حلمي أن تصبح "المصرية الثانية" يد مصر الممدودة لأبنائها في الغربة
إعادة هيكلة ماسبيرو مهمة ثقيلة جداً تسبب فيها نظام مبارك
فكرة الصراع علي الكراسي ليست من اهتماماتي
خطتي البرامجية القادمة شكل جديد للفضائية الثانية بطعم مصر
نقص المال العائق الأول لتطوير التليفزيون
أنس الفقي أجبرني علي الرحيل من التليفزيون قبل الثورة
علاء بسيوني شخصية إعلامية تحترم نفسها تربت في بيت قامة وهامة إعلامية كبيرة هو والده أمين إبراهيم يوسف بسيوني.. فتح قلبه لـ "المشهد" في حوار يحمل الكثير من التساؤلات حول ما كان يدور في ماسبيرو من اضطهاد في عهد النظام السابق.. وما يحمله التليفزيون من تركة ثقيلة تعوق هيكلته وتطويره.
يحمل الحوار أيضاً الكثير من الأمل لـ علاء في جعل الفضائية المصرية الثانية يد مصر الناعمة الممدودة لأبنائها في الغربة..وإلي نص الحوار..
بعد رئاستك للاثنين ما الفرق بين الفضائية المصرية الأولي والثانية؟
الفرق الجوهري يكمن في التغطية الجغرافية لكل قناة، أو بمعني أكثر وضوحاً وهو نطاق التغطية، فالفضائية الأولي موجودة أساساً علي قمر نايل سات وأقمار ثانية بحيث تغطي المنطقة العربية وأفريقيا وأجزاء من أوروبا، أما الفضائية المصرية الثانية ليست موجودة علي النايل سات ولكن علي عدة أقمار أخري لتغطي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وغرب آسيا وغرب وجنوب أفريقيا.
هل اختلف طموح علاء بسيوني بعد انتقاله لرئاسة الفضائية الثانية؟
رئاسة القناة هو عمل إداري في الأساس يحتاج إلي خبرة إدارية عالية ورؤية تنويرية في الإدارة خاصة عندما تكون قناة فضائية، وأنا لا توجد لدي فكرة الصراع علي الكراسي في ماسبيرو من أصله، ولكن في يقيني خدمة بلدي هي الأهم عندي ولا يخطر في بالي أن نقلي من قناة إلي قناة أخري هي ضرب لتاريخي أو التقليل من شأني. بالعكس الفضائية المصرية الثانية أحلم أن أصل بها أن تكون يد مصر الناعمة الممدودة لأبنائها في الغربة وعبر المحيطات البعيدة.
ما هي الخطة أو الدور الذي يطمح به علاء بسيوني لتطوير "الفضائية الثانية"؟
عندما جئت للقناة وجدتها مجرد قناة ناقلة لبعض برامج قنوات التليفزيون المصري وكانت هناك عدة برامج قليلة تنتجها القناة بميزانيات متواضعة جداً، فتوجهت لرئيس قطاع التليفزيون المخرج الكبير شكري أبو عميرة، والحقيقة هو متفهم لأهمية القناة وكيفية الاستفادة من تطويرها، بخطة جديدة نستطيع من خلالها، وطموحي هو أن يقتنع مسابيرو بالخطة التي تجعل للقناة شكل جديد بطعم مصري لنطاق تغطيتها الذي يتعدي نصف الدنيا، بل من الممكن أن نجد عائد مادي كبير نستطيع من خلاله بإنتاج برامج جديدة تجعل هذه القناة في منافسة كبيرة.
هل من الممكن أن تكشف لنا عن ملامح هذه الخطة؟
هناك شركة متعاقدة مع إتحاد الإذاعة والتليفزيون تدفع مبالغ بالدولار مقابل حق البث لأن القناة مشفرة في أمريكا وكانت وجهة نظري ان نتواصل مع هذه الشركة ونعرض معها أشكال مختلفة في التعاون مثل التعاون في احتياجاتك الخاصة مع رعاة من عنده وإنتاج برامج خاصة لهذه الجاليات يدر لي دخلاً كبيراً يعود علي القناة في شكل تطوير وبرامج خاصة.
