ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

رسالة بِرْما إلى «سليم تيظهر»

-  
نشر: 11/6/2013 4:47 ص – تحديث 11/6/2013 9:42 ص

صديقى العزيز سليم تيظهر نجم الموسيقى التركية...

أعرف أنه كان قرارًا صعبًا أن تترك موطنك الأصلى «تركيا» وتقرر السفر إلى مصر لتستقر فيها لفترة قلت إنها قد تطول، أتمنى أن تكون هذه الرسالة خير معين لك فى أثناء إقامتك فى بلد الألف مئذنة والأذان الموحد.

لا تشغل بالك يا صديقى بالفكرة التى يروج لها المغرضون القائلة إن بلدنا هجّ منه بلا عودة عالم مصرى حاصل على جائزة نوبل، انظر إلى النصف المليان من المَجّ، فبلدنا استقر فيه ربما إلى الأبد مطربة لبنانية تعانى من أح فى الواوا. ولا تنصت إلى فكرة مغرضة تقول إن بلدنا يخلو من أى شكل جمالى، فبلدنا يفخر بوجود هيئة متخصصة فى تشجير الشوارع بغض النظر عن أن عدد الموظفين فى هيئة التشجير فى عاصمتها أضعاف عدد الأشجار الموجود فى العاصمة. ولا تلتفت أرجوك إلى خرافة القمامة التى تملأ شوارعنا فنحن البلد الوحيد الذى خلط بين «الاحتراف» و«جمع القمامة».. فمن ناحية ستجدنا قد أسندنا مهمة نظافة شوارعه إلى الأجانب، ومن ناحية أخرى تقوم الأندية المصرية طوال الوقت بشراء لعّيبة زبالة، والنتيجة أن عمال نظافة مصر أصبحوا متسولين بيونيفورم، ومن ناحية أخرى دخل حازم إمام النيابة لأول مرة فى حياته.

بلد تنقطع المياه فى ضواحيه بالأيام لكن -والحق يقال- تنتشر به دورات المياه الذكية. بلد يؤمن سكانه يؤمنون بنعمة الستر، ويقتل بعضهم بعضا بسبب خلاف على 2 جنيه، أرجوك لا تجعل هذا الكلام يشعرك أننا بلد المتناقضات، صحيح أن شارع 26 يوليو (تاريخ انتهاء الملكية على يد ثورة يوليو) يقطعه بالتوازى كوبرى 15 مايو (تاريخ انتهاء ثورة يوليو على يد السادات بثورة التصحيح)، لكن الاثنين يصبّان فى ميدان لبنان المؤدى إلى أكتوبر والشيخ زايد رمز الثورة العمرانية فى عهد الرئيس مبارك، الغريب أنه لا ثورة يوليو ولا ثورة التصحيح شهدت قطرة دم واحدة، لكن الثورة العمرانية تشهد سنويًّا سقوط عشرات الضحايا على طريق المحور.

لا تسألنى أين يمكنك البحث عن شقة فى القاهرة؟ أنت فى بلد يؤمن بمبدأ «اختار الجار قبل الدار»، ولكن الحقيقة أن الطموح فى مصر حاليا هو أن تسكن فى مكان به أقل قدر ممكن من الجيران ومحاط بالأسوار العالية، ويطلق عليه اسم «كومباوند»، وأن الأماكن التى يقلّ فيها عدد الجيران هى الأغلى، عموما إذا سكنت فى شقة أرجوك أن لا تدهن السلم كله عندما تقوم بتجديد شقتك.. عليك أن تخترع فاصلًا وهميًّا بينك وبين شقق الجيران، ويجب أن ينتهى الطلاء عند هذه الحدود، واحرص على أن لا تتجاوز صفيحة القمامة هذا الخط الوهمى، وإذا بعثرَت القطط محتويات الصفيحة وتجاوَزت المحتويات هذا الخط الوهمى فأنت ملزم بجمعها، أما إذا لم تتجاوز الخط فيمكنك أن تتجاوزها أنت فى طريقك إلى الأسانسير، هى اسمها صفيحة الزبالة على الرغم من أنها لم تعد صفيحة، وأصبحت وعاء من البلاستيك، لكن لِمَ اللوم على الصفيحة التى تغيرت إذا كانت محتويات الزبالة نفسها تغيرت خلال السنوات العشر الماضية؟ أين كنت عندما كانت القطط تقلب الصفيحة فتتناثر عظام الدجاج وهيكل السمكة العظمى وقشر البيض البلدى؟ الآن سيطرت المعلبات وأكياس المجمدات على الموضوع، وأصبح واردًا أن تجد فى الصفيحة كميات من الفاكهة لم تُمسّ إلا بقضمة واحدة، ثم تم التخلص منها بعد أن ضرب الباكابورت فى محتواها، لا تنزعج لأننا نروى الفاكهة بماء المجارى؛ لأننا -والحق يُقال- نروى ملاعب الجولف بالماء النقىّ.

لا يوجد أى داعٍ للطَّرق على باب الجار إذا سمعت أصواتًا متقطعة وحادة مدويّة بعد العشاء (غالبًا بنتهم اتخطبت ودى زغاريد)، يمكنك فقط الاتصال بالشرطة ومتابعتهم عندما يكسرون الباب إذا انبعثت من الداخل رائحة كريهة.. تأكد قبل أن تتصل بالشرطة أن هذا اليوم ليس يوم شم النسيم.

