يثبت محمد مرسى بشكل يومى أنه لا يليق أبدًا أن يكون هو حاكم مصر.
.. فالرجل عندما يتكلّم.. يهرتل.. ويوضّح أنه ليست له علاقة بما يجرى فى الوطن..
.. ناهيك بأن مفهوم الوطن عنده مختلف عن مفهوم وطن الناس.. فالوطن عنده هو للجماعة والأهل والعشيرة.. وليس الأهل والعشيرة هى مصر كلها كما ادّعى مرسى فى خطابه الأخير.. والدليل أن مَن حضر خطابه كلهم من الأهل والعشيرة والمتطرفين والمكفرين.
لقد حاول مرسى فى خطابه الذى أحاط به زفّة من أهله وعشيرته أن يوجّه رسائل مختلفة تنفيذًا لتعهدات مع قوى خارجية وتحديدًا أمريكية «راجعوا ما قاله مع تصريحات صدرت من أمريكا بالتزامن».. لكن كانت رسائل خاطئة فى وقت خطأ.
.. ولم يفهم مرسى حتى الآن وجماعته الرسائل التى يوجهها إليه الشعب المصرى.. ويتكبّرون عن جهل بالاستماع إلى تلك الرسائل وتفهمها.
.. فلم يعد الشعب يطيق مرسى وجماعته بعد أدائهما الفاشل.
.. ومع احترامنا وتقديرنا للشعب السورى وكل الشعوب الطامحة إلى الحرية.. فإن المصريين يريدون حريتهم أيضًا.
.. فقد سرق الإخوان الثورة.. ويدعون أنهم الثوار الأحرار.
.. ويهاجمون النظام القديم ويصفونه بالبائد.. وهم الذين هرولوا إليه وكادوا يبيعون الثوار فى ميدان التحرير، وكان مرسى على رأس وفد الإخوان الذى ذهب إلى عمر سليمان، للاتفاق على إجهاض الثورة.
.. ليس هذا فقط، فهم الذين يتعاونون مع رجال النظام القديم ورجال أعماله «واسألوا حسن مالك».
.. فمَن الواهم إذن؟!
.. فمحمد مرسى هو الواهم الذى يعتقد أنه يحكم البلاد.. وبات الكل يعلم أنه تأتيه الأوامر من مكتب الإرشاد، ليبصم عليها.
.. وهو مع جماعته يثير الفتنة فى البلاد، وقسّم البلاد منذ توليه السلطة.
.. ولعله غريب أن يتهم النظام السورى -رغم تأكيدنا ديكتاتوريته واستبداده وممارسته الأعمال الوحشية ضد شعبه- وهو نفسه يمارس تلك الممارسات.
.. أليس هو الذى أصدر إعلانًا دستوريًّا مستبدًا بدأ فيه تقسيم البلاد.. إلى الأهل والعشيرة.. والآخرين؟!
.. أليس هو الذى أقرّ دستورًا طائفيًّا ملتفًّا على وعوده للقوى السياسية فى إعادة النظر فى مواده، بل قبل ذلك فى تشكيل الجمعية التأسيسية «الباطلة» التى وضعت الدستور؟!
.. أليس هو الذى اعتدى على القضاء وأتى بنائب عام خاص لمطاردة معارضيه ونشطاء القوى السياسية؟!
.. أليس هو المسؤول عن مطاردة واعتقال الناشطين الثوار وأغلبهم مَن عصروا الليمون وانتخبوه؟!
.. أليس هو المسؤول عن وفاة ما يقرب من مئة من الثوار فى الأحداث الأخيرة؟!
.. إن محمد مرسى لا يختلف كثيرًا عن بشار الأسد.
.. لقد أجرم بشار فى حق شعبه.
.. ومرسى يجرم فى حق شعبه.. ولا يريد أن يستمع إلى الحق.. ويأتى بمتطرفين لتكفير المعارضين.
.. ويصر مرسى على أن لا يسمع رسائله.. بأنه لا يريده.. ويجب عليه أن يرحل الآن.. ولا بد من انتخابات مبكرة بعد الفشل الذريع الذى أحدثه فى البلاد خلال عام.. وأدخل البلاد فى أزمات يطول الوقت فى الخروج منها وعلى يد وطنيين مخلصين لا على يد فاشيين وتجار دين.
إن الشعب المصرى يريد حريّته كما يريد الشعب السورى حريته.
.. الشعب يريد الديمقراطية لا حكم الفاشية.
الشعب يريد دستورًا يتوافق عليه الجميع ويحترم المواطنة وحقوق الإنسان.
.. إن ما فعله مرسى فى خطابه الأخير يذكّرنا بخطاب مبارك فى احتفال عيد الشرطة فى 2011، والذى خرجت يومه الجماهير تطالب بإسقاطه.
.. إنه الخلل.. الذى أصاب مرسى وجماعته وموالسيهم ومنافقيهم.
الشعب يريد الخلاص.