ما رأيتموه الأسبوع الماضى للمغير، أحد المقربين لخيرت الشاطر، أمام وزارة الثقافة، وما قامت به الصديقة العزيزة رشا عزب، ما هو إلا بروفة لما هو قادم للإخوان بداية من 30 يونيو القادم. هم فى حالة رحيل ويحملون متاعهم لأنهم انتهوا. انتحروا بعد حالة الفشل الرهيب والأساليب القذرة التى قاموا بها فى الدولة. كنا لا نريد إقصاء فصيل سياسى بعد الثورة. لكنهم أرغموا الشعب. الحياة تزداد سوءًا والخدمات الحيوية منهارة والناس لا تشعر بالأمان لا فى الشارع ولا فى بيوتها. الناس يشتاقون إلى الأمان، ومستوى معيشتهم يكاد يصل إلى الصفر، وزادت البطالة وكثيرون أغلقوا مشاريعهم التجارية والصناعية لما تتعرض له الدولة من انهيار. فضاق الناس بما يحدث لهم وبهم وهم لا يرون أى بارقة أمل أمامهم أو حتى لمستقبل أولادهم. ولم ينتبه الإخوان لصرخات الناس ولم يسمعوا أنينهم وأغمضوا أعينهم كى لا يروا، واهتموا فقط بالأمريكان وبعشيرتهم وبرموز المعارضة يظنون أنهم يحركون الشارع، وهم فى حقيقة الأمر لا يستطيعون أن يجمعوا أكثر من عشرة آلاف شخص. الناس لا تعرفهم ولا تسمعهم ولا تراهم إلا فى شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد. ظن الأغبياء أن اللعبة فى يد المعارضة فمدوا الجسور إلى بعض رموزها، وكان الاجتماع الأخير بين الشاطر وموسى فى منزل نور ما هو إلا ما تم فضحه بالقصد. فرجال مكتب الإرشاد يجتمعون منذ فترة مع عناصر من جبهة الإنقاذ، وكان الاتفاق الذى تم أن يخرج مجموعة من الإنقاذ تقول إن الجبهة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن أحداث الاتحادية وإن البرادعى وحمدين هما ضلعا التحريض على الأحداث ليحرقوا الاثنين فى الشارع، ويقدَّما للمحاكمة، ووافق الخونة من جبهة الإنقاذ لولا أن افتُضح أمر اجتماع موسى والشاطر. وهى ليست صدفة أن يتم فضح اللقاء، فاللقاء تحت رعاية أمريكية قطرية لمحاولة الصلح ما بين الإخوان والجبهة لتمرير الانتخابات البرلمانية. وكانت زيارة الغنوشى بداية ذلك الصلح عندما اجتمع مع قيادات من الإنقاذ ومن الإخوان وعند سفره صرح بأن هناك صلحًا وتفاهمًا قادمًا ما بين التيارين، وغضبت السعودية من الصلح الأمريكى القطرى، فتدخلت برجلها فى الصفقة ليفضحها ويُفشِلها، وتم تبليغ وسائل الإعلام بالاجتماع ليفتضح أمرهم. من بلّغ هو رجل السعودية. هذا ما حدث بالتحديد فى فشل الصفقة، لتعود العلاقة إلى نقطة الصفر بين الطرفين. لكن قطار الإخوان لم يتوقف طوال حكمهم خلال العام، كانوا فى شدة التركيز لطمس معالم الدولة والإسلام الوسطى، فقد قاموا بإحراق المجمع اللغوى ثم محاولة إحراق مكتبة الأزهر عندما اقتحموا المشيخة بحجة تسمُّم الطلبة. وكان المطلوب من الحريق هو إحراق المكتبة التى تحتوى على كتب ومخطوطات ووثائق وأوراق الإسلام الوسطى، لأنهم يريدون أن يبدأ تاريخ الدين الإخوانى من بداية حكمهم ويعود قليلا ليصل إلى حسن البنا. ولولا أن مكتبة الأزهر مؤمَّنة من جهة سيادية لتمَّت الكارثة. وقد تم القبض على محاولى الإحراق وقُدِّموا للنيابة، وهم الآن محبوسون على ذمة القضية. وكرروا المحاولات، لكن هذه المرة ليست بالإحراق بل بالاستيلاء على دار الكتب والوثائق لنفس الغرض، ومعه غرض آخر هو الاستيلاء على وثيقة نُشرت للإخوان فى جريدة مصر فى الأربعينيات تشير إلى اتفاق تم بين الإخوان والإنجليز، محتواها تَرْك الإخوان قناة السويس ملكًا للإنجليز فى مقابل أن يساعدهم الإنجليز فى الوصول إلى الحكم -خونة من يومهم- لذلك قام وزير الثقافة الناصرى فى شبابه والانتهازى على الكرسى بتغيير كل القيادات فى دار الكتب وأدخل عناصر جديدة للسيطرة الكاملة على كل ما يخصّ الإخوان فى تاريخهم الأسود. إنهم فى ورطة الآن والأحداث أسرع من تحركاتهم ويحتفظون بكروت يظنون أنها ستهدِّئ الشارع: عزل النائب العام وعزل وزير الداخلية وأخيرا عزل رئيس الوزراء وإعطاء وزارة واحدة للجهاد وثلاث للسلفيين ومثلها للإنقاذ، والكارت الأخير هو التضحية بمحمد مرسى نفسه. الإخوان لا يخافون القاهرة فى 30 يونيو. رعبهم كله من المحافظات، خصوصًا الوجه البحرى، فالوقت ضيق جدا لإرضاء ورشوة تلك المحافظات لإخراجها من اللعبة السياسية. لكن الوقت لا يسعف، الناس فاض بها الكيل. للأسف الناس ستعلِّق الإخوان على الأشجار وعلى أعمدة النور، وكانت حادثة رشا عزب والمغير بروفة. رائحة الدم والبارود ستزكم أنوفنا وتسدها. العنف سيزداد بطريقة لا تتوقعها الجماعة. سيحاولون أن يلجؤوا إلى العنف. إنها حرب وجود، وهذه الأيام يذكِّرون شبابهم بشعار الجماعة وبالسيفين تحت المصحف، الآن مرحلة السيفين. قادتهم سيقدمون الشباب قربانا للشعب يموتون فى سبيل الدعوة، أما هم فإلى الخارج. الشاطر اشترى منزلا فى لندن تحسُّبا لتلك اللحظة، ولو كانوا صادقين فعليهم أن يرونا ابن الشاطر وابن مرسى ضمن الموجودين مع الشباب الإخوانى يوم 30 يونيو. لن تجدوا أحدًا منهم أبدًا. من يُدفَع إلى النار هم الغلابة. وسيسافر مرسى فى 29 يونيو إلى السودان. البلد الوحيد فى العالم الذى يمكنه أن يستضيفه فى حالة انهيار حكمه. الإخوان انتهوا ورحلوا عن حكم مصر، وما هى إلا أيام قد تمتد إلى شهور، ولن نرى إخوانيًّا. سيقول الشعب كلمته. قُضِىَ الأمر.
كلهم المغير وكلنا رشا
مقالات -
نشر:
17/6/2013 3:55 ص
–
تحديث
17/6/2013 9:36 ص