كريمة: قطعت العلاقات مع قُطر عربي مسلم؟.. لماذا لم تقطع مع ميانمار؟.. هذه توظيف سيء واعتداء على الشريعة
قال الروائي المصري الكبير جمال الغيطاني إن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لتنفيذ مخطط لإزاحة الدولة المصرية تماما، وأنها تسير بانتظام في هذا المخطط الذي بدأته بالسيطرة على ذاكرتها.
وأضاف الغيطاني –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "الإخوان صاحبة مشروع في الإحلال. المعركة الآن ومنذ وصول الرئيس مرسي إلى الحكم تدور حول الذاكرة، وربما نلمح أحد الخطوات العملية للاستيلاء على الذاكرة فيما يجري في معركة وزير الثقافة".
وتابع: "بمجيء الإخوان، الناس التي أيدت مرسي أو أيدت وصول الإخوان كان لابد أن يعلموا أن هناك دولة تحل مكان دولة، ليس مسألة الحزب الديمقراطي مكان الجمهوري فيما يعرف بتداول السلطة، ولكن ما حدث غير ذلك أن هناك مشروع كامل لإزاحة الدولة المصرية، لذلك فإن مجموعة أشبه بعصابة استولت على دولة عريقة وحضارة مهيبة وبدأت تتصرف فيها، وأهم شيء لديها هو إلغاء الذاكرة".
وكان الوزير علاء عبد العزيز كان قد أنهى انتداب رئيس دار الوثائق وعين بدلا منه الدكتور خالد فهمي الذي ينتمي للتيار الإسلامي. بينما يخشى المثقفون من السيطرة على الخرائط والوثائق التاريخية المهمة، وتزييف التاريخ لصالح جماعة الإخوان المسلمين.
فيما اعتبر الدكتور أحمد كريمة -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- أن دعوة الرئيس محمد مرسي المصريين للجهاد في سوريا وقطع العلاقات بينها وبين مصر هي دعوة لتأجيج الفتن، مشيرا إلى أن تحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي أولى.
وقال كريمة –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "هذه الدعوات للاستهلاك المحلي، وهي ناتجة من موقف انفعالي، هدفها صرف أنظار الناس عن معاناتهم اليومية، وقال لماذا لم يعقد هذا الحشد للذهاب إلى تحرير المسجد الأقصى؟.. لماذا لم تقطع العلاقات مع إسرائيل، ولكن قطعت مع قُطر عربي مسلم؟.. لماذا لم تقطع مع ميانمار؟.. هذه توظيف سيء واعتداء على الشريعة".
وأشار كريمة إلى أن هناك فرق بين الجهاد وجريمة البغي، وقال: "الجهاد هو قتال مسلم لكافر بإعلاء كلمة الله عز وجل، والقتال في الإسلام ضرورة أوجدها أعداؤه، لذلك فهو دفاعي أكثر منه هجومي، وهذا يوجه للمعتدين كالصهاينة المحتلين، والروس حينما كانوا في أفغانستان، والصرب، أما ما يحدث في سوريا أو العراق هذا يسمى في الفقه بغي فئة على فئة، والواجب علينا بدلا من المزايدة بالإسلام، أننا نقوم بالإصلاح".
وتساءل: "هل يقبل الإخوان أن تأتي ميليشيات من سوريا ليحاربونهم؟.. هل نقبل نحن المصريون لو حدث لا قدر الله فتنة، أن يستنفر العالم الإسلامي ويدخلون لضرب الإخوان أو السلفية أو لضرب أي فصيل آخر؟.. هذا كله تأجيج الفتنة، الأولى فيه أن نصلح أو نعتزل الفتنة".
وأضاف: "وعلى أية حال فإن هذه الدعوة هي لصرفنا عن مشاكل الشعب المطحون، هل أتركه غارقا في مشاكل السولار والدقيق والدولار الذي وصل إلى سبعة جنيهات، لكي ينادي بجهاد في سوريا؟.. "هتروح سوريا تعمل إيه.. عايز جهاد روح فلسطين أو روح ميانما".. وحسبي الله ونعم الوكيل".