«ومن لا يعرف الشيخ عاصم عن قرب يتصور أنه شديد المراس حاد الطبع.. ولكن من يقترب منه يجد أنه حسن العشرة طيب النفس.. ولكن الكثير من الإخوة يتصورونه صعب المراس.. وحتى تزول هذه الصورة من ذهن الإخوة والآخرين أطلقنا عليه كنية (أبوسهل)، فإذا ما اشتد معنا فى أمر أو تشدد معنا فى رأى داعبناه قائلين: خليك سهل يا أبوسهل».
أعلاه شهادة الدكتور ناجح إبراهيم فى حق رفيق دربه عاصم عبدالماجد، الذى خرج علينا مهدداً متوعداً بالويل والثبور يوم 30 يونيو، عبدالماجد يعيد إنتاج ماضيه الدموى الرهيب، رق ناجح إبراهيم الغاضب فصار عذباً فراتاً، احتقن عبدالماجد فصار ملحاً أجاجاً، ولله فى خلقه شؤون.
فى مقال نادر ومجهول ينكأ الدكتور ناجح بمشرطه الرهيف جرحاً قديماً فى نفسية عاصم عبدالماجد، جرح الفشل، وعدم التحقق، يتجرع مرارات، ويحتقن ثارات، ويقتات حزازات، ما ذنب النباتات، يقول ناجح فى وصف عبدالماجد نصاً تستتبعه بالضرورة بسبحان الله عجباً: «إذا كان يوسف إدريس هو الأب الروحى لفن القصة القصيرة على المستوى العام.. فإن الشيخ عاصم يمكن أن نعتبره هو الأب الروحى للقصة القصيرة الإسلامية.. أو على مستوى الحركة الإسلامية.. ولكن لأن قصصه لم تنشر من قبل ولم تطبع من قبل فإنه قد ظُلم ظلماً بيناً.. إذ لا يكاد يذكره فى هذا الأمر إلا عارفوه ومحبوه وأبناء الجماعة الإسلامية.. ويفخر موقع (الجماعة الإسلامية) على النت بأنه أول من نشر عدداً من قصصه القصيرة الجميلة المؤثرة، وأرجو (والكلام لناجح) أن يأتى اليوم الذى يتعرف فيه الشباب المسلم على أدبه الهادف وقصصه المؤثرة الجميلة التى تحث على الخير وتهدف إلى الحق وتحفز النفوس على حب الإسلام والفضيلة».
ويزيدنا ناجح عجباً فيبلغ منا العجب العجاب ويفيض قولاً: «والشيخ عاصم ليس قصاصاً وأديباً فحسب.. لكنه فقيه وأصولى معروف.. وله نظراته الجيدة فى الفقه والأصول.. ولولا كثرة اعتماده على قاعدة سد الذرائع فى فتاواه وآرائه فى دائرة ما لا نص فيه.. لكان له فى الفقه شأن أعظم وباع أكبر، وسد الذرائع تصلح لشخص يريد أن يحمل نفسه على العزمات ويمنع نفسه من كثير من المباحات.. لكنها لا تصلح لفقه يقود جماعة أو دولة أو أمة.. إذ إنه سيعطل ملكات هذه الأمة.. ويعطل مصالحها ويعوق تقدمها».
ويتحفنا ناجح كاشفاً عن مواهب مدفونة لمن هو على قيد الحياة بعد أن عاد إلى الحياة من خرم إبرة، أصيب بثلاث رصاصات فى هجومه البربرى على مديرية أمن أسيوط فى صلاة عيد الأضحى 1981، يقول ناجح: «والشيخ عاصم له ملكة شعرية جيدة، وله قصائد جيدة ولكنها قليلة.. وقد ضاع أكثرها للأسف مع ظروف السجن المتقلبة، والشيخ عاصم من دعاة الجماعة الإسلامية المعروفين، وله كتابات جيدة فى الدعوة إلى الله.. ولكن للأسف فإنه يمزق كتابات كثيرة جيدة له لأنه لا يرضى عنها الرضا الكامل.. مع أننى قرأت بعض ما مزقه فى الدعوة والتربية فوجدته جيداً».
نحن إذن أمام قاص فاشل، غير متحقق، لم ينشر قصصه، وشاعر منبوذ، لم يلق أشعاره بعد، فشل أن يصل إلى جمهوره، فقرر أن يخرج على الناس شاهراً سيفه.. خليك سهل يا أبوسهل ودع أذى الإخوان وتوكل على الله، وانشر قصصك وقصائدك لعلك تنفعنا ونتخذك أديباً، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن مصرنا، يريدها خلافة، واتبع هوى مرشده وكان أمره فرطاً.