ضابط الأمن الوطنى المسؤول عن مكافحة الإرهاب الدولى فى شمال سيناء تم اغتياله فى قلب العريش. النقيب محمد أبو شقرة تم استهدافه بعد أسبوعين من انتقاله للعمل هناك بعد مأساة اختطاف الجنود المصريين. اغتياله يعنى أن أجهزة الأمن مخترقة، وأن سيناء تحت سطوة الإرهاب حتى إشعار آخر.
لن يكون أبو شقرة آخر الشهداء فى صراعنا ضد الإرهاب. فحين تكون رئاسة الدولة مشغولة بتحصين قصورها خوفا من الجماهير. وحين تكون الأولوية لتعلية الأسوار وكهربة الأبواب وإغلاق الشوارع ووضع السدود والحواجز أمام الملايين الغاضبة.. فعلينا أن نتوقع أن يسرح الإرهاب ويمرح ليس فى سيناء وحدها، بل فى طول البلاد وعرضها!
ولن يكون أبو شقرة آخر الضحايا.. فحين تكون أجهزة الأمن مشغولة بتأمين مقرات الإخوان، وبحشد القوات لمواجهة شعب يريد استرداد ثورته، وبتوفير قنابل الغاز وبنادق الخرطوش قبل 30 يونيو.. فعلينا أن نتوقع المزيد من الكوارث فى غياب الأمن الحقيقى!
ولن يكون أبو شقرة آخر الضحايا.. ليس فقط لأن سيناء خارج سيطرة الدولة، ولكن لأن الدولة نفسها تنهار، والحكم العاجز يمد يده لعصابات الإرهاب باعتبارها جزءًا من الأهل والعشيرة (!!) وباعتبارها السند الذى يلجأ إليه فى لحظات اليأس قبل السقوط!
ولن يكون أبو شقرة آخر الضحايا.. فحين يمضى عام على مجزرة جنودنا فى رمضان الماضى دون أن نحدد الجانى ونأخذ القصاص، فعلينا أن ننتظر المزيد والمزيد من الإرهاب. وحين يظل اختطاف جنودنا والإفراج عنهم فى إطار الكوميديا السوداء، فعلينا أن نتوقع المزيد من الإهانات. وحين تغل يد الجيش عن استئصال الإرهاب فى سيناء، فالطبيعى أن ترتفع رايات القاعدة فى سماء القاهرة.. بمباركة رسمية!
ولن يكون أبو شقرة آخر الضحايا.. فالنظام الذى يقتل «جيكا» و«أبو ضيف» ويضع فى السجن «أبو دومة» وأشرف الثوار، هو النظام الذى يفسح الطريق أمام الإرهاب.. يمنح القتلة قرارات العفو، وينشرح صدره حين يرى الميليشيات المسلحة خارج الدولة، ويترك حدود مصر مفتوحة ليصل السلاح إلى أيدى الأهل والعشيرة والأنصار من الذين استحلوا دماء المصريين، وأعلنوا «الجهاد» الزائف ضد جنود مصر.. ولصالح أعدائها!
طوال الأيام الماضية تتوالى تهديدات الجماعات الإرهابية لشعب مصر خوفا من الزلزال القادم فى 30 يونيو، قالوا إنهم سينزلون الميادين قبل ذلك، وقالوا إنهم سيعلنون سيناء إمارة إسلامية إذا سقط مرسى!
إنهم لا يخيفون أحدا، بل يفضحون أنفسهم ويفضحون الحكم المتواطئ معهم.
لقد كان البعض (فى الداخل والخارج) يقوم بتسويق هذا الحكم باعتباره ممثلا للاعتدال الذى سوف يضرب التطرف ويقطع الطريق على الإرهاب.. ها هم جميعا يثبتون أن الإرهاب واحد، وأنه لا مجال للتفرقة بين إرهاب معتدل وإرهاب متطرف. وها هى مصر تواجه لحظة الحقيقة وتدرك أن بقاء هذا الحكم لا يعنى إلا اكتمال الكارثة!!
الإرهاب واحد.. يقتل جنودنا فى سيناء، ويغتال شهداءنا فى ميادين التحرير! يفتح السجون للثوار، ويطلق سراح القتلة والإرهابيين! يعلن الحرب على القضاء والصحافة والمثقفين، ويفتح -فى نفس الوقت- الطريق لكتائب التكفير!! يسكت عن ضياع سيناء ما دامت ترتفع فيها الرايات السوداء، ويقف عاجزا أمام الخطر على مياه النيل لأنه مشغول بمبارك «التمكين» والاستحواذ على السلطة!
فليكن 30 يونيو موعدًا للخلاص من كل هذا العار.