أقترح برنامجا سياحيا جديدا ومبتكرا، يمكن أن يساعد السياحة المصرية على النهوض من كبوتها، ويجذب الملايين من أنحاء العالم ليزوروا مصر، ويجنبنا الحرب الأهلية التى تكاد تشتعل بسبب بضعة آلاف من السياح القادمين من إيران!
البرنامج الجديد المقترح لا يهتم بالآثار العظيمة ولا بالشواطئ الرائعة، ولكنه يدعو السياح من كل أنحاء العالم لكى يتفرجوا على الأعجوبة الجديدة التى تنفرد بها مصر فى هذه الأيام، ولكى يروا بأم عيونهم كيف تُحكم دولة
-بحجم مصر وأهميتها- بالباطل الذى أصبح يزهو على الدنيا كلها بهذا البطلان؟!
أهلا بكم فى جمهورية «باطل» العظمى.. هكذا سوف يتم استقبال أفواج السياح القادمة إلى بلاد العجائب! وبعدها تبدأ الفرجة الممتعة من مجلس السبعة فى المئة الشهير بمجلس الشورى. هذا هو المجلس «الباطل».. بل «المنعدم» منذ تشكيله كما قال القضاء.. ومع هذا سوف يجتمع المجلس «الباطل» ليصور القوانين ويقوم بمهمة «التشريع» حتى يتم انتخاب مجلس النواب الذى لا يعرف أحد متى تتم، ولا إن كانت ستتم فى الأصل!
وهنا أيضا كانت تتم اجتماعات الجمعية التأسيسية للدستور، والتى حكم القضاء أيضا بأنها باطلة، ومع ذلك قامت، فى ظل هذا البطلان، باختطاف الدستور، بعد أن تم تحصينها بإعلان استبدادى «باطل»، وبعد أن أتموا جريمتهم واختطفوا الدستور المشبوه، وبدلا من أن يحاكَموا على جريمتهم، قبضوا مكافآتهم نهاية خدمتهم فى الجمعية التأسيسية الباطلة، وأصبحوا وزراء ومستشارين لدى السلطة «الباطلة» التى حصنتهم بإعلانها الاسبتدادى «الباطل»!
المحطة الثانية فى جولتنا السياحية ستكون أمام دار القضاء العالى.. هنا سوف يشاهد السياح من كل أنحاء العالم أعجوبة «النائب العام» الملاكى. الجالس على مقعده بقرار «باطل» والذى يرفض تنفيذ حكم القضاء ببطلان وجوده فى منصبه، لتدفع مصر ثمن هذا «البطلان» غاليا.. أكثر من أربعة آلاف معتقل من شباب الثورة فى بضعة أشهر، أكثر من 400 طفل فى السجون، عشرات الشهداء يسقطون بلا قصاص ولا محاكمة، وأحيانا بلا تحقيق. الثوار فى السجون والقتلة يتمتعون بحريتهم! فصل من «الباطل» لن تنساه مصر ولن تتسامح مع من ارتكبوه!
وإذا تصادف موعد الجولة مع وقفة قضاة مصر وكل القوى الوطنية أمام دار القضاء، فلا تنزعجوا فإنها العدالة تدافع عن نفسها، وهاهى مصر تحمى القضاء من «الباطل» الذى يريد تدمير مؤسسة القضاء وفرض «الأخونة» وتمرير قوانين «باطلة» من مجلس شورى «باطل» لكى يضع القضاء فى خدمة حكم لم يعرف إلا طريق «الباطل» لخداع الناس والهيمنة على الدولة!
ضمن الجولة ستكون زيارة قصر «الاتحادية» مثيرة للأحزان بلا شك. فهنا سقط الشهداء برصاص الأهل والعشيرة. وهنا أقيمت حفلات التعذيب للأبرياء على أسوار القصر وفى حمايته. وهنا تحدث الرئيس إلى أنصاره معلنا أنه رئيسهم وليس رئيس كل المصريين. وهنا سقطت الشرعية مع صدور الإعلان الاستبدادى «الباطل» فى نوفمبر، والذى ما زال -حتى الآن- مصدر كل البطلان الذى تُحكَم به البلاد.
وفى طريق العودة يمكن المرور على دار الأوبرا، حيث سيجد السياح رموز الثقافة ونجوم الفن وكبار المبدعين وهم يقفون فى وجه «الباطل» القادم مع وزير يقوم بدوره فى تخريب الثقافة وتدمير الفن، ومع فتاوى المصادرة وبوادر محاكم التفتيش، ومع صيحات تحت قبة برلمان «باطل» تقول إن الفن حرام وإن «الباليه» فحش ودعارة!
أهلا بكم فى جمهورية «باطل» العظمى قبل سقوطها الأكيد.. والقريب! فمصر التى ثارت من أجل الحرية والكرامة لا يمكن أن تقبل حكما يقوم بالكامل على الباطل، ويقود الوطن -بإصرار شديد- إلى الخيار الذى لا مفر منه بين إسقاط هذا الباطل، أو الكارثة.
موعدنا فى 30 يونيو