الحملة على الأرجح هي أكبر حراك شعبي منذ بداية ثورة 25 يناير .. ويبدو أن هناك تفكيرا مختلفا في حشد الناس
كتبت- صبا عبد العزيز
اهتمت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية بحملتي تمرد وتجرد, وذكرت أمس أن المصريين, بدلا من التوجه لميدان التحرير, وفي ظل حنقهم الشديد على حال بلدهم المتأزم, تبنوا بحماس أشكالا مختلفة للمعارضة السياسية من بينها توقيع العرائض.
وذكرت أن هناك حركة متنامية فى مصر – تسمى تمرد – وهى حملة تجمع ملايين التوقيعات لإظهار نفور واسع النطاق من الرئيس مرسى والدعوة لإنتخابات رئاسية مبكرة. "مرسى لايفهم أى شئ" قال الوكيل العقارى محمد شادى الذى وقع الاستمارة وأضاف: "إنه لايعرف الناس أو البلد ويهتم فقط بالأخوان المسلمين وليس الشعب المصرى ."
وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن الاستمارات لا تمتلك حجية قانونية وأن الحملة لا تقدم زعامات بديلة, إلا أنها تشكل المزيد من التحديات للدولة المتضررة بشدة حيث أنها تتكفل بدفع البلاد لمزيد من الإضطرابات .
"تعد الحملة على الأرجح أكبر حراك يضم عامة الشعب سبق وأن رأيناه منذ بداية ثورة 25 يناير 2011", بحسب طارق رضوان المدير المساعد لمركز مجلس رفيق الحريرى الأطلسى فى واشنطن. وأضاف رضوان أن "هذا فى حد ذاته أمر بارز, أن يكون لدينا مقياس عددى لهؤلاء المواطنين المعارضين لحكومة مرسى وللإخوان المسلمين والذين يعادون بطريقة مباشرة خطاب الحكومة."
وفي المقابل, ولمساندة مرسى, أطلق الإسلاميون حملة مضادة, حركة تجرد - تطالب الرئيس مرسى بإنهاء مدة ولايته الرئاسية وتزعم أن لديها أكثر من 2 مليون توقيع .
منظمى حملة تمرد يهدفون للحصول على 15 مليون توقيع بنهاية شهر يونيو بزيادة عن عدد الأصوات التى ذهبت لمرسى فى الإنتخابات الرئاسية الماضية والتى وصل عددها 13.2 مليون صوت .
ويتم جمع التوقيعات فى الشوارع , أماكن العمل ,و الإجتماعات العامة فى الأرض الفضاء وكل مكان فيمابين ماسبق والمواقع متاحة بالعربية والإنجليزية الألمانية والفرنسية حتى يستطيع الناس مشاركة الحدث مباشرة على النت . ومع بداية شهر يونيو قالت المجموعة أنها جمعت أكثر من 7 مليون توقيع على طلبات التصويت من أجل انتخابات رئاسية مبكرة .
ويخطط المحتجون لتظاهرة حاشدة فى العاصمة فى 30 يونيو بمناسبة مرور عام واحد على تنصيب مرسي.
"بطريقة مشابهة لما يحدث فى الديموقراطية الحرة إن التعهد بالتبرعات للحملة أو وضع أسمائكم فى الواقع على شئ يعد برهان على المشاركة بطريقة ما, ماتحاول أن تحققه الحملة هو أن يكون لديها ضمانة أرقام وإلتزام من هؤلاء الذين يوافقون على الإنخراط فى الحدث الهائل ." قال المنسق الأكاديمى والأستاذ المساعد للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة, جيمس صنداى .
تعد الاحتجاجات الصغيرة والإضرابات شئ متكرر يوميا فى جميع أنحاء البلاد ويقوم بها غالبا العديد من أصحاب المهن المرموقة والحرفيين للتعبير عن مطالبهم الخاصة أو إظهار خيبتهم فى الرئيس مرسى, على مدار العام الماضى دعت أحزاب المعارضة السياسية لإحتجاجات كبيرة. ولكن تحديد موعد هذه التظاهرة قبلها بأسابيع, يظهر أن هناك تخطيط جرى الإعداد له فى حملة تمرد هذه. وأضاف: "نرى تفكيرا أكثر تقدما فيما يخص كيفية حشد الأعداد الهائلة التى يحتاجونها فى الواقع".
تعطى الطلبات فرصة لهؤلاء الذين لايذهبون إلى اماكن مثل ميدان التحرير- قلب ثورة 2011- لكى يعبروا عن أنفسهم بالكلمات حيث التجمعات مقسمة بناء على تواجد أعضاء الأحزاب المختلفة كما يوجد خطر العنف والاشتباكات .
تبعا للمركز المصرى لبحوث الرأى العام (بصيرة ) ,أيد نسبة 46 % من المصريين الرئيس مرسى بعد مضى أول 10 أشهر على إنتخابه رئيسا , مسجلا إنخفاضا من نسبة تأييد 78 % بعد مدة المائة يوم الأول. أرتفعت أسعار الغذاء والوقود بصورة ملحوظة فى الشهور الأخيرة كما زادت البطالة , والإستثمارات الأجنبية فى تناقص ولاتزال السياحة تكافح للبقاء . البلاد محفوفة بالتخبط السياسى وتزايدت مخاوف عديدة من إستخدام السياسات القمعية .
وقال أحد منظمي حملة تمرد: "منذ وصول محمد مرسى للسلطة لايزال المواطن العادى يشعر أنه لاشئ من أهداف الثورة تحقق حتى الآن". وأضاف: "لقدأثبت مرسى بما لايدع مجالا للشك أنه ليس مناسبا لحكم بلد كمصر".