ايجى ميديا

الثلاثاء , 14 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

1967 ومقابلة الأسرى الإسرائيليين

-  

أتيحت لى مقابلة الطيارين العسكريين الإسرائيليين الذين أسقطت قواتنا طائراتهم صباح الخامس من يونيو 1967، عندما قدمت طلب تطوع إلى العميد مصطفى كمال. كان الرجل رئيس فرع المعلومات بالمخابرات الحربية، وقد زكانى لديه الرائد محفوظ عبدالعال، المتخصص فى اللغة العبرية وإسرائيل، وقد تعرفت عليه وأنا معيد بكلية الآداب جامعة عين شمس عندما كان يحضر لإلقاء بعض دروس اللغة على الطلاب.

قال لى العميد : ليس لدينا نظام التطوع ولكننى مضطر إلى قبول تطوعك لحاجتنا الشديدة إليك، فهل أنت مستعد للتطوع على مسؤوليتك؟ قلت : يعنى إيه على مسؤوليتى؟ أجاب : يعنى لو مت هقول ما أعرفكش. نظرت إلى الرائد محفوظ فوجدت وجهه جامداً، فقلت للعميد : موافق بشرط أن يتولى الرائد محفوظ إبلاغ أبى وأمى فى حالة موتى. أصدر العميد أمره إلى الرائد بنقلى إلى مقر استجواب الأسرى. استقبلنى قائد المقر العميد جميل عبدالفتاح بالترحاب، وأطلق علىَّ لقب الدكتور، نزلت إلى غرفة الاستجواب المعزولة صوتياً فوجدت عميداً من السلاح الجوى المصرى يجلس وأمامه طيار إسرائيلى. قال لى العميد : إن الأسير يدعى أنه لا يفهم الإنجليزية اسأله بالعبرية عن كذا!

سألت الأسير ونقلت الإجابة إلى العميد شفوياً، وبعد عدة أسئلة وأجوبة قال العميد : اكتب الأسئلة التى نريد إجابات عنها وسأتركك تتعامل مع الأسير ونريد الإجابات مكتوبة ومترجمة إلى العربية.

كان على أن أستجمع خبرات الآخرين التى سمعتها وقرأت عنها فى مجال الاستجواب، ونجح الأمر باستخدام الحيلة وإيهام كل أسير يحضرونه لى بأن المعركة قد انتهت بعد سقوط طائرته لمصلحة الجيوش العربية الثلاثة المشتركة فيها.

هنا أريد أن أقدم شهادة لله والتاريخ، أن العسكرية المصرية قد عاملت جميع الأسرى بالحسنى والاحترام الواجب للأسرى فى المواثيق الدولية أثناء التعارف والحوار والاستجواب، وحتى نقل الأسير إلى زنزانته بالسجن الحربى. كانت هذه المعاملة تتمثل فى تقديم وجبات الطعام للأسير من مطعم جروبى، وكان آنذاك أحد أفخم مطاعم القاهرة، وعدم الضغط على الأسير لكى يتكلم بأى صورة بدنية. عندما انتهت المعركة ذاعت أخبار معاملة القوات الإسرائيلية للأسرى المصريين، واكتشفنا أن مئات منهم قد قتلوا بدم بارد بعد سقوطهم فى الأسر، ودفنوا فى مقابر جماعية بأوامر جنرالات إسرائيل. إن جرائم الحرب الإسرائيلية موثقة ليس فقط بشهادة الشهود، ولكن أيضاً فى الأعمال الأدبية لأدباء إسرائيليين شاركوا فى المعارك وشاهدوا هذه الجرائم التى تكررت منذ حرب عام 1948 مثل ساميخ يزهار وأهارون ميجد.

كنت فى حاجة كمعيد بالجامعة إلى أن أضع يدى على تكوين المقاتل الإسرائيلى، فقد كانت الصورة التى يشيعها الإعلام العربى تفيد بأن إسرائيل دولة عصابات مرتزقة، وأن مقاتليها جبناء يفرون من الميدان ويتمتعون بقتل المدنيين العزل عندما يختلون بهم. على الناحية الأخرى كانت المصادر الإسرائيلية تتحدث عن شخصية العبرى الجديد المقدام، وكنت أريد الوصول من خلال حوارى مع الأسرى إلى مؤشرات على الحقيقة.

يمكننى القول إن ما توصلت إليه هو أن التعميم أمر خاطئ فى الحالتين، فهناك بالفعل نمطان من الشخصيات الإسرائيلية أحدهما ضعيف والثانى قوى، مثلما نرى فى كل المجتمعات البشرية.

لقد صك مصطلح العبرى الجديد المفكرون الصهاينة الأوائل فى نهاية القرن التاسع عشر، حيث سلموا أن اليهودى الذى عاش فى الأحياء اليهودية الخاصة فى أوروبا مثل الجيتو والشتتل قد تعرض لموجات متتالية من الإذلال المسيحى أدت فى النهاية إلى رسم وتكوين شخصية لليهودى تتسم بالجبن والمذلة والانحناء فى المواقف، واعترف مفكرو الصهيونية بأن الصورة الشهيرة لليهودى المنحنى محدودب الظهر هى صورة حقيقية نتجت عن الطوق الخشبى الثقيل الذى كان اليهودى ملزماً بوضعه حول عنقه عند خروجه من بيته لتمييزه عن الأوروبيين المسيحيين، وأن ثقل هذا الطوق قد أدى مع مرور الأجيال إلى ظهور اليهودى محدودب الظهر. من هنا جاءت الحاجة إلى إنشاء صورة جديدة لليهودى تقوم على تنشئة الشباب فى إطار المشروع الصهيونى على سمات مناقضة للمذلة والجبن، وتتسم بالغطرسة والمبادرة إلى العدوان والإقدام، وإعادة إنتاج كل ما عاناه اليهود من قهر ليصبوه على العرب.

لقد وضعت هذه السمات الجديدة أمام عينى وأنا أحاور الأسرى الطيارين، محاولاً الوصول إلى حقيقة وجودها فى الشخصيات، ومدى اطرادها فى الشخصيات إن وجدت. وللحديث بقية.

info@bahrawy.com

التعليقات