ايجى ميديا

الجمعة , 27 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وقفة مع الصديق «2» تحطم نموذج الاستنارة الإسلامية!

-  

إذا كان للشعر بحور وفيه تجليات تتعدد بتعدد الشعراء، منذ انتظم الإيقاع على ألسن البشر، فإن للكتابة عموماً أنهاراً وبحاراً وتجليات وشطحات تتنوع، وتتعدد بعدد بصمات الأنامل الممسكة بالأقلام، أو الضاربة على لوحات الحواسب، ومن ثم أكتفى بالنموذج الضئيل العابر، الذى سطرته فى مقال الأسبوع الفائت، لألفت النظر إلى أن فنون الغمز والهمز واللمز متاحة للجميع، وما أسهل أن يلتقط المرء ثغرات فى أفكار وسلوكيات الآخرين فيبرزها ويدق عليها، وفى هذا أتذكر عبارة كان الأستاذ فهمى هويدى دائماً ما يكررها، تعقيباً على الذين يختارون نقاط الضعف، ومظاهر الوهن فى مسيرة المجتمعات الإسلامية عبر الزمن، أو ما اصطلح على تسميته التاريخ الإسلامى، يقول فيها: إن للتاريخ أوعية متعددة منها ما هو ملىء بالدرر والجواهر، ومنها ما هو حافل بالقمامة والفضلات، وما على المرء إلا أن يختار أين يمد يده وماذا ينتقى؟!

وأختم هذه المقدمة بقول السيد المسيح ـ له المجد ـ عندما تكالب المتكالبون على المجدلية ليرجموها: «من كان منكم بلا خطيئة فليكن أول من يرميها بحجر»!

وأنتقل اليوم إلى مساحة أراها صميم ما وددت أن أتوقف عنده مع الأستاذ هويدى، هى ما يتصل بمسألة ما اصطلح على تسميته لفترة طويلة «التفكير الإسلامى المستنير»، وارتبط به للفترة ذاتها من درجت تسميتهم بالمفكرين الإسلاميين المستنيرين!

إننى لا أود أن يأسرنى ما تعودت عليه بحكم الدراسة والاهتمام، ألا وهو المدخل التاريخى لأفصل وأؤسس للمسألة، وسأدخل مباشرة فى الموضوع فأذهب إلى أنه من أخطر أو ربما أخطر ما جرى منذ تصدر الإخوان المسلمين وحلفائهم من الذين يسميهم البعض المتأسلمين، ويسميهم آخرون ذوى المرجعية الدينية، وأسميهم رافعى المصاحف على أسنة رماح الصراع السياسى الدنيوى البحت- هو ما لحق بالاستنارة الإسلامية «فكراً ومفكرين» من أضرار فادحة تكاد تصل إلى ما يطلقون عليه فى شركات تأمين السيارات «التحطم الكامل».

لقد ظللنا زمناً يعد فى أعمار الأفراد طويلاً نقرأ ونتابع ونعرض، ونتحدث عن إنتاج من كانوا يشتهرون باسم الكتاب ـ جمع كاتب ـ الإسلاميين والمفكرين الإسلاميين المستنيرين، ووصل الحال إلى أن كثيرين ـ وقد كنت من بينهم ـ يعتبرونهم «أيقونات» من نوع خاص تختلف عن صور القديسين، وتماثيلهم بأنها حية متحركة معطاءة تعيد للأمة كلها توازنها المفقود، وكم كنا نحتشد جموعاً ونمتلئ فرحاً وسعادة وشوقاً إذا كان اللقاء سيشرف بأسماء بمثل أحمد كمال أبوالمجد، والشيخ محمد الغزالى، والشيخ يوسف القرضاوى، والدكتور محمد عمارة، والدكتور رضوان السيد، والدكتور الجابرى، والدكتور النفيسى، والأستاذ فهمى هويدى، ومن بعدهم انتظم معهم طارق البشرى وغيره!

وعندما تصاعد الفعل السياسى فى الربع الأخير من القرن الماضى، وحتى تولى الإخوان الحكم برزت على مستوى الحركة السياسية واللقاءات المشتركة، خاصة بين التيارين القومى والإسلامى أسماء كمنير شفيق، وعبد الملك المتوكل، وعصام العريان وآخرين لا يتسع المجال لحصرهم، وتأملنا خيراً عميماً سيفيض على الأمة العربية، وفى القلب منها والرأس مصر، ولكن مثلما قيل لم تأت الرياح بما تشتهى السفن أو يشتهى السَفِن، بفتح السين وكسر الفاء، أى ربان السفينة!

لقد بدا الأمر وكأنها «سوستة» أو «ياى» كان ثابتاً فى مكانه طوال ما كان مضغوطاً عليه، وعندما زال الضغط ارتد عنيفاً، وأثناء ارتداده أخذ يطيح بما حوله يمنة ويسرة، ولا مانع من أن يدميه وأن يكسره!، وفوجئنا بالمستنيرين، الذين طالما كتبوا وصنفوا وحاضروا عن المزيج الحضارى المركب للأمة، وعن مقاصد الشريعة وعن التدين الصحيح والآخر المنقوص، وعن المضامين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكامنة فى التراث الإسلامى، التى إذا تم تفعيلها بالتفاعل مع منجزات العصور الحديثة، وإنجازات عقول الأمم الأخرى فى الغرب والشرق والشمال، ثم أبدوا فوق ذلك كله رأيهم الواضح المؤيد تأييداً قطعياً لحتمية التواصل والتكافل بين حلقات تاريخ الوطن، وأنه لا مجال للاستبعاد ولا للتقويض، استناداً إلى مصادر التشريع فى الفقه الإسلامى، فوجئنا بهم ـ وأنا هنا أعمم تمهيدا للتخصيص ـ وهم نصال مزدوجة تمزق كل ما سبق ولا تبالى، وهى تفعل ذلك بما تمزقه من نسيج حى فيه الإسلام نفسه، وفى مستقبل الوطن ككل.

لقد ذكرونا بما كان من الوليد بن عبدالملك، الذى ظل أربعين سنة يصلى، ويقرأ القرآن الكريم فى مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة المنورة، وعندما جاءه من بشره بانتقال الخلافة إليه طوى المصحف، وقال له: «الآن انتهى عهدى بك»، وذهب إلى دمشق، وكان أول سماط مده لطعامه مفروداً على جثث خصومه، الذين كان بعضهم ما زال «يتلعبط» من تحت السماط متألماً محتضراً!

لقد طوى الأستاذ فهمى هويدى، ضمن آخرين، صفحة الاستنارة، وخلعوا رداء التوافق مع الآخر، ومزقوا أواصر كانوا من أوائل من أنشأها، وقطعوا رحم الوطن لحساب صلة رحم الجماعة.. وما أعقمها وأقساها من رحم.. وللحديث بقية.

a_algammal@yahoo.co.uk

التعليقات