ترجمة- صبا عبد العزيز:
اهتمت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" بجلسة الحوار الوطني الذي تم بالأمس وصدرت في عنوان تقرير لها بعض ما طرحه الاجتماع من اتهامات اعتبرتها عدائية ضد أثيوبيا والسودان. وذكرت الوكالة أن سياسيين مصريين تحدثوا خلال اجتماعهم مع الرئيس أمس خططا عدائية ضد أثيوبيا, بما فيها دعم المتمردين وتنفيذ ضربات استباقية للسد, لكى يوقفوا بناء سد هائل على مصب نهر النيل .
وأضافت الوكالة: "اتضح لاحقا أن بعض السياسيين لم يكونوا مدركين أن إجتماعهم مع الرئيس محمد مرسى كان مذاعا على الهواء مباشرة. لم يرد الرئيس مباشرة على الاقتراحات ولكنه قال في نهاية الملاحظات أن مصر تحترم دولة أثيوبيا وشعبها ولن تتورط فى أى أفعال عدائية ضد دولة شرق أفريقيا.
وكان مرسى قد دعا للإجتماع لدراسة تأثير سد أثيوبيا الكهرومائى البالغ تكلفته 4.2بليون دولار والذى سيعد أكبر السدود بأفريقيا. وفى الماضى, هددت مصر بخوض حرب لحماية حقوقها التاريخية فى مياة نهر النيل .
وأوضحت الوكالة أن مكتب الرئيس صرح لاحقا أنه وجه وزراء الخارجية والرى بمواصلة الإتصالات مع حكومة أثيوبيا للحصول على معلومات أكثر بخصوص السد وتأثيره المتوقع على حصة مصر من مياه النيل.
واحتوى تصريح مكتب الرئاسة تلميحا إلى أن مصر "لن تتخلى عن حقها فى مياه النيل وكل الخيارات لحمايته مأخوذة فى الإعتبار".
ونقلت الوكالة عن مسئول أثيوبى أشترط عدم ذكر إسمه أن لجنة مستقلة من الخبراء أكدت أن السد لن يؤثر بشكل كبير على دول مصب نهر النيل مصر والسودان والذين يعتمدون بشكل أساسى على مياه أطول نهر بالعالم.
واهتمت الوكالة بتصريح يونس مخيون, الذي وصفته بأنه "رئيس أكبر حزب إسلامى متشدد", وأحد المشاركين فى مؤتمر أمس الأثنين أنه ينبغى أن تدعم مصر حركات التمرد فى أثيوبيا أو كملاذ أخير أن تدمر السد وقال أن مصر أرتكبت" خطأ تاريخيا " عندما لم تعترض على بناء السد, وأضاف مخيون أن أثيوبيا هشة بسبب الحركات المتمردة داخل الدولة. "نستطيع التواصل معهم وأستخدامهم كورقة ضغط ضد الحكومة الأثيوبية ولو فشلت كل هذه الجهود فليس لدينا خيار أخر سوى اللجوء إلى الكارت الأخير وهوإستخدام المخابرات لتدمير السد". كما قال مخيون الذى فاز حزبه النور ب25 % من مقاعد البرلمان فى الإنتخابات التى جرت أواخر 2011 وأوائل 2012 .
ونقلت الوكالة أيضا تصريحات أيمن نور التي اقترح فيها "نشر شائعات مفاداها أن مصر تحصل على طائرات حربية لإعطاء الإنطباع أنها تخطط لضربة جوية لتدمير السد, وأن شائعة كهذه يمكن أن تنتج تغير فى المسار الدبلوماسي".
وهو الاقتراح الذي أيده أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط الإسلامى المؤيد لسياسات الرئيس مرسى ليضيف أن نشر إشاعة مفادها تخطيط مصر لتدمير السد سترغم الأثيوبيين على التعاون والتفاوض مع مصر بهذا الشأن.
ومن جانب أخر حذر مجدى حسين, وهو سياسى إسلامى أخر , من أن الحديث عن خطوة عسكرية ضد أثيوبيا "خطر جدا" وفقط ستحول الأثيوبيين إلى أعداء ,وأقترح اللجوء إلى الدبلوماسية "الناعمة"فى التعامل مع الأزمة بما فيها تنظيم مهرجان سينمائى فى أثيوبيا وإرسال باحثين فى مهمات الترجمة .
أما على الصعيد التاريخى فتخرق أثيوبيا ,بقرارها بناء سد , إتفاق قديم يرجع إلى الحقبة الإستعمارية نظم للبلدين مصر والسودان حقوقهما فى مياه النيل والذى بموجبه تحصل مصر على 55.5 بليون متر مكعب وللسودان 18.5 بليون متر مكعب من إجمالى 84 بليون متر مكعب بفقد 10 بليون أثناء التبخير .
هذه الإتفاقية التى تم توقيعها عام 1929 لم تأخذ فى الإعتبار الثمانية دول الأخرى الواقعة على إمتداد نهر النيل البالغ طوله6.700 كم (4.160ميلا) وضفافه والذين طالما جادلوا طوال عقد من أجل إتفاق معقول .
هذا وقال وزير المياه والطاقة الأثيوبى أليمايهو تيجنو ألا ينبغى أن تقلق مصر تقليل حصتها فى المياه .وأضاف " الهدف الوحيد من السد هو توليد الكهرباء وليس لدينا أى مشاريع رى حول السد .. لذلك لن ينبغى أن يكون هناك أى مخاوف من تقليل سريان المياه ," كما أخبر اليمايهو أوشيتدبرس السبت.
وينبع 85% من مياه النيل فى أثيوبيا ومع ذلك تستخدم القليل منه وأصبحت الدولة مترادفة مع الجوع