هل أصبحت مصر تعيش فى بطلان؟
فكل شىء باطل.. ومع هذا هناك إصرار على استمراره، وهل يتم بناء مجتمع بعد ثورة على باطل؟
لقد كان أحد أهم مطالب الثورة هو حل مجلس الشعب الذى جاء بانتخابات مزورة فى 2011، وكذلك حل مجلس الشورى الذى ليس له فائدة، ويمنح الحصانة والمكافآت لأصحاب الحظوة من الحكام، على أن يتم بناء تشريعى على «نظافة» بعد ذلك، حتى يمكن بناء مجتمع ديمقراطى سليم سعى إليه الشعب المصرى منذ سنوات طويلة، لكن ما حدث بعد ذلك أسوأ مما كان عليه الوضع قبل الثورة، فهناك إصرار على وجود مؤسسات باطلة، وقد كان أول قرار اتخذه محمد مرسى بعد توليه الرئاسة وأصبح مندوبًا لجماعة الإخوان فى قصر الرئاسة هو إعادة مجلس الشعب المنحل والباطل.. وبدأ صراعه مع المحكمة الدستورية، وأصر على جمعية تأسيسية لوضع الدستور باطلة، ومن ثم كانت النتيجة حالة من التشوه فى مؤسسات الدولة، ودستورًا مشبوهًا تم فرضه عبر استفتاء جرت فيه انتهاكات على يد جماعة الإخوان لم تجرَ من قبل، وقد أصبح الآن هذا الدستور الذى مرروه بليل لجنة الغريانى (الباطلة) موضع شك، وفى حكم الباطل.
وكذلك الوضع فى مجلس الشورى الذى يقوم حاليًّا بالتشريع، ولا أعرف كيف يرضى أعضاؤه أن يحصلوا على مكافآت؟ ولماذا يصرون على وجودهم فى مجلس صدر حكم ببطلانه؟
بالطبع، هناك أعضاء السمع والطاعة الذين جرى تعيينهم من جماعة الإخوان (دعك من الانتخابات فهو مجلس جاء بـ7٪ فقط بعد التزوير)، وقد كان واجبًا على الأعضاء الذين يدعون المدنية أو الذين جرى تعيينهم من خارج حزب الولاء والطاعة والمؤلفة قلوبهم أن يتركوا هذا المجلس وبعد بطلانه.
إنه مجلس باطل.. وأعضاؤه باطلون.. فكيف يكون هو المشرع؟
إنهم يريدون السيطرة بالباطل.
فحللوا الباطل من أجل التمكين.
تخيلوا.. دستور باطل.
وتخيلوا.. مجلس تشريعى باطل.
وتخيلوا.. رئيس مشكوك أيضا فى انتخابه وأقرب إلى الباطل.
فلماذا الإصرار على الباطل؟!
ومع هذا يدعون أنهم يحاولون بناء مصر الجديدة.
ومن ثم دخلوا فى حرب مع كل مؤسسات البلد من أجل ضبطها وتهذيبها وإخضاعها للسمع والطاعة، وأتوا بنائب عام خاص لخدمتهم، وأتوا بشخصيات «مشبوهة» كانوا يهاجمونها دائمًا، لكن مصلحتهم الآن معهم من أجل الاستفادة بهم فى ملفاتهم السابقة.. ومنحوهم الحصانة والمناصب، ودخلوا فى حرب مع القضاء والقضاة بعد أن فشلوا فى إدخاله إلى السمع والطاعة.
ومن أجل ذلك وغيره.. فهم فاشلون.. ويذهبون بالبلد إلى الانهيار.
فعلى أيديهم .. هناك انهيار سياسى وانهيار اجتماعى.. وحدث ولا حرج عن الانهيار الاقتصادى.. والانهيار الحادث فى كل الخدمات.
ناهيك عن حالة الانفلات الأمنى المستمر. الذى لم يعد بنى آدم يضمن أمانه وحياته.
إنه نظام باطل.
الشعب يريد الخلاص.
1