بعد أن أنتجت وأخرجت فيلم «فارس المدينة» ١٩٩٠ بسلفة من أحد البنوك التى تحمست لخوض عالم اقتصاديات السينما، أصبحت فى نهاية التجربة مدينا للبنك بمبلغ لا يستهان به، بسبب مماطلة شركة التوزيع عاما كاملا قبل أن تحدد تاريخا لعرضه بحجة غياب نجم فى الفيلم الذى قام ببطولته المطلَقة محمود حميدة فى أوائل أدواره السينمائية. الحل كان خوض تجربة إنتاج أخرى بميزانية محدودة تسمح بسداد ديونى للبنك من سلف التوزيع نفسها، قبل عرض الفيلم، وبالفعل تم ذلك مع فيلم «يوم حار جدا» ١٩٩٤ بطولة شيريهان ومحمود حميدة مرة أخرى. استعنت فى كتابة سيناريو الفيلم بكاتبة سيناريو زينب عزيز، التى كانت قد تخرجت حديثا فى معهد السينما ونسجنا معا خطوط الفيلم حول زوج يريد التخلص من زوجته ليحل مشكلاته المادية باللجوء إلى قاتل أجير لينجز المهمة، إلا أن الأمور تتعقد والخطوط تتشابك وتقع الزوجة فى غرام القاتل المفترض. كالعادة أهتم باقتباس أحداث حقيقية من الحياة وحقنها بأحداث الفيلم المؤلفة. فمثلا فى «يوم حار جدا» يقرر الزوج إنهاء علاقة زواجه العرفى بامرأة أخرى فيحرق ورقة هذا الزواج أمامها. هذا الموقف مبنى على واقعة حقيقية تم فيها إحراق ورقة زواج عرفى فى حضور أصدقاء الزوج كشهود، الذى تجنبته فى الفيلم هو وجود شهود بالمشهد، وكذلك أن فور مغادرة المطلقة احتفل الأصدقاء المفلسون ببيع الدبلة وشراء مشاريب الحفلة. هناك واقعة أخرى حكاها لى صديق عن الرجل الذى بعد ربع قرن من الزواج وهو على وشك الطلاق الفعلى، حاول عدة مرات خلع الدبلة من أصبعه دون جدوى، ثم فجأة وهو يقود سيارته لمح محل جواهرجى فأوقف سيارته ودخل المحل ليطلب وسيلة للتخلص من الدبلة التى تكاد تخنقه نفسيا، إلى أن نجح الجواهرجى بمقص خاص فى الإفراج عن الدبلة ودون مقابل. هناك أيضا الواقعة الشهيرة فى أحد الأفراح حين سُكب بعض من الشربات من كأس العريس على فستان عروسه التى انفجرت أمام الجميع تؤنبه على فعلته، رغم رومانسية اللحظة وكُل منهم يقدم كأسه ليرشف الآخر منها. النتيجة كانت أن العريس اتجه إلى الميكروفون وبهدوء تام طلب من الأوركسترا أن تتوقف عن العزف ثم قذف بقسم الطلاق على عروسه. فرغم أن الطلاق هو أبغض الحلال فإن السينما تجده أنسب الحلول الميلودرامية. أما الوجه القبيح للطلاق فنادرا ما تقدمه السينما بصدق.
الطلاق فى يوم حار جدًّا
مقالات -
نشر:
5/6/2013 2:43 ص
–
تحديث
5/6/2013 8:59 ص