ايجى ميديا

هالة فهمي كانت عنيدة في الحق

الاضطهاد في فترة صفوت الشريف كان بمثابة الاغتيال المعنوي للمذيع

فقدت طموحي عندما قالت لي رئيسة التليفزيون لن نسمح بنجوي إبراهيم أخري

تليفزيون الدولة مثل المصنع الحكومي غير قادر علي صناعة نجم

أنس الفقي أفشل وزير إعلام

"جينا" أجمل حاجة في حياتي    

قررت عدم ظهوري علي الشاشة في عهد الفقي بسبب ظلمه

تنشئة طفل علي تربية سليمة في ظل هذه الأوضاع هي جهاد في سبيل الله        

المحاسيب والواسطة هي آفة مصر عبر الزمان

مني عزازي.. فتاة مصرية بسيطة مذيعة بالفطرة .. رفضت عدة فرص عمل في وزارة الخارجية وفي مجلس الشعب ووزارة الطيران .. ورغم تعينها معيدة بقسم اللغة الفرنسية بكلية الألسن جامعة القاهرة في عام 1991.. إلا أنها تركت كل هذه الفرص من أجل تحقيق طموحها الأكبر كمذيعة، والتحقت بالإذاعة المصرية في عام 1991 ثم التحقت بالتليفزيون عام 1995 كمذيعة في القناة الثالثة حتى الآن.. 

مني تحدثت لـ "المشهد" وفتحت ملفات في حوار أشبه بقصيدة عبرت فيها انتصاراتها وانكساراتها و"جينا" سر تمسكها بالحياة في هذا الحوار.. 

هل هناك فرق بين هموم المذيعة وهموم الإنسانة جيهان عزازي؟

للأسف بالنسبة لي الهموم واحدة لأنني لا أعرف إجادة فن التمثيل، فالمفروض بالنسبة للمذيعة أن تلبس "ماسك"أو قناع، كما أنني أتعذب من أي موقف إنساني سواء حدث لي بالفعل أو رأيته من خلال عملي في الشارع، ولا أعرف سوي أن أقول كلمة الحق دائما و"دوغري" في شغلي وهذا ما تسبب في عداوات وخلافات كثيرة لي في بيئة عملي، فالرؤساء في العمل لا تعجبهم الصراحة أو قول رأيك بمنتهي الوضوح.

ما هي أهم العداوات التي واجهتك في عملك بسبب الصراحة؟

تمت محاربتي حرب شعواء من رؤسائي في العمل لأنني لا استطيع تجميل نفسي أو تجميل الآخرين وكنت دائماً أقول كلمة الحق، وكانت قيادة تلك الفترة من أهم أهدافها تدمير أي كفاءة تجدها وهذا ما حدث لي في القناة الثالثة.

في أواخر عقد التسعينات كانت هناك شخصية امرأة في القناة الثالثة تتمني أن تموت ولا تراني أمامها لدرجة أنها كانت تعطي للصحفيين معلومات مغلوطة عني، وحاولت بكل الوسائل أن تدمرني، وهذه كانت رئيسة القناة الثالثة إما رئيسة التليفزيون قالت لي بالخرف الواحد: "انسي إن تتطلعي علي الشاشة طول ما أنا موجودة".

هل ممكن أن تذكرين أسماء هاتين السيدتين؟

أرفض ذكر أسمائهن تماما لأنهم خارج العمل الآن والحمد لله ربنا نصرني عليهن وأخذت حقوقي، بالرغم من أنني عانيت الأمرين منهما مثل تحويل لتحقيقات عديدة ووقوفي عن العمل وغيره من المضايقات الكثيرة التي صبرت عليها.

هل أنت من جيل الإعلامية هالة فهمي وعشت معها نفس فترة المضايقات؟

هالة من الجيل الذي سبقني بفترة للقناة الثالثة وهي محترمة جداً وعندها ضمير لأقصي درجة وعانت الأمرين من اضطهاد قياداتها ولكن للأسف هالة من النوع الذي يضرب دماغه في الصخر بمواجهة أعدائها، وكنت أشاركها في العند، فكنت دائما خارج العمل وبعيدة عن الهواء بسبب عنادي، لدرجة أن رئيسة القناة كانت تقول لي سوف تعملي مكياجك وشعرك ولمن لن تظهري علي الشاشة، وستطلي علي في الاستراحة طوال فترة البرنامج ولن تذهبي لبيتك قبل انتهاء البرنامج.

