الاجتماعات أنواع. نوع لا لزوم له. نوع يبدأ وينفض بلا قيمة. نوع يكون بناءً ومثمراً. نوع خلاق. أضاف الرئيس محمد مرسى لأنواع الاجتماعات «المدمر». عقد جلسة لبحث أزمة. أفسد بها علاقات مصر مع كل دول حوض النيل. ليست إثيوبيا وحدها. الاجتماع المقصود كان حول أزمة مياه النيل.
إذا بحث المصريون عن قائمة أسباب لسحب الثقة من الرئيس مرسى سيجدون قائمة طويلة. فشله المركب فى أزمة مياه النيل سبب واحد يكفى. ليس بعد الماء خطر. هذا الاجتماع الذى عقده علناً بمفرده يوجب استقالته. ترأس اجتماعاً عَقّد الأزمة. فجرها بدلاً من أن يعالجها. تصدر نقاشاً مخرباً. تهديدياً. كلام لا يمكن أن يصدر عن سياسيين عاقلين. لا يمكن أن يدور فى مقر حكم. الرئيس لم يعلق. كان راضياً بسكوته. الاجتماع أذيع على الهواء. لم تصدر الرئاسة توضيحاً. لم تقل إنها آراؤهم ولها آراؤها. منتهى انعدام المسؤولية.
لم ينتبه الرئيس مرسى بعد. ترك لمساعدته أمر الادعاء بأنها المسؤولة. لم يعاقب الشخص الذى بث الاجتماع على الهواء. كان يجب أن يعاقب نفسه أولاً. سمح بكل هذا أمامه. قال البعض: كان هذا فخاً لكشف المعارضة. هل يجوز العبث بشؤون الدول بهذه الطريقة؟ قال البعض كان بث الغفلة. لم يكن أحد يدرى. مجرد خطأ. كيف تدار أزمة خطيرة بهذا المستوى من التواضع؟ قال البعض: كلهم كانوا يدرون لكن فاجأهم رد الفعل العام. عذر أقبح من ذنب. مأساة هذا الذى جرى. عبث. انحدار.
لا أحد رأى فيما يحدث خطراً. لا الحاضرون. لا الذى يرأسهم. لا الذى كان يذيع. كان بيد وزير الإعلام أن يوقف البث. كان بيد أى مخرج يشعر بالكارثة أن يحمل الأمر على عاتقه. يقطع الإرسال. لا يوجد مشاهد اتصل برئاسة الجمهورية لكى يقول ماذا تفعلون. الإخوان اعتقدوا أن رئاستهم تقوم بالصواب. لم ينصحوها. الرئاسة لا تتابع تعليقات ساخطة على شبكات الإنترنت أثناء البث. بلد مفكك. حكم لا أحد يساعده على الصالح حتى رجاله. لن يستمر. منذ ديسمبر الماضى أكتب أن الرئيس مرسى رحل معنوياً. كل يوم يقطع الرئيس خطوة إضافية نحو الرحيل المادى.
الإجراءات الإثيوبية لا تلقى بالاً لمصر. التصريحات الصادرة من أديس أبابا مهينة. التصريحات الصادرة عن رئيس أوغندا فيها استهزاء بمصر. الخطوات التى تأخذها دول حوض النيل تباعاً تستهين بمصر. لا كرامة. لا دور. لا موقف. لا اعتبار. لا مكانة. الأخطر من كل هذه المعنويات: لا ماء. كارثة كبرى سببها هذا الاجتماع. الاجتماع المدمر نفسه محصلة عام من العبث. تراجع تلو تراجع. استخفاف. ادعاءات. كذب. عدم مهنية. سعى للتغلب على المعارضين داخل مصر. خطة للتمكين. مؤامرات للأخونة. لا اهتمام بمصالح مصر. أخطر من هذا: لا إدراك.