التقرير: رئيس الوزراء الإثيوبي يرفض التحريض على الحرب خلال الحوار الوطني
الصحيفة الأمريكية: المقصود من اللقاء إلهاء الشعب المصري عن أزماته الداخلية
كتبت- غادة عاطف
في تقرير لواشنطن بوست عن تداعيات أحداث خطة السد الإثيوبي على الفلاحين والرأي العام في مصر، فيقول التقرير أن السد الإثيوبي سيؤثر على مصر.
أما بالنسبة لإثيوبيا فبناء السد يعد بتطورات في نطاق الطاقة والهروب من البقعة ذات أدنى مؤشرات التنمية البشرية في العالم. لكن بالنسبة للمصريين فإن عواقب السد ستكون وخيمة فإن نقص المياه في أقل من عامين سيتسبب في تلف المحاصيل وانقطاع الكهرباء وعدم الاستقرار.
وبالنسبة للدولة التي تواجه أزمة يومية بعد ثورة 2011، فإن السد يشكل خطراً خارجياً على مصر لا تستطيع تحمل كلفته. ويقول المحللون أن إثيوبيا تحاول إلهاء مصر للمضي قدما في الخطط التي ظلت مجرد رسومات على ألواح وكانت تحبطها دائماً المقاومة المصرية لبنائه.
وكما اعتاد المصريون أن يروا بلدهم البلد الأكثر قوة في محيطهم العربي، فإن فكرة أن ينصاع المصريون لدولة أفريقية ضعيفة تاريخياً يذكرهم بتقلص أهمية دولتهم. وهو ما يعد اختباراً مبكراً لحكومة الرئيس محمد مرسي الذي مضت على حكومته عام واحد، خاصة بعد أن قال النقاد أنه تعامل مع الأزمة بشكل سيء.
وأضاف التقرير على لسان جنرال جيش متقاعد طلعت مسلَّم أن" الخيارات أصبحت قليلة، وأن الحل الدبلوماسي سيكون الخيال الأول" وأضاف " إذا فشلت المحادثات، فإن قادة الجيش المصري من الممكن أن يقرروا أنه من الأفضل الموت في المعركة من الموت عطشاً".
وبالطبع ، فقد أصبح احتمال نشوب حرب المياه ظاهرة منتظمة في نشرات الأخبار المصرية والصفحات الأولى للصحف في الأسابيع الأخيرة، وبعد لقاء بين رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس المصري تم إعلان تحويل مجرى مياه النيل في أواخر مايو. وكان ذلك الإعلان مؤشراً على تقدم إثيوبيا في بناء السد ونيتها في عدم دخول مناقشات حول بناء السد.
وذكر التقرير أنه في مقابلة مع رئيس الوزراء الإثيوبي هليمريام رفض ما جاء في اللقاء الوطني بين الرئيس مرسي والسياسيين المصريين حول التحريض على محاربة إثيوبيا والذي يقصد به إلهاء الناس عن الأزمات الداخلية بمصر. وقال" لا أعتقد أنهم يستطيعوا أخذ هذا الخيار إلا إذا كانوا مجانين". وفي نفس اليوم قال وزير الخارجية الإثيوبية في تصريح أن " مصر لن تستطيع إيقاف بناء السد ولو لمدة ثانية".
وتقول الصحيفة أن هذا الموقف يعكس الأهمية الحاسمة في السيطرة على موارد مياه النيل في الوقت الذي يزداد فيه عدد السكان بسرعة كبيرة. مصر وإثيوبيا كل منهما يفوق عدد السكان فيها عن 80 مليون نسمة، أي ضعف عدد السكان الذي كان موجود منذ 30 عاماً فقط. ويضيف التقرير أنه من المتوقع بحلول 2050 سيزداد عدد السكان في كل من مصر وإثيوبيا عن 100 مليون نسمة.ومع التغيرات المناخية فمن الممكن أن تقل إمدادات المياه.
وقد كررت إثيوبيا أن هذا السد العظيم لن يسبب أي مشاكل لمصر. وقال مسئولون إثيوبيون أن السد سيتم استخدامه في توليد الكهرباء، وليس لري المحاصيل، مما يعني أن المياه ستصب في النهاية في مصر. ويرى المسئولون في إثيوبيا أن هذا السد يصحح الخطأ في احتفاظ مصر بكل مياه النيل مع عدم ترك فائدة تذكر لدول المنبع.
وقال التقرير أن مصر ربما تكون هبة النيل، لكن النيل ليس ملك مصر وحدها. فهناك 11 دولة يتشاركون في أطول نهر في العالم. وقد فازت إثيوبيا بإبقاء أغلبية تلك الدول في صفها بعد وعودها بتوفير تصدير الكهرباء للمناطق التي بحاجة شديدة لمصادر طاقة جديدة. وأضاف التقرير أن إثيوبيا عرضت أن تبيع 6000 ميجاوات من كهرباء السد لمصر.
ووفقاً لما قاله محمد نصر علَّام وزير المياه الأسبق أن " إذا قامت إثيوبيا بالمضي قدما في بناء السد على النيل الأزرق فقد تفقد مصر ربع احتياجاتها من المياه، وسوف تكون تلك كارثة لمصر، وسوف تخرج مناطق كبيرة في الدولة من نطاق الإنتاج".
وأضاف علاَّم أن مصر يجب أن تحاول لإقناع إثيوبيا بأن تخفض 550 قدماً من ارتفاع السد، والذي يمكنه تخفيف أضرار السد. وقال أنه من الممكن استدعاء القوى العالمية العظمي بما فيهم الولايات المتحدة للمساعدة السريعة.
وذكر التقرير أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد قالت أن مصر وإثيوبيا حلفاء لأمريكا وأنه يجب حل تلك الخلافات من خلال الحوار. ولكن الحوار سيأتي في الوقت الذي يبدأ فيه تأثير إثيوبيا بالظهور في حين يتضاءل تأثير مصر.
ويقول هاني رسلان رئيس قسم دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أنه ليس من المصادفة أن يأتي تصريح إثيوبيا بخططها لبناء السد بعد أسبوع واحد من الإطاحة بالرئيس السابق مبارك في أوائل 2011. وقال رسلان أن " إثيوبيا لديها الطموح في أن تصبح قوة إقليمية على حساب مصر، فهي تستفيد من عدم الاستقرار الذي تتعرض له البلاد بعد الثورة، خاصة الآن في وجود الرئيس الضعيف الذي لا يمتلك الخبرة وعلى غير وفاق مع مؤسسات الدولة".
وأضافت الواشنطن بوست أنه أصبح من الشائع في مصر أن تجد الفلاحين والصيادين والعاملين على المراكب يتذكرون الدولة قبل الثورة بحنين كبير. يقول عبد العربي أحد عمال مركب سياحي أن" عندما كان مبارك يحكم الدولة لم نسمع عن أزمة كهرباء أو أزمة بنزين، ولم يكن لأحد أن يجرؤ على أن يقول أنه سيقطع المياه عن مصر". ويقول عبد العزيز أحد المزارعين أن مشكلة المياه مع إثيوبيا ربما ستعرض عائلته التي تعتمد على زراعة الذرة والباذنجان للجوع.