تساءلت بالأمس: هل نخرج لنُسقط نظام مرسى دون أن نعرف الخطوة التالية؟.. هل نسقطه لأنه ينبغى أن يسقط، ولا يهم ماذا بعد؟.. هل الثورة الثانية ستكون بلا رأس وبلا قيادة، لننتج مأساة أخرى؟.. فضلاً عن أسئلة أخرى منها: هل نرتكب جريمة أخرى فى 30 «يونيو»؟.. واليوم أتساءل: هل يسىء الشباب إلى الثورة بقدر خوفهم عليها؟.. هل تحدث خيانة؟.. هل ينفجر شلال الدم؟!
لا تتصوروا أننا نعمل فى فراغ.. لابد أن تعرفوا أننا أمام خصم عتيد.. هذا الخصم عنده أدوات.. لا أتحدث عن أدوات حرب فقط.. أتحدث عن أدوات أخرى، لتمزيق جبهة الإنقاذ مثلاً، سواء بالترغيب أو الترهيب أو التشويه.. أتحدث عن أدوار يقوم بها الموالون، منها مثلاً ترتيب اللقاء بين عمرو موسى، وخيرت الشاطر.. لا تستبعدوا خيانات من هنا أو هناك.. لا تستبعدوا شراء الذمم!
اكتشفنا فيما سبق أن هناك خلايا نائمة فى صفوف الثوار.. لا أعتقد أن هذه الخلايا انكشفت كلها.. بعضها يغط فى نوم عميق.. يمارس أعمالاً سرية.. يمارس عمالة من نوع ما للإخوان.. قد يكون نشطاً فى صفوف الثوار.. الشباب الثورى عليه أن يكون يقظاً.. عليه أن يكون واعياً.. من مشكلات الثورة الشباب أنفسهم.. يستأثرون بالمشهد من جهة.. ولا يقبلون النصيحة من جهة أخرى!
أخشى من بدء الثورة الثانية بلا قيادة.. القيادة مهمة.. لا ثورة بلا رأس.. ما حدث فى 25 يناير انتهى إلى لا ثورة.. شباب الثورة يسبق الأحزاب.. الأحزاب تلهث خلفه.. الشباب يريد ثورة، والأحزاب تريد إصلاحاً.. تماماً كما حدث فى ثورة يناير.. الأحزاب كانت تريد استمرار مبارك لنهاية مدته.. شباب الثورة أبى.. الآن يريد انتخابات رئاسية مبكرة.. لا يعرف من يدخل الانتخابات الرئاسية!
مشكلة الشباب أنه يتصور أنه صاحب الثورة وحده.. هنا تبدأ الأزمة الكبرى.. من منهم يعرفه الشارع؟.. هل فيهم من يستطيع أن يترشح للرئاسة؟.. هل يملك قوة ليحكم؟.. لا توجد علاقة بينه وبين ثورة يوليو.. فى يوليو كان الضباط الأحرار تحت أيديهم قوة الجيش.. هنا الأمر مختلف.. فى كل الأحوال هناك من يحكم نيابة عنكم.. إما مجلس رئاسى، وإما المجلس العسكرى مجدداً!
الإصرار على سلمية الثورة يحقن الدماء.. الورقة التى كسبت بها ثورة يناير.. بهرت العالم من جهة، ومن جهة أخرى جعلت لها ظهيراً عالمياً مسانداً للثورة.. ميزة السلمية أنها تجعل سلاح الميليشيات بلا معنى.. تجعل عملية المواجهة بين الجيش والميليشيات مستحيلة.. السلمية تقتضى تقديم مطالب واضحة.. تقتضى أيضاً تقديم قيادة مشتركة أو مجلس رئاسى، ليبقى الجيش حامياً فقط!
الخطوة التالية لابد أن تكون واضحة من الآن.. مطلوب «plan B».. قبلها لا تتحركوا خطوة.. لا ينبغى أن نغلط مرتين.. من حقك أن تُخطئ مرة.. جريمة أن تُخطئ مرتين.. أخطأنا فى ثورة يناير، أسقطنا مبارك ثم عدنا للمنازل.. لا مجال لتكرار الخطأ.. اثبت مكانك وحرر وطنك.. لابد أن تكون هناك رؤية جاهزة لمصر، بعد حكم الإخوان.. ماذا بعد مرسى؟.. ماذا أنتم فاعلون الآن؟!
الثورة ليست فتحة صدر، ولا هاى شلة.. لا يكفى توقيع استمارة تمرد فقط.. النزول للشارع أهم من الاستمارة.. صحيح أن «تمرد» أزعجت المقطم والاتحادية.. يبقى نزولك 30 يونيو.. تذكر أن ثورتك سلمية.. لا تسمح لأحد بأن يحرق وطنك.. حذار من الخونة والعملاء.. نعم هناك ثوار، لكن خونة وعملاء!