ولهذا طلبت السفر لهذه الجاليات المصرية في أمريكا وكندا وربما تكون هناك زيارة قريبة لهم للتواصل لهم في إقامة حفلات وليالي خاصة للفضائية في هذه البلاد، كذلك التعاون مع وزارات أخري للوزارات مثل الطيران والسياحة والخارجية وغيرهم.
ما هو الجديد في الخطة الذي يقدمه علاء لأول مرة؟
أولاً سيتم اخذ البرامج الجديدة في القناة الأولي والثانية الأرضية والفضائية المصرية الأولي وعرضها علي قناتنا، ثانياً لجأت لأول مرة للإنتاج المتميِّز في بعض قنوات قطاع المتخصصة وطعمت الخريطة بها، ثالثاً عملنا نوع من الغطس للمكتبة التراثية بالتليفزيون المليئة بالكنوز الغير مستغلة لسنوات كثيرة جداً بحيث تربط المهاجر المصري بذكرياته التليفزيونية القديمة وتعيد بواعث الحنين لوطنه من جديد.
من ضمن ملامح الخريطة ضبط الجرعات البرامجية علي الشاشة بحيث تكون في الوقت المستهدف تماما للمشاهد في كل بلد حسب توقيتها مثل أيام الأجازات وساعات السهرات، كذلك سيتم إعادة إنتاج برنامج "الديوان" ليكون يد تواصل بين السلطة والشعب المصري في كل مكان.
برأيك ما الذي ينقص التليفزيون المصري ليسترد زعامته ومكانته الرائدة في المنطقة؟
الخطة الشاملة والمتكاملة تحل من خلالها المشاكل الموجودة التي يعاني منها ماسبيرو مثل اللائحة المالية وأسعار الإعلانات والأثقال الإدارية والمالية بالتليفزيون ولا تنسي أنك تتعامل مع 43 ألف موظف بأسرهم ومستقبلهم أيضاً فهذا بعد اجتماعي خطير، ولا بد أن تنظر إلي هل تحتاج مصر بعد الثورة إلي أكثر من 23 قناة تليفزيونية وكل هذه المحطات الإذاعية، فإذا كان الجواب بلا فماذا ستفعل بهؤلاء البشر وأسرهم وإذا كان الجواب بنعم فكيف تعيد تدوير هذه القنوات والمحطات لكي تصل بهم إلي مستوي المنافسة التي تجعلك في الريادة والسيادة كما تطلب.
فقرار إعادة هيكلة ماسبيرو مهمة صعبة جداً تكاد تكون مستحيلة لأنها تركة ثقيلة جداً تسبب فيها نظام مبارك، فالإعلام لا بد أن يبعد برسالته عما يقال حالياً عليه، رغم اختلافي عما يقال، أنه إعلام مضلل أو فاسد أو يسبح بحمد السلطة، وأن يكون إعلام الشعب، ويجب أن نسأل أنفسنا بعد كل حلقة في كل قناة: ماذا استفادت مصر من هذه الحلقة أو هذا البرنامج، ولا بد من عدم السماح لاتهامات التخوين والعمالة من أن تعلو علي المصلحة العامة وهي مصلحة مصر بالأساس.
لماذا لم يعد ماسبيرو قادراً علي صناعة مذيعين سوبر ستار أو حتى استقطابهم من الخارج؟
هناك آليات معروفة في جميع الأوساط بما فيهم الوسط السياسي والإعلامي والفني وهي آلية صناعة النجم والكاريزمات، فهي تصنع ويدرب الإنسان عليها، ولو نظرنا إلي ماسبيرو سنجد هموم ومشاكل كبيرة تعوق هذه الصناعة الرفيعة للنجم وللسوبر ستار من بينها: الانفلات والفوضى والانقسامات والإعتصامات ومشاكل التمويل وتأخر المرتبات بالإضافة إلي عدم وجود ميزانية حقيقية للتطوير.
