كان الزعيم الروسى فلاديمير بوتين أول من علق على موقف محمد مرسى المفاجئ بقطع العلاقات مع سوريا، حيث أبدى دهشته من هذا التصرف، وقال إن النظام السورى يواجه حرباً مسلحة، لكنه سيعيش أطول من نظام محمد مرسى الذى لا ينتظر أن يصمد طويلاً أمام المظاهرات القادمة فى مصر يوم 30 يونيو.
وقال بوتين فى حوار أجراه مراسل «السى إن إن» ــ حسبما نشرت «الفجر» ـــ : «سيكون من سخرية الأقدار أن بشار الأسد، الذى يناصبه الرئيس المصرى العداء الآن، قد يبقى فى منصبه لمدة أطول من الفترة الباقية لمرسى فى حكم مصر».
وقد نشرت جريدة «الأوبزرفر» البريطانية أن قطع العلاقات مع النظام السورى قد لا يفيد كثيراً فى الوقت الحالى، لكنه بالتأكيد يصب فى مصلحة جماعة الإخوان، سواء فى مصر أو فى سوريا.
وقالت «كورييرى دييلا سيرا» الإيطالية: «إن قطع العلاقات مع سوريا والدعوة للجهاد قبل أيام من المظاهرات واسعة النطاق المنتظرة يوم 30/6 يهدف إلى تحويل اهتمام المواطنين من الوضع الداخلى إلى قضية خارجية».
أما فى الداخل، فقد استدعى قرار قطع العلاقات مع سوريا القرار الذى كثيراً ما طالبت به جماعة الإخوان النظام السابق وهو قطع العلاقات مع إسرائيل، وانتقدت تعليقات رجال السياسة، ومنهم حمدين صباحى فى حديثه بمؤتمر «المصرى اليوم»: «الرئيس يقطع العلاقات مع دولة عربية شقيقة وهو غير قادر على قطعها مع الدولة الصهيونية».
أما تعليقات المواطنين على شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فقارنت بين ما فعله جمال عبدالناصر بإقامة دولة الوحدة مع سوريا وما فعله محمد مرسى بقطع العلاقات معها.
والواقع أن تلك هى المرة الأولى فى العلاقات المصرية - السورية التى تُقطع فيها هذه العلاقة، فقد شهدت علاقة مصر بسوريا فترات وفاق وصلت لذروتها بإقامة الجمهورية العربية المتحدة عام 1958، حين رفع السوريون السيارة التى حملت الرئيس المصرى جمال عبدالناصر على أكتافهم فى مشهد فريد لم يشهده العالم من قبل ولا من بعد، كما شهدت العلاقات أيضاً توترات بعد الانفصال، وكذلك بعد توقيع مصر على اتفاقية فصل القوات من جانب واحد بعد انتهاء حرب أكتوبر التى شاركت فيها سوريا، لكنها لم تصل أبداً إلى حد قطع العلاقات وقت أى نظام سابق.
وقد نشرت جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية أن اللاجئين السوريين فى مصر هم أول من سيضار من هذا القرار، والذين يصل عددهم، حسب تقديرات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، إلى 77 ألفاً، يضاف إليهم ما يقرب من 30 ألفاً غير مقيدين، وقالت الجريدة إن هؤلاء أصبحوا الآن أسرى داخل مصر ليس هناك من سفارة لدولتهم يتواصلون معها فى أى إجراءات رسمية.
msalmawy@gmail.com