روت لى إحدى السيدات أنها ملأت استمارة «تمرد» بأحد المحال التجارية بناء على دعوة من صاحب المحل رغم أنه كان ملتحيا، لكنها حين خرجت من المحل تصورت أنه كان هناك خطأ فى الرقم القومى، الذى كتبته فعادت مرة أخرى إلى المحل لتصحح الرقم، لكن صاحب المحل رفض أن يعيد إليها استمارتها، وبعد مناقشة اشتدت بينهما اكتشفت أنه قد مزق الاستمارة مع كل الاستمارات الأخرى، التى كان يحصلها من الزبائن بمجرد خروجها من المحل.
كما أخبرنى أحد المشرفين على جمع الاستمارات بأحد الأحزاب بأن أحد الأسباب التى دفعت الحزب لجمع الاستمارات هو أن هناك من يوهمون الناس بأنهم فى حملة «تمرد»، لكنهم يجمعون هذه الاستمارات ليقدموها إلى مكتب الإرشاد بالمقطم كدليل على الولاء للإخوان.
وليست لدى وسيلة للتحقق من هذه الروايات، لكن ما هو مؤكد هو أن الإخوان يقومون بالفعل بمحاربة الحملة بعد أن أقبلت عليها الناس بالملايين، فهى تفضح أسطورة الأغلبية، التى يدعى الإخوان أنهم يحتكمون عليها.
وقد كانت بداية هذه الحرب حين قام الإخوان بتنظيم حملة مضادة اختاروا لها اسماً غير موفق على الإطلاق وهو «تجرد»، وتمكنوا فى البداية من خداع الكثير من البسطاء، بسبب تشابه الاسمين فكانوا يوقعون على استمارات «تجرد»، وهم يتصورون أنهم يوقعون على «تمرد».
كما لجأوا أيضاً إلى حيلة خسيسة استخدموا فيها مشاعر الفتنة، كى يحققوا أهدافهم، فزعموا أن الكنيسة هى التى وراء هذه الحملة ونشروا على شبكات التواصل الاجتماعى صورة للبابا تواضروس وهو يوقع إحدى الاستمارات داعين كل مسلم أن يرفض هذا المخطط، الذى تدعمه الكنيسة.
لكن لم يمض وقت طويل حتى اكتشف الشباب أن صورة البابا مزورة، وأنه تم إدخال تعديلات عليها عن طريق «الفوتوشوب»، وقد نشروا الصورة الأصلية للبابا، التى كان يوقع فيها أوراقاً أخرى لا علاقة لها باستمارات «تمرد»، التى تم إقحامها فى الصورة.
تلك بعض الوسائل التى لجأ إليها الإخوان لمحاربة حملة «تمرد»، وهى كلها محاولات خائبة لا ترقى لمستوى الفكرة العبقرية، التى ابتدعها شباب الثورة، والتى تحدث عنها رئيس محكمة جنايات الإسكندرية أخيراً فقال: إذا نجح الشباب فى جمع 15 مليوناً من التوقيعات، فهذا يعنى أن مقعد رئيس الجمهورية قد أصبح شاغراً.