ايجى ميديا

الجمعة , 27 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

شهادتى فى «المصرى اليوم»

-  

منذ كتبت شهادتى عن انتخابات مجلس الشعب عام 2005 قررت ألا أتحدث فى الموضوع مرة أخرى فذلك واجب أديته وانتهى الأمر.

لكن الاحتفال بمرور تسع سنوات على تأسيس «المصرى اليوم» وماحدث فى الملف الخاص الذى أعدته الجريدة بهذه المناسبة من تأكيد على تزامن انطلاقة الجريدة بشكل واسع مع نشرها لشهادتى، وماكان من تناقض لافت للنظر بين رواية الأستاذين هشام قاسم العضو المنتدب وقتها ومجدى الجلاد رئيس تحريرها السابق فى تفاصيل نشر الشهادة دفعنى لأن أضع النقاط على الحروف فى مناسبة أتواصل فيها مع جريدتى المفضلة التى يسعدنى أن ارتبط اسمى باسمها برباط وثقه أرشيف الصحافة المصرية.

كنت فى ذلك الوقت أكتب مقالاتى فى قسم الرأى بجريدة «الأهرام» الذى كان يشرف عليه الدكتور أحمد القرعى وفى جريدة «صوت الأمة» فى عهد الكاتب الكبير عادل حمودة، وكان الأستاذ محمد البرغوثى صحفياً بالأهرام فتعارفنا مهنياً كمصدر له فى بعض التحقيقات التى يقوم بها للأهرام أو لبعض الصحف الناشئة فى ذلك الوقت ومنها «المصرى اليوم» التى كان يحاول إقناعى بأن أكتب فيها كما أكتب بالجرائد الكبرى.

فى صباح اليوم التالى لانتخابات المرحلة الثانية لمجلس الشعب عام 2005 وبعدما اتضح مدى التزوير الفاضح الذى قام به النظام وقفت على محطة القطار فى دمنهور مع بعض القضاة الذين شاركوا فى الإشراف على العملية الانتخابية، كان الجميع يعترف بالجرم الذى شاهدناه لكن بعضهم قال إن هذا أصبح دأب النظام وأننا لانملك شيئاً إزاء هذا الفساد، أجبت وأنا حزينة: لن نكون رجالاً إذا وقفنا صامتين إزاء جريمة كنا شهوداً عليها.

بعدما عدت إلى القاهرة ظللت يومين أحاول - دون جدوى - إقناع بعض من أشرفوا على انتخابات دمنهور بأن ندلى بشهادة جماعية، ثم جلست وكتبت مقالاً بعنوان «تزوير الانتخابات تحت إشراف القضاة» واتصلت بمحمد البرغوثى على تليفونه المحمول وأذكر أنه كان وقتها فى المنصورة لأخبره أننى كتبت مقالاً أفضح فيه عملية التزوير وأنهم بالطبع لن يقبلوا نشره فى الأهرام التى أنشر بها مقالاتى عادة كما أننى لم أكن وقتها على معرفة شخصية بالأستاذ إبراهيم عيسى رئيس التحرير الجديد لصوت الأمة فلا أعرف مدى استعداده لقبول مثل هذه المخاطرة وطلبت منه أن يستطلع رأى مجدى الجلاد وأن يعطيه رقم هاتفى ليتصل بى إذا كان على استعداد لنشر المقال، وجاء رد فعل البرغوثى كصديق أكثر منه صحفيا فحاول إثنائى عن هذه المخاطرة، وحذرنى قائلاً إن النظام سيحاول تدميرى إذا مانشرت هذه الشهادة، لكنى صممت وقلت له إننى لست على استعداد لمناقشة الأمر، وأنه فى حال إذا لم توافق أى صحيفة على نشر مقالى فسوف أنشره عن طريق الإنترنت أو أكتبه فى شكل منشور أرسله لنقابة الصحفيين لأضعهم أمام مسؤوليتهم.

بعدها وجدت مجدى الجلاد يطلبنى بالهاتف وقال لى بالحرف الواحد: إن البرغوثى طلب منه أن يقنعنى بالعدول عن المخاطرة بتحدى النظام وفضحه وأنه – أى مجدى – من موقعه المهنى يجد أن هذه الشهادة مكسب صحفى كبير بالنسبة له لكن واجبه الأخلاقى يلزمه بأن يحذرنى من أن هذا الأمر قد يضر بى بشكل كبير، فأجبته إننى أعلم ذلك وأننى مصممة وأرسلت له بالفاكس المقال الذى كنت قد كتبته بالفعل.

وفى نحو الرابعة من عصر يوم الأربعاء 23 /11 /2005 فوجئت بمجدى يطرق باب منزلى فاستقبلته وجلس معى وأخبرنى أن مجلس الإدارة طلب منه أن يحصل على توقيعى على صورة المقال قبل نشره لأكون مسؤولة عنه بشكل كامل لأن الدنيا ستنقلب علينا وسألنى هل لديك مانع؟ قلت بالطبع لا فأنا أتحمل المسؤولية عن أى شىء أقوم به فناولنى قلمه فوقعت على صورة مقالى وهى الصورة بالتوقيع التى نشرت فى صدر المقال فوق ترويسة عدد الخميس 24 /11 /2005 والتى قلبت الدنيا وضاعفت توزيع «المصرى اليوم» عدة مرات لتضعه فى صدارة المشهد الصحفى بفضل الله تعالى أولاً وأخيراً.

صمت طويلاً لكن مجدى الجلاد لم يقنع بأن يكون رئيس التحرير الذى استخدم ذكاءه ومهنيته لكى يحسن توظيف الخبطة الصحفية التى طرقت بابه وإنما صمم أن يظهر بمظهر «البطل» الذى أقنعنى بنشر شهادتى بعدما كنت مترددة! ونشرها على مسؤوليته دون رجوع لمجلس الإدارة!! بل وزارنى فى منزلى ليقنعنى بأن أتقدم بالشهادة!!! والحمد لله أنه لم يقل إنه هو الذى كشف التزوير بنفسه ثم أقنعنى بكتابة مقال عن ذلك، والحمد لله أن الأستاذ هشام قاسم – وفى العدد ذاته – ذكر الحقيقة التى يعرفها وهو أنه اصطحب مجدى إلى منزلى بسيارته لكى يحصل على توقيعى على مقالى حتى أتحمل أنا المسؤولية الكاملة عنه.

لا أدعى بطولة فقد قمت بواجبى فقط وما كان يمكن ألا أقوم به وما كان يمكن أن أتردد لحظة واحدة، لكنى أكره من يدعون غير الحق ومن يحاولون السطو على أفعال غيرهم – وقد تضاعف عددهم فى زمن الفوضى الذى نعيشه – أما باقى قصتى مع «المصرى اليوم» ففيها جزء وعدت مجدى الجلاد شخصياً ألا أفشيه بعدما استحلفنى على ذلك، وفيها أجزاء أخرى مفرحة ومبهجة قد يقدر الله تعالى أن أكتب عنها فى مناسبات أخرى نحتفل فيها بصحيفة رائدة تثبت كل يوم نجاحها وتألقها وتصدرها للمشهد الصحفى بلا منافس.

التعليقات