لا تحب ابنتي الكبرى الأغاني العربية، تتعامل معها كمراهقة تتقن الإنجليزية بنوع من التعالي بحكم نزق هذا العمر، لكنها بكت كثيرا عند خروج فريق "يانج فاروز" من مسابقة "إكس فاكتور" نتيجة للتصويت المباشر للجمهور.
في الحقيقة تعاطفت مع صغيرتي التي تتعلم للمرة الأولى أن الحق والصواب لا ينتصران دائماً في هذا العالم القبيح، الذي حاولت حمايتها منه منذ ولدت قبل 14 عاماً، كانت تعلم جيداً رغم صغر سنها أنه ليس هناك تصويت مباشر على مستوى الوطن العربي يسمح بخروج متسابق مصري أمام الأردني والليبي والمغربي.
كانت تعلم بحكم متابعتها الجيدة للموسيقى أنه لا مجال لفريق غنائي للفوز بمسابقة لاكتشاف المواهب، قبل أن تدرك ببرائتها وفطرتها السليمة النتيجة غير الحقيقية في عيون لجنة التحكيم، خاصة مع ذلك التوتر الذى احتل عيون الجميع لدى خروج الفريق ومن بعدها فوز الريفي بجائزة البرنامج.
وكأب يرغب في أن يرى ابنته مبتسمة، سعيت خلف النتيجة، وجدت أن متوسط استطلاعات الرأي في ثلاثة مواقع إلكترونية حسنة السمعة عقب خروج "يانج فاروز" كانت كالتالي : أدهم نابلسي 45%، محمد الريفي 24%، و"يانج فاروز" 21%، وإبراهيم عبد العظيم في المركز الرابع بـ10% .
تعداد حاملي الهاتف المحمول في مصر يزيد عن تعداد دول المتسابقين الثلاثة مجتمعين، بل والمتسابق الليبي بدون خلفية جماهيرية لأن ليبيا غير قادرة على التصويت.
فنياً ، كان الفريق المصري ثاني أقوى متسابق في البطولة إن لم يكن الأول على نفس القدر مع المتسابق أدهم نابلسي، بذل افراده مجهوداً غير عادياً في تأليف وتلحين أغانيهم التي وصلت في النهاية إلى أغنيتين في الأسبوع وسط تطور هائل في طريقة الأداء بشهادة المحكمين والنقاد، وعلى الرغم من هذا لم يشفع لهم بالبقاء، وكانت الحجة الأنسب لخروجهم هي التصويت المباشر.
في النهاية، أعلم يا إبنتي أن هناك فريقا مصرياً قد جذبك لسماع الأغنية العربية، حتى لو كان جزء من غنائهم باللغة الإنجليزية، وأعلم أن هذا كفيل بانسجامك مع ثقافتنا الموسيقية شيئاً فشيئاً، وكل ما أريد أن أخبرك به، فريقك قد أصبح نجماً، وأن تلك المسابقات والعديد من المسابقات في الوطن العربي لاتذهب ابداً لمن يستحق، لأن الفساد تجنس بالجنسية العربية، وأن المستقبل لن يعطي الفرصة سوى لصاحب الموهبة الحقيقية، وليذهب "إكس فاكتور" إلى مكان يستحقه هو وكل برامج "السبوبة" الغنائية التي غزت الفضائيات العربية عقب انتهاء عصر قنوات الفيديو كليب.