تهكمت صحيفة الجارديان في افتتاحيتها على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, وقالت إن الرجل الذي قال للديكتاتور المصري المخلوع حسني مبارك قبل سقوطه "لا توجد حكومة يمكنها الوقوف أمام رغبة شعبها"، يصف الآن المشاركين في التظاهرات التي تشهدها بلاده باللصوص والرعاع والعملاء.
وأضافت أن الرجل الذي أعاد الجيش إلى ثكناته وحد من سلطة الدولة العميقة في تركيا، يقوم بإرسال قوات مكافحة الشغب لاعتقال أكثر من 50 محاميا فقط لأنهم تظاهروا اعتراضاً على وحشية الشرطة تجاه المحتجين وأن الرجل الذي أعاد بناء الحريات الديمقراطية في تركيا، لا يمكنه الآن أن يكون على مستوى تبعات هذه الحريات.
وقالت الصحيفة إنه وللمرة الثانية في عشرة أيام، لم تتغير استجابة أردوغان لنداءات التفاهم وظلت على حالها من استخفاف بالمعارضة واستخدام للغاز المسيل للدموع ومدافع المياه, وسار أردوغان على خطى رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت تاتشر وذلك تفي رده على التهم الموجه له بأن طريقة تعامله مع الاحتجاجات في حديقة جيزي وميدان تقسيم قد حولت مظاهرة محلية للدفاع عن البيئة إلى أزمة وطنية، بالقول "إذا ما كنتم تسمون ذلك عنف، أنا آسف، ولكن هذا هو رجب طيب أرودغان ولن يتغير".
وعن بعض الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الأزمة، قالت الصحيفة إن القيود التي فرضها حزب العدالة والتنمية الحاكم على مبيعات الكحوليات هي في الأساس حل لمشكلة لا وجود لها فوفقاً للإحصاءات الحكومية، تنفق 6 % فقط من الأسر التركية جانباً ميزانيتها على الكحوليات وفيما عدا ذلك يقتصر تناول الكحوليات على المناسبات الاجتماعية فقط وأكدت أن قرار أردوغان من بيع الكحوليات مساءاً في قمة الموسم السياحي ما هو إلا نوع من أنواع التحدي السياسي.
وتعليقا على سبب آخر من أسباب تأجج الاحتجاجات الأخيرة، قالت الصحيفة إن قوات الشرطة في دول مثل إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لديها العديد من المشاكل الموثقة في التعامل مع الاحتجاجات السياسية وخاصة خلال قمم الدول الثماني الكبرى ولكن الشيء المختلف في تركيا هو عقلية أردوغان في التعامل مع الاحتجاجات على أنها مؤامرة ضده إذ قال أردوغان في لقاء مع أعضاء حزبه أن "الصورة الكبرى" خلف هذه الاحتجاجات هي مجموعة من القوى التي تحاول تشويه اتفاقه التاريخي مع الأكراد بالإضافة إلى انزعاج بعض الانتهازيين من التحركات الحكومية لخفض معدلات الفائدة إلى ما دون الـ 5% والقوى التي لا تريد لتركيا أن تصبح قوة دولية فاعلة.