تقرير: كراهية نظام مرسى والإخوان تنتشر ومع ذلك لم يحقق منافسيه نجاحا كبيرا تاركين للجماعة أغلبية البرلمان
الوكالة: حتى لو أستطاعت المعارضة أن تنظم وتوحد كلا من سياساتها وأحزابها فمازال الأمل ضعيفا في تغلبها على تديم الشعب
ترجمة- صبا عبد العزيز:
ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" في تقرير لها عن مصر إن النظام الحاكم لم يعد يتمتع بشعبية كبيرة لكن حال المعارضة ليس أفضل كثيرا. وأضافت أنه فى الشوارع المتكسرة المغطاة جدرانها برسوم الجرافيتى والتى تحيط بميدان التحرير,يحطم المراهقون الرصيف , يكسرونه للحصول على الصخور التى يقذفوا بها الشرطة .
قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم قانونية انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور, وفى الوقت الحالى, يجب أن يستقر معارضى مرسى على أى من المرشحين للالتفاف حوله وعلى الحلول التى يعرضوها لكى يعالجوا مشاكل الدولة .
"مرسى دمر البلد " يقول عصام العيسوى , 28 عاما فى ميدان التحرير . "لا أملك شيئا لأكله ولا وظيفة لأعمل بها ." وأضافت الوكالة الأمريكية: "تنتشر كراهية نظام مرسى وحزبه- الذراع السياسى للإخوان المسلمين والمعروف بحزب الحرية والعدالة – عبر العاصمة, ومع ذلك لم يحقق منافسيه السياسين إلا نجاحا يسيرا, تاركين الإخوان المسلمين يتمتعون بالأغلبية فى البرلمان رغم تراجع معدلات تأييد الجماعة في الشارع .
وتسجل نسبة الراضين عن قيام مرسى بواجباته فى جميع الأوقات أقل من 47 بالمائة تبعا لإحصائية مارس التى أجراها المركز المصرى لبحوث الرأى العام".
وبالإضافة إلى ماسبق, فقد حكمت الأحد المحكمة الدستورية العليا – وهى أعلى محكمة بالبلاد- بعدم شرعية استئثار الإسلاميين بوضع وتشريع القوانين وببطلان إنتخاب الجمعية التأسيسية للدستور, كما قضى الحكم أيضا بوجوب حل مجلس الشورى, المجلس الوحيد القائم حاليا الذى يتولى سلطة التشريع, بعد انتخاب مجلس النواب لاحقا هذا العام أو 2014 وقد تم حل اللجنة الدستورية بعد الانتهاء من وضع الدستور.
لم يتضح على الفور ما إذا كان الحكم على اللجنة الدستورية العليا ذات المائة عضو سيؤثرعلى الوثيقة التى وضعتها أم لا, خاصة بعد طرح الدستور للتصويت فى جميع أنحاء البلاد خلال شهر ديسمبر بنسبة مشاركة قليلة نسبيا لا تتعدى 35% . وحتى لولم يؤثر الحكم على الدستور فإنه سيشكك فى شرعيته بعدما مرره أتباع مرسى.
"لقد تأخرنا كثيرا فى توحيد أحزابنا وتسمية قائدنا ," يقول عماد جاد نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى فى مكتبه الذى يقع بالقرب من محطة سكك حديد القاهرة المزدحمة , إتحد أكثر من عشرين حزبا يائسا فى نوفمبر الماضى تحت إسم الجبهة الوطنية للإنقاذ ," إتحد الأجزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ," كما يقول جاد والذى يعد حزبه ليبراليا ويرأس المجموعة الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة .
وفشل البرادعى الفائز بجائزة نوبل فى الحصول على قدر كبير من تاييد الأحزاب المنضوية تحت لواء جبهة الإنقاذ الوطنى أو بين الناس بصفة عامة, وتعد الخلافات بين المعارضة شئ شائع، فتتأرجح وجهات النظر الأقتصادية من قيم اليسار المتطرف إلى مبادئ السوق الحر.