ما السبب في عدم حصول مذيعات التليفزيون المصري علي نفس شهرة مذيعات الفضائيات الخاصة؟

الإمكانيات والترويج والتنويه للبرامج هي التي تساهم في صناعة النجم أو النجمة وهذا ما تقوم به الفضائيات الخاصة، أما التليفزيون الحكومي فهو مثل المصنع الحكومي تحكمه بيروقراطية ومشاكل إدارية تجعله غير قادر علي صناعة نجم أو نجمة، والذي يشك فيما أقوله يذهب إلي شركة بيع المصنوعات أو هانو  وهما شركتان حكوميتان ثم يذهب لمحلات خاصة في "سيتي ستار" ليعرف الفرق بنفسه ما بين ما هو حكومي وخاص.

ففي القنوات الخاصة تجد استوديوهات إضاءة آلة إعلامية وراءك أما في التليفزيون فعملت مثلما لم تعمل، هناك محاذير أيضا في نسبة الحرية وطريقة التناول وغيرها ومن يشكك في كلامي يقف مع نفسه برهةً ويتذكر هل كان يعرف الزميلات ريهام السهلي وريم ماجد، وهما مذيعات التليفزيون المصري، قبل أن ينتقلا إلي الفضائيات الخاصة؟

ما تقيمك للوزير أنس الفقي.. وكيف رأيت طريقة تطعيم التليفزيون المصري بفنانات يعملن مذيعات؟

أنس الفقي كان أفشل وزير إعلام.. كان سبب الفجوة الكبيرة جداً في التليفزيون، فهو الذي أحضر الفنانات مثل إيناس الدغيدي وغادة عادل فكانا يأخذن ملايين علي برنامجيهما وهناك رغم الدخل من البرنامجين صفر وكانت هناك مذيعات تتحصل علي الملاليم من أبناء التليفزيون وضيَّعن فيه سنوات عمرهن.

قام أنس بإحضار لاعبين كرة كدم مثل طاهر أبو زيد وفاروق جعفر للتعليق علي أحداث مباريات الدوري وأغدق عليهم الملايين أيضا وكانت برامج هؤلاء جميعا سواء فنانات أو لاعبين كرة فاشلة وغير مفيدة للتليفزيون لأن إعلاناتها كانت صفر أيضاً بالمقارنة بالفضائيات الخاصة.

ما هو أول قرار لم في ماسبيرو لو توليتي حقيبة وزيرة الإعلام؟

الحرية ..إطلاق يد المبدعين في المبني واجعل ضميرهم المهني والإبداعي هو الحكم لهم وليس قيود القيادات ونفاقهم للسلطة هو الحكم أو الفيصل في البرامج وطريقة التقديم، فأهم قيود التليفزيون الآن هو تكبيل أيدي أبناءه.

ما الذي ندمت عليه في حياتك؟

ندمت علي التفريط في الفرص التي عرضت علي مثل قنوات المحور وغيرها من قنوات خاصة لأنك كنت ستجدني من القلائل الموجودين علي الشاشة خلال هذه الفترة، أما علي المستوي الإنساني فقدت الثقة في ناس كثيرة لخيانتهم لصداقتي.

متى نري دمعة جيهان عزازي؟

عندما أري ابنتي الوحيدة "جينا" مريضة أو تبكي لأنها أجمل حاجة في حياتي، وهي التي أعطت لحياتي طعماً بعد هذا الاضطهاد والمعاناة التي داومت عليها معظم فترات حياتي، كما أنني أجهد في تربيتها لأنني أعتقد وأجزم علي أن تنشئة طفل علي التربية السليمة خلال هذه الفترة التي انفلتت فيها الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد هي جهاد في سبيل الله.

ما هي أهم قضية تعاني منها مصر؟

المحاسيب والواسطة هي أكبر آفة تعاني منها مصر الآن عبر الزمان، فأنا أري أنه لو قُدِّر لمصر بقتل هذه الآفة لكانت مصر من أوائل الأمم كما كانت في سابق عهدها.