نظام الإخوان المسلمين هو نتاج تربيتهم المنغلقة التى تصيب الشخصية الإخوانية فى مقتل، وتجعله دائماً خائفاً وقلقاً، ويعتبر أن العالم كله بل عائلته وأقاربه يتربصون به طوال الوقت. فالإخوانى مسطح الثقافة والمعرفة ولا يدرى كيف يتذوق الجمال أو يتمتع بالطبيعة أو حتى يتفاهم ويتعامل مع البشر العاديين. طبعاً هناك استثناءات ولكنها قليلة ومعروفة، ولذا تجد الإخوانى دائماً عدوانياً ويستفز الآخرين ولا يصدقهم، ويعتبر أن الدنيا كلها تتآمر عليه. وحيث إن الإخوانى العادى الذى يمثل أغلبية الإخوان ليس له علاقة بالعالم الخارجى فإن المصدر الوحيد بالنسبة له هو أوامر سلسلة القيادات الإخوانية المتتالية.
وقد وصل الإخوان للحكم فى مصر بمجهود كبير وأموال ضخمة، ولكن الحقيقة أن وصولهم كان بسبب تفتت وتشتت القوى المدنية غير القادرة على التوحد فى مرشح واحد للرئاسة ولا قائمة واحدة فى انتخابات البرلمان. الإخوان يعلمون جيداً أنه ليس فى وسعهم أن يحافظوا على مقعد الرئاسة أو أغلبية برلمانية فى أى انتخابات قادمة؛ ولذا فهم لا يرغبون فى إجراء أى انتخابات من أى نوع.
لو فكر الإخوان قليلاً ماذا حدث فى الانتخابات النصفية لنقابة الصيادلة، نقابة الاجتماعيين، ونقابة محامى الإسكندرية واتحاد الطلاب والمجمع الانتخابى لرئيس جامعة القاهرة، الأمر واضح هناك تغيير واضح وصريح. كان الإخوان منذ السبعينيات يحصلون على كل هذه المقاعد، والآن لا يحصلون على شىء فيها وسقوطهم واضح للجميع. الآن الوضع تغير والتعاطف الشعبى مع الإخوان باعتبار أنهم فصيل مظلوم وأنهم بتوع ربنا قد تغير وتبدل تماماً والناس شاهدت ولمست مدى الظلم الذى تقوم به جماعة الإخوان للشعب المصرى، وأنهم مصلحجية، وأن الزبيبة والذقن عند الإخوان هما فقط عدة الشغل. ورأى الناس تسلط الإخوان واستهتارهم بحقوق مصر فى سبيل الجماعة مثل تصرف وزير الرى ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية منذ تحويل مسار النهر فى إثيوبيا حتى شعروا بمدى غضب الشعب المصرى وخوفه على شريان الحياة؛ فغيروا طريقتهم فى الكلام بعد الفضائح التى حدثت منهم فى كلامهم بالإضافة إلى الاجتماع التاريخى للرئيس مع البعض الذى أذيع على الهواء مباشرة، وكأنه ماتش كورة.
المشكلة الآن أن الإخوان يسيطرون على الرئاسة والوزارة والمجلس التشريعى غير الشرعى، ومن خلال النظرة الضيقة والثقة بالنفس المبالغ فيها يعتقدون أن مصر أصبحت ملكاً لهم، وأنهم قادرون على السيطرة عليها للأبد، وأن أذرعهم العسكرية من ميليشيات إخوانية وجماعات إخوانية لها تاريخ دموى معروف ومتطرفون يسيطرون على سيناء قادرة على إرهاب المصريين، وأنهم فى الطريق لإنشاء الإمبراطورية الإخوانية حتى أفغانستان، ولا بأس من فروع لها فى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأثناء الغضب الشعبى الكبير عليهم يقوم الإخوان بتعيين وزير ثقافة لا يصلح لشىء ويقوم باتخاذ قرارات عنترية غبية دون سبب واضح ودون دراسة، ويعلن للصحفيين أنه ينفذ أوامر، وهو معناه أن مكتب الإرشاد قد أصدر تعليمات له بذلك. هل مصر ناقصة بلاوى؟ الغباء الإخوانى مستحكم، فى ظل هذه الأزمة العارمة يقومون بتعيين هذا الوزير بهذه التعليمات ثم يرسلون بلطجيتهم إلى وزارة الثقافة حتى تحدث معركة هناك، وهم نفس بلطجية الاتحادية المبلغ فيهم بأنهم قتلة أبوضيف.
ألا يرى الإخوان أن ما يحدث من انقطاع الكهرباء والماء كاف لأن يثور الشعب؟ ألا يرى الإخوان أن تصرف جماعتهم بمن فيهم د. مرسى فى مشكلة سد إثيوبيا يثير الغثيان على سوء الأداء والأخطاء المتعاقبة التى تدل على ضحالة الفكر؟ ألا يرى الإخوان أن مجموعة صغيرة من الشباب انتشرت فى كل مصر لجمع توقيعات الشعب على استمارة «تمرد» التى تطالب بانتخابات رئاسية وإنهاء العهد الرئاسى الحالى؟ ألا يرى الجميع التهافت الشديد على التوقيع مِن كل مَن فى مصر مِن سيدات، رجال، شباب، شيوخ، فى الريف والنجوع والمدن؟ ألا يشعرون أن السجادة تُسحب من تحت أرجلهم؟
سوف يذهب الإخوان عن طريق الديمقراطية؛ لأن الشعب المصرى تغير جذرياً، وأصبح لا أحد يخاف فيه، وكل مصرى يعلم أن له الحق فى المشاركة فى حكم بلده. المصريون الذين خرجوا فى يناير 2011 لن يعودوا قبل تحقيق الحرية والديمقراطية. سوف ننزل كلنا للميادين ومن لا يستطع فلينزل ويقف أمام بيته ويرفع علم مصر أو أى راية حمراء على شباك بيته، وسوف ينتصر الشعب، وسوف تسقط الفاشية الدموية وتختفى من تاريخ مصر.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.