أتاريها مش مشكلة النظام والإخوان، وكل ما نعيد ونزيد فيه خلال الشهور الماضية، أتارى الكارثة فى كل من لديه فرصة أن يصبح قيادة على البلد وعلينا، النظام كتر خيره وجه دعوة للناس حتى تتحاور بخصوص الأزمة، والحوار -الذى كان سببًا فى الهزة الأرضية التى تعرضت لها القاهرة أمس بدرجة 5 ريخيتر من فرط ردود الفعل الإسكندرانى التى أطلقها الإثيوبيون فى أثناء مشاهدته منقولًا على الهواء- كشف لنا إن البلد ماشية بستر ربنا.
لو كان الرئيس وجه الدعوة للحوار مع أعضاء المجلس المحلى لمدينة أوسيم لكنا خرجنا بأفكار مفيدة على الأقل استفادة بخبرة مجلس محلى فلاحين فى أمور الرى والماء، لكن توصل لأن يقترح أحدهم حل المشكلة استعانة بأبو تريكة فهذه أمور تدخل فى نطاق بونباية الفجولة الشهيرة، طب قول حسن شحاتة، اتعلم حاجة من زميلك فى الاجتماع اللى راهن على المنتخب كله، وأثره الرهيب فى إفريقيا، لكن أبو تريكة هيعمل إيه؟ هيروح ينطق الكرة على شط النيل الأزرق، فيخر الإثيوبيون سجدا لهذه الموهبة العظيمة التى قد تموت عطشًا فيفجرون أنفسهم فى السد؟
مصير مصر فى اجتماع الرهان فيه على عادل إمام لإحداث التقارب مع الأخوة الأفارقة؟ هو حضرتك صدقت موضوع «فرقة ناجى عطا الله»؟ ده مسلسل حضرتك، بتحل مشاكل مصر من خيال المسلسلات؟ طيب من حسن حظك أن الخواجة عبد القادر لم يكن يتابع الاجتماع، وإلا كان ظرفكم جميعا، «وجع فى بطنك شيخ عبد السلام» جعلكم تقضون اليوم فى حمام لا ماء فيه ولا كهرباء.
مشارك آخر يطلب على الهواء مباشرة وأمام العالم أن نسرب أخبارًا كاذبة عن شراء طيارات حربية فتخاف إثيوبيا فتغلق الملف، هى مدام باكينام مابلغتش حضرتك أن الاجتماع مذاع على الهواء؟ طب افرض مدام باكينام نسيت، حضرتك ماشفتش أى كاميرات فى الجلسة؟ هو حضرتك ماتعرفش إن اللى هيبيع لنا الطيارات شريك فى السد أصلا؟
مصير الماء فى مصر فى خطر، والمشاركون فى الاجتماع يراهنون على أن المجتمع الإثيوبى مهترئ، وأن نلعب على هذه النقطة، بل ويغالى أحدهم فى الحديث على الهواء عن أن الأفارقة بتتظبط وممكن بالرشوة وشوية شغل مخابرات نحل الأزمة عن طريق الصومال وجيبوتى وأريتريا؟ يعنى إنت بتهين 3 دول على الهواء وبتقول إننا ممكن نشتريهم ببساطة كأنك فى اجتماع مجلس إدارة الزمالك وبتتكلم عن خطف لعيبة من الأهلى عن طريق الإنتاج الحربى، طالعين على الهواء بدل ما تحلو مشاكلنا مع إفريقيا بتقولوا للعالم إنهم عبيد ممكن نشتريهم؟ يا نهار أسود عليكم وعلى اللى دخلكم القصر الجمهورى أصلًا.
ما كل هذه العبقرية الخلابة التى شاهدها الواحد على الهواء؟ عبقرية النخبوى الذى اقترح هدم السد العالى ومد الكهرباء من إثيوبيا مباشرة، ولا عبقرية اللى طلب من المشاركين أن يقسموا على عدم تسريب أى كلمة من الجلسة (الحقيقة هو محق جدا فى هذا الأمر لأن اللى اتقال فضيحة بشخاليل.. بس حضرتك يؤسفنى أقولك على القسم ده إنه too late)، ولا العبقرى اللى أفاض فى الكلام ثم اختتم كلامه بطلبه (يا ريت بس المتخصصين يشرحوا لنا أكتر التقرير اللى اتعمل عن السد)، أومال حضرتك كنت بتفتى من غير ما تفهم؟ لم أسمع كلمة بها قدر من النظام وترتيب الأفكار حتى لو اختلفت معها إلا من عمرو حمزاوى وعمرو خالد، فى ما عدا ذلك هذيان أثبت للواحد أننا يتامى سياسيا وقيادات البلد على قد إيدك، وأننا فى ملف الماء بين عدوين (آث- يوبيا) و(آث- هول)، ولا تنزعج من الكلمات، الدكتور مرسى نفسه استخدام مصطلحات مشبوهة، وطالبنا بأن (نمص الصدمة)، وغالبا يا دكتور إحنا كمان سنتين هنمص -فعلا- الحجارة عطشا زى المسلمين الأوائل أيام الكفار.. تلك الأيام التى انتهت بالهجرة إلى الحبشة أصلا.