ياه.. دى مصر فعلا حالتها صعبة جدًّا.
المتأمل فى الحوار الوطنى المزعوم أمس يكتشف أنه لا توجد كفاءات فى البلد.
إذا كانوا هؤلاء برئيسهم بمساعديه بسكرتاريته باللى قاعدين معاه متصورين أنهم قادة وساسة، يبقى على البلد يا رحمن يا رحيم.
غياب للكفاءة، وانحياز إلى الثرثرة، وضعف فى البيان، وأداء مُنحنٍ، وتكرار وملل، وثِقل ظل، ولا مسؤولية تصل إلى حد البلاهة السياسية.
لكن إذا كانت هذه مائدة مرسى فإن الرئيس يفرق عنهم جميعا.
أولا لأنه الرئيس، ثم لأنه ثانيا منتخَب طبعًا، لكن هل هو رئيس كفء؟
الدكتور مرسى لم يتولَّ إدارة أى شىء، مؤسسة أو وزارة أو هيئة أو جامعة من قبل كى نقول إن له سوابق نجاح فى إدارة عمل أو تحقيق إنجاز يشهد له بمؤهلات متميزة.
إطلاقًا، الرجل يجرِّب فينا، وأول مهمة إدارية حقيقية له فى حياته كانت رئاسة مصر، وهو أمر كشف أننا نعيش مغامرة بقرار من ٥١٪ من المصريين.
على مدى الشهور الماضية لم نلمح (لا أقول نرى بل لم نلمح) أى كفاءة سياسية إدارية عند الرئيس، طبعا قد يفاجئنا فى ما بعد. لكن لغاية ما ييجى هذا الذى بعد فإن الرئيس كالتالى:
فشل فى اختيار معاونيه ومساعديه ومستشاريه حتى باتوا عبئا ثقيلا سقيما على مصر، بل وعليه هو شخصيا، ولإثبات غياب الكفاءة فإنه لم يتراجع عن اختياراته، ولم يستغنِ أو يعفِ أيًّا من رجاله، وهو ما يؤكد أنه لم يكتشف فشلهم أو أنه يعاند مع الحقيقة أو أن عواطفه هى التى تختار أو أن جماعته هى التى تقرر.
فشل فى اختيار حكومته، فجاءت ماسخة وباردة وهاوية وفاشلة إلى درجة يجب أن يخجل المصريون منها، فهى مجرد سكرتارية لجماعة الإخوان، ورئيس وزرائنا لا يملك أى موهبة من أى صنف ولا تؤهله إمكانياته للمرور أمام مجلس الوزراء فضلًا عن رئاسته، ومن ثم فهو يدير خيبة حكومته بمنتهى الطيبة والحماس وبغاية العجز وقلة الحيلة، لكن الرئيس مرسى راضٍ عنه، فهو اختياره النموذجى، فالذى يسعى له مرسى مسؤولون يلتزمون بالسمع والطاعة، ولا يتمتعون بأى جماهيرية ويمشون بتعليمات مكتب الإرشاد وتتحكم فيهم جماعة الإخوان بالريموت كنترول، وبعضهم يقف احترامًا، عندما يحدّثه خيرت الشاطر فى التليفون، ومن ثَمّ فلا الرئيس ولا قنديله يقدمان جديدا للبلد بل بلادة السياسات القديمة فى الاقتصاد والمال والاستثمار والأمن والإعلام والتعليم، وقِسْ على مأساة مصرع الخمسين طفلا فى حادثة قطار أسيوط، لتعرف أنه لا الرئيس ولا قنديله لديهم خطط لإصلاح حقيقى جذرى عاجل مبتكر وفاعل لأى مشكلة، ولا يفهمون أولوياتهم، ولا يجيد الرئيس وقنديله إلا التشكى من آثار النظام السابق، ثم إن مرسى وقنديله وجماعته تصدّوا للعمل وعرضوا أنفسهم على الناس بمزاعم أنهم قادرون على الإصلاح، فإذا كانت الأوضاع صعبة عليهم، فلأنهم مش قدها، فلا يجب أن يزعجونا بالشكوى والتبرير، خصوصا إنه اللى مش عارف يروَّح، لأن المشكلات لن تصبر على العاجز حتى يجد معجزته.
كل ما سمعناه فى الحوار الوطنى المزعوم حول مياه النيل يحتم علينا أن ننبه الشعب أن يستعد للمصيبة فهى قادمة.. قادمة!