من ناحية أخري زحمة الأصوات والوجوه في التليفزيون تعوق صناعة نجم كبير، فكيف تختار مذيع من كل قناة وهي تحتوي علي أكثر من 60 مذيع ومذيعة، ففي ظل هذه الزحمة لن تستطيع تسليط الضوء علي مذيع أو مجموعة وإلا سينظر لك بالمحاباة لفلان ضد علان وكذلك زحمة الخريطة لن تعطيك الفرصة في الظهور كمذيع، في وقت يتصارع الجميع علي هذا البرنامج أو ذاك.
في ظل هذا التجاهل لخبرة علاء بسيوني الإعلامية والتعمد في إقصاءه من الشاشة..لماذا لم تتجه للقنوات الخاصة مثل الآخرين للبحث عن العائد المادي والمعنوي بالظهور الإعلامي؟
أنا مستور مادياً والحمد لله، ولكنني أبحث عن دور وطني في تليفزيون بلدي خاصة بعد الثورة المصرية ولم يكن هدفي العائد المادي في يوم من الأيام ولكن كان دائما الرسالة هي هدفي الاسمي ومازال لدي أمل في عودة التليفزيون المصري إلي عهده القديم بالريادة لو وجدت خطة شاملة ومتكاملة وتعاون فيها الجميع سواء من السلطة أو أبناء ماسبيرو المخلصين.
كيف تري المشهد السياسي الآن وماذا تقول للسلطة والمعارضة من هذه الرؤية؟
ندائي للجميع بأن يتذكروا بأن الوطن هو ما نملك وهو رأس مالنا الحقيقي، فالوطن له قوة وزخم وهوية والمشهد السياسي يحتاج من الجميع إعلاء مصلحة الوطن ومن الطبيعي أن نختلف لأن ربنا سبحانه وتعالي خلق الناس في اختلاف تنوع، وللأسف الشديد نحول نحن بأيدينا هذا الخلاف إلي إختلاف من إدارة الخلاف بطريقة التخوين والعمالة وشقاق وتناحر، والذي يدفع الثمن في النهاية هو الوطن.
ما هي الأسباب التي أدت إلي رحيل علاء بسيوني من التليفزيون قبل الثورة؟
فكرة الاضطهاد سيئة للغاية، فأنا لم أقدم شيئاً سيئاً لكي أضطهد، ولكن بمقاييس النظام السابق فلم يكن مطلوباً منك أن يكون الإسلام مرجعيتك في حياتك أو تقديم برامج دينية ناجحة فتم محاربتي وبرامجك تختفي بعدما كانت في الصدارة مثل برنامج "رب اشرح لي صدري" مع الدكتور عبدالله شحاته رحمة الله عليه وبرنامج "الرحمن علم القرآن" مع الشيخ جبريل ومحمد هداية تغيَّر مواعيد إذاعتهم من برامج سهرة لبرامج ظهيرة حتي لا يراها أحد.
تم العمد عدم ترقيتي وتم توزيع مناصب لزملاء أصغر مني سنا وعلما، بل طُلب مني بالحرف وأقسم علي ذلك حلق لحيتي لأصبح رئيس قناة، وصلت درجة الاضطهاد بان يحصل زملائي علي دخل شهري يصل إلي 300 ألف جنية في الشهر بينما ما احصل عليه أنا شهرياً هو 328 جنيه في الشهر.
328 جنيه كانوا بالنسبة لي ثمن "النضافة"، وعدم التطبيل لأي رئيس أو مسئول وتساوي كلمة حق عند سلطان جائر، وأنا لست زعلان علي ما تعرضت له لأنه كان يساوي عندي احترامي لنفسي.
متى نري علاء بسيوني علي الشاشة مرة أخري؟
أنا لا تنقصني الأفكار للظهور كمذيع علي الشاشة، فانا موجود من سنتين في ماسبيرو من بعد الثورة وطلبت من المسئولين الاستفادة من خبرتي علي الشاشة بتقديم برنامج قوي يعيد لشاشة ماسبيرو جمهورها، وقلت لهم بالحرف الواحد "استفيدوا من خبرة علاء بسيوني" وكانت الإجابة مجرد علامة استفهام.