ايجى ميديا

قطر سلمت مسئولية "الملف السوري" للسعودية بضغوط الأمريكية.. والرياض ضاعفت من حجم مساعدتها للمعارضة السورية

المجلة: تأثير الرياض في الإئتلاف السوري المعارض يتزايد مقابل تقلص سيطرة جماعة الإخوان

حزب الله اللبناني ربح معركة القصير عسكريا.. لكنه فقد الكثير من ثقله السياسي والأيدولوجي في المنطقة

ترجمة – علاء إدريس:

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن المملكة العربية السعودية تسلمت وبشكل عملي مهمة دعم المعارضة السورية من دولة قطر, وأكدت أن المعركة التي دارت رحاها الأيام الماضية للسيطرة على مدينة القصير الحدودية التي لا يتجاوز عدد سكانها 30.000 نسمة ما كانت لتأخد هذا الكم الكبير من الإهتمام والتغطية الإعلامية، إلا لكونها المعركة الأولى تحت الإشراف السعودي الكامل.

وأضافت أن معركة القصير كان لها دور في إعادة تشكيل موازين القوى داخل المعارضة السورية بعد أن تسلمت الرياض مهام الدوحة كراعي لرئيسي للمعارضة السورية ويمكن للسعوديين الآن أن يعلنوا أيضا تحقيقهم لانتصار كبير في معركة القصير بعد نجاحهم في جمع كافة القوات المعارضة تحت قيادة حليفهم رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس.

ومضت المجلة تقول إنه على الرغم من تلقي المعارضة السورية للمساعدات العسكرية من العديد من البلدان والمؤسسات الخاصة، إلا أن قطر كانت الداعم الرئيسي للمعارضة السورية. ومن خلال تحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، تمكنت قطر من التحكم في المعارضة السياسية وكافة تشكيلات المعارضة المسلحة بما في ذلك لواء التوحيد في حلب.

وأكدت أنه تحت الضغوط الأمريكية المتزايدة، سلمت قطر مسئولية "الملف السوري" للمملكة العربية السعودية وقام أعضاء من الإئتلاف السوري المعارض بزيارة للرياض استغرقت يومين من أجل التنسيق مع المسئولين السعوديين. وخلال تلك الزيارة، طلبت السعودية من الجانب السوري إعادة تشكيل الإئتلاف السوري الوطني وهو ما حدث بعد ثلاثة أسابيع من تاريخ الزيارة. وفي المقابل، ضاعفت السعودية من حجم مساعدتها للمعارضة السورية حيث قدمت لها نحو 35 طنا من الأسلحة إلا أن تلك الأسلحة لم تكن على نفس الكفاءة التي طلبها رئيس أركان الجيش السوري الحر. وشارك لواء التوحيد في معركة القصير وهي خطوة مهمة في طريق فرض السعودية لهيمنتها على الصراع السوري لأن لواء التوحيد يتعاون بشكل وثيق مع القطريين وجماعة الإخوان المسلمين.

ووفقاً لمصادر خليجية قريبة أيضاً من المعارضة السورية، فإن قائد لواء التوحيد المعارض عبد القادر الصالح قد التقى مؤخراً مع عدد من ممثلي الإستخبارات السعودية من أجل تنسيق العمليات العسكرية . كما شهدت المعركة أيضاً مشاركة مجلس حلب العسكرية ومقاتلين من إقليم دير الزور.

وأشارت المجلة للنجاحات السياسية التي حققها حلفاء السعودية على المستوى السياسي إذ حصل اللواء سليم إدريس على سلطات واسعة داخل الإئتلاف السوري الوطني, وأكد مصدر قريب من محادثات المعارضة التي جرت في اسطنبول أن إدريس يسيطر على 26 مقعداً في الإئتلاف تضاف إلى ثماني مقاعد للمعارض السوري ميشيل كيلو و13 مقعد للقائمة الديمقراطية ليزداد تأثير الرياض في الإئتلاف السوري المعارض وتتقلص في المقابل سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الإئتلاف.

واستمرت المفاوضات في اسطنبول لأكثر من اسبوع، رفضت خلالها الجمعية العمومية للإئتلاف الذي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين خطط توسيع الإئتلاف على الرغم من الضغوط الكبيرة التي مارسها السفراء الغربيون وممثلي دول الخليج. ولكن وفقاً لمسئولين خليجيين، تم منح الإئتلاف مهلة ليوم واحد لقبول خطط التوسيع أو يعلن إدريس إنشاء الجناح السياسي للجيش السوري الحر هو الأمر الذي سينهي دور الإئتلاف تماماً. ورضخت الجمعية العمومية لتلك الضغوط وقبلت بوضع أسوأ مما كان مقترحاً في بداية المفاوضات.

وقالت المجلة إن السعودية ما كانت لتحظى بهذا النفوذ داخل المعارضة دون مساعدة من دول فاعلة كالولايات المتحدة الأمركية والأردن إذ قامت الرياض بالتنسيق مع كافة اللاعبين الأساسيين في الصراع السوري عدا قطر وتركيا. وخلافاً للسائد، تدعم المملكة العربية السعودية المجموعات المعتدلة داخل صفوف المعارضة لمواجهة النفوذ المتنامي لجماعة الإخوان المسلمين ورعاتها القطريين. ودعمت السعودية أيضاً المجموعات السلفية لمواجهة المجموعات الجهادية كجبهة النصرة التابعة تنظيم القاعدة.

وحسب مصادر خليجية مطلعة، ضاعفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها لفرض الرقابة المالية على المعارضة السورية لضمان مرور المساعدات المالية للمعارضة من خلال اللواء سليم إدريس. وسيكون من الصعب على وشنطن تطبيق هذه الإجراءات في الوقت الحالي وخاصة على الداعمين المنتمين للقطاع الخاص ممن كونوا شبكات إتصال قوية بالمعارضة السورية كما سيزيد سوء إدارة المؤسسات المالية لبعض الدول كالكويت صعوبة مهمة واشنطن إلان هذه الخطوة تشكل دعماً كبيراً لسليم إدريس وبالتالي للسعوديين.

وعلى الرغم من انتصاره في القصير، قالت المجلة إن المعركة الأخير أفقدت حزب الله الكثير من ثقله السياسي والأيدولوجية في المنطقة والذي اكتسبه من خلال تاريخه في مقاومة إسرائيل.