يبدو أن لا رادع ولا حدود تتوقّف عندها قدرة الفاشيين الأجلاف الذين يرقدون حاليًا فوق أنفاس هذا البلد، على الوقاحة والبجاحة واجتراح وإنتاج عار وشنار يسبحان فى أعلى سماوات الخرافة شخصيًّا..
يعنى مثلًا، المجرمون القتلة الذين أزهقوا بخسة ودم بارد أرواح أنبل وأجمل زهرات هذا الوطن، أبو ضيف وجيكا وكريستى ومحمد الجِندى وعمرو سعد، ونحو مئة شهيد آخر فى أسابيع وشهور معدودات، وأصابوا وعذّبوا مئات آخرين، فضلًا عن تنظيم وقيادة عصابات وقطعان سافلة متوحّشة قامت بهتك أعراض العشرات من بناتنا وحرائرنا، وحاصرت محاكمنا ومقرات الصحف ووسائل الإعلام الحرة.. هذه القطعان المجرمة المسجلة فظائعها بالصوت والصورة يتمتع قادتها وأنطاعها جميعًا بالحماية والرعاية والحصانة، فلا امتدت إليهم يد العدالة ولا طالهم عقاب وإنما بقوا أحرارًا طلقاء يعيثون فى طول البلاد وعرضها فسادًا وتخريبًا وترويعًا، بينما معالى «النائب الملاكى» الذى أقعدته جماعة الشر السرية الفاشية على مقعد النيابة بالغصب والزور والبطلان، لم يخجل ولا اختشى ولا اهتز رمش واحد فى عينيه الجريئتين وهو يعلن إحالة نصف دستة من شبابنا الجسور النبيل إلى محكمة الجنايات بتهمة الاقتراب من مغارة الأشرار فى ضاحية المقطم، حيث يحيك «الإرشاديون» هناك أبشع المؤامرات وأشدها جهالة وجلافة ضد مصر دولة ومجتمعًا وشعبًا!!
طيب، بماذا نعلّق أو نقول؟! يشفى الكلاب ويضرّكم، وإن غدًا لناظره قريب إن شاء الله!!
** ثم بمناسبة العار، لا بد أن العار والشنار نفسيهما ينكسفان ويتواريان خجلًا لو تجسّدا فى هيئة بشرية وصارا فى غفلة من الزمن وتحت ظلال البؤس والانحطاط، رجلًا أكاديميًّا مهيبًا وأستاذًا فى كلية الحقوق «ولو كانت فى جنوب الوادى» مسؤولًا عن تعليم أجيالنا الصاعدة، كيف تُصان «حقوق» خلق الله، وكيف يكون الالتزام بأصول القانون ومعناه وغاياته الراقية، صارمًا ورادعًا وعاصمًا من الزلل والانحراف والإجرام والفحش بكل صوره وأشكاله؟ ومع ذلك لا يتورّع هذا الرجل عن ارتكاب فاحشة علنية يندى لها الجبين، من شاكلة أن يدس فى ورقة الامتحان الذى وضعه لتلاميذه نصًّا تشهيريًّا واطيًا لا يفوق ركاكته إلا التفاهة المفرطة وبذاءة شنيعة ربما يعجز الصيَّع سكان الأرصفة والرداحات المصيتات فى «حوش بردق» عن الإتيان بما يبزها فجورًا أو ينافسها فى السفالة وانعدام التهذيب وقلة الأدب!!
لقد كان يكفى واضع أسئلة امتحان مادة القانون الجنائى «لاحظ» لطلاب الفرقة الثانية بكلية حقوق قنا، من السباحة فى مستنقع قلة القيمة أن يكون منافقًا لجماعة الشر أو واحدًا من أتباعها عميان البصر والبصيرة فحسب، لكنه آثر الغوص فى مستنقع الوحل حتى القاع وأقحم فى الامتحان فقرة هزلية طويلة ليس فيها سوى عبارات شتم وسب وقذف و«تلقيح» (يشبه تفوهات نساء السكك الغلابة) على شخصيات وقامات وطنية مرموقة كل جريمتها أن لديها ضميرًا حيًّا يقظًا جعلها تشارك الشعب المصرى مقاومته الضارية الباسلة لمشروع تدمير وخراب شاملين تنفذه العصابة الفاشية السرية، مما أثار حقد وغيظ هذه الأخيرة، ودفع «أستاذ الغبرة» إلى ارتكاب فعلته المشينة وهو يظن أنه انتقام فظيع.. بينما الحقيقة أنه انتقم من نفسه بفضيحة ستظل تطارده إلى أن يتم تنظيف الوطن كله من أدران الفاشية، وكنس معاهد العلم ممن لا علم عندهم ولا تربية ولا أخلاق!!