وينادى بعض الأعضاء بدولة مدنية تقوم على المواطنة , الديموقراطية والعدالة الإجتماعية فى حين تتنوع على نطاق متسع الأراء المتعلقة بنظام الضرائب التعليم ,حقوق العمال والقروض الأجنبية . ويقول الخبراء إنه حتى لو إستطاعت المعارضة أن تنظم وتوحد كلا من سياساتها وأحزابها فمازال الأمل ضعيفا فى أن تؤثر على المعضلة الأساسية وهى تفشى البدائية بشكل كبيرمتمثلة فى الشعب المتدين, ويعيش معظم المصريون تحت خط الفقر (يعيش نصف المصريين تقريبا على حوالى 2 دولار يوميا) ونسبة تعلم منخفضة نسبيا مقارنة بباقى المنطقة .
"تتمثل مشكلة الليبراليين فى عدم وجود رؤية واضحة لديهم لمستقبل البلاد تجذب الناس" كما يقول مصطفى كامل السيد , مدرس العلوم السياسية بكلا من جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية, "يهتم الناس بالطبع بالحرية السياسية ولكن ذلك ليس كافيا"
وقال ماجد عثمان مدير المركز المصرى لبحوث الرأى العام أن 39%من الناس الذين صوتوا حديثا فى إحصائية لم يعرفوا أصلا بجبهة الإنقاذ الوطنى, ويضعف دعم جهة الإنقاذ فى منطق مصر البدائية حيث يسيطر الإخوان المسلمين. ويضيف عثمان "نعتقد أن رسالة جبهة الإنقاذ تصل إلى المثقفين فقط".
وعلى كوبرى قصر النيل القريب الذى يتجه من وإلى الزمالك, وهى منطقة ثرية من بقايا الإستعمار الإنجليزى قديما, إلى ميدان التحرير يطلب النشطاء من المارة التوقيع على استمارة تمرد سعيا للحصول على أكثر من 15مليون توقيع للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسى فى الوقت الذى يتم فيه عامه الأول منذ قدومه للحكم 30يونيو, " لم تحقق الثورة أهدافها ولذلك نحن مستمرين فيها " قال أشرف بدوى وهوطالب عمره 24 عاما بينما يجمع التوقيعات على الكوبرى.
ويقول 30 % فقط أنهم سيعيدون انتخاب مرسى مقارنة ب 66% فى سبتمبر تبعا لتصريحات عثمان, ورغم تمكن تمرد من جمع ملايين التوقيعات, لايبدى الإخوان المسلمون أى قلق من الحركة, معتبرين أن مطالبها لا يمكن أن تدخل حيز التنفيذ قانونيا بأى حال من الأحوال (ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع), حسبما صرح الإخوانى البارز محمد البلتاجى "حيث لاتتعدى الحملة كونها إحصائية اجتماعية."
لا يعد الإخوان المسلمون المنافس الوحيد الذى يجب أن يتواجه معه جبهة الإنقاذ الوطنى, فالإسلاميين المعروفين بالسلفيين, الذين يتمسكون بالتعاليم الوهابية والتى نشرها أسامة بن لادن, يبدو أنهم بدأوا يحظون بالشعبية بين المصريين الداعين لدولة دينية .
وقال كامل عبدالجواد , عضو حزب الوطن المنشق عن النور, أكبر حزب سلفى "كراهية جبهة الإنقاذ الوطنى للإخوان أعمتهم عما يريد المصريين".
لايعرف متظاهرو التحرير أى طريق يسلكون , " يضيف عيسوى الذى لايبعد كثيرا عن المقر الرئيسى المحترق للحزب الحاكم السابق .
وتضيف نيرمين دافراوى 55 عاما ربة منزل "لو أن هذه هى النتيجة فالثورة كانت خطئا ."