لا يعى الناس عندنا الفرق بين النجاح والشهرة، فكل ناجح مشهور، لكن ليس كل مشهور ناجح بالضرورة، أرجو أن تصدقنى عندما أقول إن بلدنا يحظى بأكبر عدد من المشاهير وأقل عدد من الناجحين، بلدنا به أكبر كمية من السيارات التى تحمل أرقامًا مميزة، وزجاجا فاميه أسود، وستائر ثقيلة فى المقعد الخلفى، لكنه فى الوقت نفسه يمتلئ بحمير السواقة.

عمومًا عندما تنوى أن تقضى مشوارًا فى شوارع القاهرة ابتعد عن ساعات الذروة (من 8 صباحًا حتى الحادية عشرة مساءً)، وإذا اضطرتك الظروف إلى الحركة فى غير هذه المواعيد فلا تطلب تاكسيا، ولكن اطلب ديلفرى ماكدونالدز، لا تعطى وعدًا لأحد بموعد ما لأنك ستفقد مصداقيتك بمرور الوقت، ومن أجل الالتزام بموعد مع شخص ما لأمر يهمك يُفضَّل أن تبات قبلها بليلة فى أقرب نقطة من مكان اللقاء، عمومًا لا تشغل بالك بموضوع المواعيد لأن الفكرة اتضربت مننا خلاص، فقد صرنا نعطى بعضنا مواعيد خرافية مفتوحة لا يملك أحد أن يمسك بك متورطًا بعدم الوفاء بها مثل (بكرة العصر.. بعد الماتش.. على تمانيات.. على عشرة حداشر.. هاكلمك وأنا فى الأنحاء.. أول ما أبقى عندك هارنّ لك.. هاخلّص ونتقابل... هاريّح ساعتين وآجى لك)، حتى فى السينما (حفلة تسعة تبدأ عشرة وربع)، هناك دائمًا فرق توقيت لا يقل عن ساعة ولا يزيد على أسبوع، ربما ستندهش لأن الشخص الذى غيَّر وجهة نظر العالم فى موضوع الوقت واخترع وحدة قياس للوقت جديدة اسمها الفيمتو ثانية كان مصريًّا (د.أحمد زويل)، الأنقح أن مخترع لعبة اسمها كرة (السرعة) مصرى أصلًا، لا تندهش ولا تحاول أن تربط بين زويل وكرة السرعة وطبيعتنا كمصريين لأنك تعرف جيدًا أن الإبداع يتولد من رحم المأساة، والمأساة أكبر مما تتصور، يكفيك أن تعرف أنه فى مصر فقط دونًا عن سائر بلاد العالم القطن على العروسة لكن أجرة التنجيد على العريس.

ممنوع الاعتراض على الحكم أو الحاكم؛ ووجه الشبه بين الاثنين فى مصر أن كلاهما قد يحتاج إلى الشرطة لتأمين خروجه من الملعب! وممنوع التعليق على شيئين: الأغانى التى يستمع إليها قائد التاكسى الذى تركبه، وأحكام القضاء.. ممنوع التعليق بالسلب تحديدًا، لكن ممكن تعلق بالإيجاب، من الممكن أن تقول للقاضى: «على الكاسيت يا أسطى»، ومن الممكن أن تهتف فى وجه السائق عند نزولك: «يحيا العدل».

عزيزى سليم...

نحن دولة مسلمة على الرغم من أن الناس كلها كفرانة، وتشريع القوانين هنا بما يرضى الله بغض النظر عن أنه لا يوجد نص قانونى يجرّم الشذوذ الجنسى، لكن يوجد بالقانون مادة تحدد المواصفات القانونية لبدلة الرقص الشرقى، وعمومًا نحن شعب متمسك بالوحدة الوطنية (وليس هناك دليل على الوحدة الوطنية أقوى من أن أحد أهم الرموز الاحتفالية الإسلامية والذى نطلق عليه لقب «فانوس» هو اسم قبطى شائع فى بلدنا)، ونؤمن بالعدالة الاجتماعية بحيث إن الفقراء يزدادون فقرًا والأثرياء يزدادون ثراء، ونحرص بشدة على حقوق العمال، فالقانون ينصّ على أن يضم مجلس الشعب 50% عمالا.. كنا نعتقد أنهم يجب أن يكونوا داخل المجلس فاكتشفنا أنهم يوجدون على رصيف المجلس للاعتصام، ومن المهم أن تعرف أنه ممنوع ممارسة نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على أى مرجعية دينية أو أساس دينى حتى لو عرفت بالصدفة أن هناك 80 نائبًا إخوانيًّا فى مجلس الشعب... (الإخوان ينجحون دائمًا فى الانتخابات رغم تنبيهات الحكومة المستمرة وتأكيدها أن «الدين ما بيدخلش فى المجموع»؟!).

العملة الرسمية (الجنيه) وهو تعبير مشتق من (الجنّ) لصعوبة الإمساك به، وأُطلق عليه مؤخرًا لقب (جندى)، يقال مثلا «علبة السجاير بعشرة جندى»، وذلك لأن الجميع يقفون أمامه (انتباه)!! الظروف صعبة مما يجعل الزىّ الرسمى للمصريين هو «لبس الشغل».

اللغة العربية هى اللغة الرسمية، لكن الهذيان هو اللغة الشعبية.

مع أطيب تمنياتى لك بإقامة سعيدة.

(مقطع من كتاب «بِرْما يقابل ريا وسكينة» 2010)

التعليقات