ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

أفـف

-  

مشهد قرأناه فى التراث الشعبى المصرى، أحد الشباب يشتكى باكيا لرجل كبير ـ يبدو أنه أبوه ـ من أحد الفتوات، فينفعل الأب ويصرخ مهددا متوعدا، توحى كلماته بأنه سيقطع دابر هذا الفتوة الذى يعيث فى الحى فسادا، وعندما يستدير الأب بوجهه ناحية الفتوة فإذا به يراه عملاقا، يا للهول إنه أكبر منه وأقوى، ازدرد الأب ريقه وامتقع وجهه ثم وجه صفعة مدوية.... انتظر، لا تعتقد أن الصفعة وقعت على وجه الفتوة، إذا ظننت هذا فأنت لا تعرف هذا الأب وعاداته المتكررة فى الصراخ والوعيد، ولكن الصفعة وقعت على وجه الشاب المهضوم، وحين تلقى الشاب الصفعة كانت كلمات الرجل تسيل رقة وعذوبة وهو يقول له مؤنبا «وفيها إيه لما يضربك؟!».

تحول هذا المشهد مؤخرا إلى حياة تسعى فى واقعنا، مشهد يشهد بالوصولية والنفعية والازدواجية حينما يتم تغليفهم بغلاف برَّاقٍ مكتوب عليه «نحن الإسلام» أما الواقع المدفون تحت الغلاف فهو يقول «هم الإظلام» خدعوا الناس البسطاء طويلا وقالوا: عندما سنصل إلى الحكم سنطبق «الشريعة» فإذا بهم يصلون إلى الحكم فطبقوا «الشنيعة».

وحتى لا تظن أننى أتجنى على هذه الجماعة أو أبالغ، أو أكتب عنهم ـ كما يقولون لتابعيهم ـ من نفسية منافق تمادى فى خصومته بحسب أن من آيات المنافق ثلاث، وفى رواية لعبد الله بن عمرو أن آيات المنافق أربع منها «إذا خاصم فجر»، ورغم أن الإخوان يحسبون أن كل نقد يوجه إليهم ولو كان خفيفا لطيفا هو«فجر فى الخصومة» إلا أنهم لا يعرفون من خصال المنافق إلا «إذا خاصم فجر» ويبدو أن مقرراتهم التربوية حذفت الثلاث علامات الأخرى من خصال المنافقين وهى: «إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان» ولذلك فقد نعذر جهلهم عندما يغفلون عن أن رئيسهم المرؤوس حدث فكذب، ووعد فأخلف، واؤتمن فخان، وأظن أننى لست فى احتياج إلى سرد «تراتيل الكذب» التى صدع أدمغتنا بها، ولا وعوده التى أخلفها، ولا الدماء التى قال إنها أمانة فى رقبته ـ بأمارة القصاص القصاص ـ ثم سفك نظامه مثلها أو يزيد، فأصبحت فى رقبته قولا وفعلا أمام الله رب العالمين، ومع ذلك فإننى سأتجاوز ما يتهمون به خصومهم، وسأتحدث عن تلك الحالة الوجودية الفريدة التى رأيناها منذ أيام وتحتاج إلى عالم مثل «فرويد» ليسبر غورهم ويحلل شخصيات كبارهم وصغارهم، ثم يبحث لهم من بعد ذلك عن مستوصف نفسى لعلاجهم وتأهيلهم للحياة بين باقى البشر.

فقد ظلت جماعة الإخوان عمرها كله تصرخ وتهدد وتتوعد وتطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وإنهاء اتفاقيات السلام، فلما وصلت للحكم قطعت العلاقات.... مع سوريا! واستمرت فى علاقاتها مع إسرائيل، وأقسمت جهد إيمانها أن بيريز صديقها، ثم أرسلت إليه السفراء وأكدت أنها ستحافظ على معاهدات السلام!.

هتفت جماعة الإخوان قبل وبعد الثورة وبح صوت صفوت حجازى وإخوانه وهم يقولون «على القدس رايحين شهداء بالملايين» وبعد أن وصلوا للحكم، قرروا أن يذهبوا للجهاد، لا فى فلسطين ولكن... فى سوريا، وإذا بسوريا فى عهدهم تتحول إلى أرض الجهاد، فى حين أصبحت إسرائيل «أرض الجولف» أو «أرض المعارض» يزورونها سرا، ويقبلون عتباتها علنا لإرضاء «ماما أمريكا».

شاهدنا لسنوات طويلة، مظاهرات إخوانية تخرج بهتافات صاخبة حماسية «يا أقصانا لا تهتم راح نفديك بالروح والدم» وعاش شباب الإخوان المغيب الذى شوهوا عقله ومشاعره وهو غاضب وحانق على هذه الأنظمة الكفرية التى لا تحب الإسلام ولا تهتم بفلسطين ولا تحفل بالمسجد الأقصى، امتلأت أفئدة الشباب بالغضب على مبارك الذى أغلق باب الجهاد بالضبة والمفتاح، وراحت الأيام وجاءت الأيام، وأصبح الإخوان حكاما، ليقف مرسى فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة ويعلن عن فتح باب الجهاد، حمدنا الله، ها هو قد استرد مفتاح باب الجهاد من مبارك المخلوع، وها هو يتقدم الصفوف ليعلن أنه فتح باب الجهاد... ولكن ضد من؟ ضد سوريا!.

نعم يا أستاذ مرسى، سوريا فى أزمة، ولكنها أزمة مستمرة منذ عامين، ألم تتذكرها إلا عندما قررت أمريكا تسليح المعارضة! حبكت يا مرسى، حبكت قبل الثورة عليك، نعم يا أخ مرسى، جزء كبير من شعب سوريا رافض حكم الأسد، والأسد من جانبه استبد وطغى، ولكن هذه مشكلة الشعب السورى، هو وحده الذى يجب أن يواجهها دون أن يتدخل أحد فى شؤونه، ندعمهم سياسيا، لا مانع ولا مشاحة ولا ريب، ولكن ندعمهم بالأسلحة وبكتائب قتالية، هذا هو منطق العصابات والمرتزقة لا منطق الدولة الراشدة التى فيها نظام حكم مسؤول، لا مسطول.

وكانت الكارثة الثانية أن رئيسهم المرؤوس أخذ يتحدث عن مصر أخرى غير التى نعرفها، مصر التى فى خاطره هو، لا فى واقعنا نحن، مصر التى يريدها طائفية، متفرقة منقسمة، وانفرجت أساريره كانفراجة الوليد بعد الرى والبلل وهو يسمع شيوخه يدعون على شعبنا الذى قالوا عنه إنه كافر، وكأن الله يعمل لحسابهم هم! وكأنهم صادروا الله ـ سبحانه ـ لمصلحتهم! أفٍ لهم، ليس أفا واحدا ولكن أفف لا حصر لها.

التعليقات