيبي لعلاج الأورام الدكتور تامر النحاس قال كلاما واضحا: لا يوجد داء بدون دواء، والمواجهة تبدأ منك شخصيا، لا تعترف بمرضك، قاوم ولا تستسلم، وهذا ما فعلته تماما قبل عامين، اعتبرت أن المرض اللعين اختبار من الله، فحمدته عز وجل عليه، وسعيت للمقاومة، لم أترك له الفرصة لينهش جسدى، قاومت، واخذت بالعلم، وبالتجارب السابقة.. وبعد عامين لا أزال أحيا وأقاوم، وكلما هاجمتنى الخلايا السرطانية رددت على الهجوم كما ينبغى.. تختبئ.. وتعود، وتحاول التسلل من جديد، لكن الخلاصة المهمة أننى بإذن الله وبالعلم وبإرادتى أواصل المعركة بنحاح وإصرار على أن لا تهزمنى مجرد خلايا سرطانية!
منذ نحو عامين أيضا هاجمتنا خلايا إخوانية بليل، استغلت غفلة البعض منا، وعدم إدارك البعض الأخر بخطورة هذا التنظيم السرطانى، ففازوا بأكثرية فى انتخابات البرلمان، ثم عصر البعض على نفسه ليمونا كثيرا وانتخب محمد مرسي رئيسا للجمهورية، دون أن يدركوا أنهم بهذا التصرف، يتركون جسد الوطن بدون مقاومة فى يد الخلايا الإخوانية السرطانية التى هاجمتنا جميعا.
بدأ الإخوان هجومهم على القضاء، شلوا المحكمة الدستورية وحاصروها، استولوا على الحكومة، ثم حاولوا اختراق الجيش، ووصلوا إلى قمة جهاز الشرطة، وانطلقوا ينتشرون كالخلايا السرطانية فى المحليات، عبر تعيين رؤساء المدن والأحياء وسكرتيرى عموم المحافظات، والمحافظين، ورؤساء الشركات، حاولوا السيطرة على الإعلام وإرهابه، سقط الإعلام الحكومى فى يدهم، وبعض الإعلام الخاص.
ومنذ نحو عامين لا تتوقف الخلايا الإخوانية السرطانية عن الهجوم على مفاصل الوطن، بالتسلل تارة، وبالإرهاب تارة ثانية، وبصفقات فى الظلام تارة ثالثة حتى كاد الوطن أن ينتهى وتسيطر عليه الجماعة، لكننا فى هذه اللحظة استعدنا وعينا وإرادتنا، وفهمنا خطورة ما يريده الإخوان، وقررنا أن نتحدى، نستأصل الورم الإخوانى من جسد الوطن، ونمضى فى بناء وطن جديد قائم على الحرية والعدالة والمساواة، لا يحكمه تنظيم، ولا تتسلط عليه جماعة.
من تجربتى مع السرطان أعلم أن المواجهة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة، والبداية هى بالإيمان بقدرتنا الجماعية، على التصدى للإخوان أينما وجدوا وعلى هزيمتهم، وفى النهاية سننتصر.. وسنحيا.. وسنهزم الإخوان كما هزمت السرطان.
موعدنا يوم 30 يونيو