ما حدث فى الحوار الوطنى أو قل الحول الوطنى بين محمد مرسى وحوارييه من معارضيه حول سد النهضة والأزمة مع إثيوبيا يوضح مدى المهزلة التى وصلت إليها أمور البلاد.
مهزلة مرسى الذى لا يعرف شيئا.
ومهزلة حوارييه الذين تم فضحهم على الهواء وليس لهم علاقة بشؤون الدولة ولا يقدرونها.. وإنما هم «مبسوطين شوية» بالجلوس مع رئيس الجمهورية.. حتى ولو كان محمد مرسى.
إنها قاعدة مصطبة!!
هل وصل بنا الأمر إلى هذا الحال من الفشل؟
هل وصل بنا أن يأتى رئيس جمهورية لا يقدر أمور الدولة.
أليس رئيس الجمهورية هو الذى كان فى ضيافة إثيوبيا قبل 24 ساعة من إعلانها تغيير مجرى نهرى النيل والشروع فى بناء سد النهضة.. وكان يعلم جيدا بهذا الأمر.. ولم يتأثر؟
بل لم يفعل شيئا.. ولم يخرج عنه أى شىء بعد إعلان إثيوبيا.. كأنه لم يحدث أى شىء، وكأنه لم يدرك معنى سد النهضة.. ومن ثم كانت تصريحاته مطمئنة مبنية على جهل.
وكذلك فعل وزيره المختص بالرى.. كأنه ليس له علاقة بالأمر.. وأكد أن مصر لن تتأثر بما يجرى.
عموما.. يتأكد كل يوم حجم الفشل الذى يدير به محمد مرسى الدولة.
وتأكد أن حوارييه مجموعة من الفشلة أيضا الذين يستعين بهم لتغطية جهله وفشله فى أى موقف أو أزمة تحت عنوان «حوار وطنى» وهو فى الحقيقة «حول وطنى».
أيكون حل مشكلة المياه فى مصر بتلك الطريقة التى يرعاها محمد مرسى من التحريض على الشعب الإثيوبى وإثارة القلاقل داخل البلاد.. وعلى الهواء مباشرة؟
إن فى الأمر إهانة.
إهانة كبرى للمصريين قبل أن تكون للإثيوبيين.
وآن الأوان أن يعى محمد مرسى أنه فاشل ولم يعد له قدرة على إدارة شؤون البلاد.
وبات الشعب يطلب منه أن يرحل.
لقد خرجت الناس وستخرج تطالب برحيله.
لقد سبق للناس أن خرجت ضد جنرالات العسكر فى المرحلة الانتقالية.. وطالبتهم بالرحيل.. واستجاب العسكر بعد أن فشلوا فشلا عظيما فى إدارة البلاد.
وها هو مرسى يثبت فشله.
وتثبت جماعته فشلا عظيما فى إدارة البلاد.
وتثبت أنهم بلا مشروع.. وبلا برنامج.. وإنما أرادوا السيطرة وتمكين رجالهم فى المناصب ويديرون الأمر على طريقة النظام القديم.. بل وأسوأ.
وبدؤوا الحرب على المؤسسات فى الدولة.
ويحاربون القضاة الذين يقفون ضد دخول منهج السمع والطاعة.
ولم يفعل محمد مرسى أى شىء.
والبلاد فى أزمات مستمرة.. تدخل فى أزمة إلى أزمة أخرى.
وبالطبع ليس لديه أى حلول لأى أزمة.. ومن ثم تتعقد الأمور وتتدهور الأوضاع.
لم يعد لدى مرسى أى شىء يمكن أن يفيد البلد.
فقد وضع البلد على باطل.
فكل شىء باطل.. من دستور إلى قوانين «سيئة السمعة» إلى مجلس تشريعى.
هل يمكن أن يكون هذا هو البلد الذى خرج شعبه من أجل الحرية والكرامة والعدالة؟
فأين المجتمع الديمقراطى؟
أين العدالة.. وكل شىء باطل؟
أين الكرامة.. ومصر تتم إهانتها يوميًا على يد مرسى وجماعته؟
أين الأمان.. وقد أصبحت البلد طاردة لأهلها.. قبل ضيوفها؟
نحن نعيش عصر المهزلة وانعدام الكفاءات والفشل على يد جماعة الإخوان وممثلهم فى الرئاسة.
وآن الأوان أن يستمع محمد مرسى إلى نداء الرحيل.
فالآن وجب رحيله.
الشعب يريد الخلاص.