لماذا يكره الخفّاشُ النورَ؟ لأنه ضريرٌ، فيكره أن يبصرَ المبصرون. لماذا يكره الإخوانجى والمتأسلم الثقافة والفنون؟ لأنه فقيرُ الموهبة، فيكره أن يُبدع الموهوبون؟ كيف أصفُ فصيلاً كاملاً بصفة ما؟ لأننى أتكلم عن منهج وأسلوب حياة. ابن «السمع والطاعة» يشبه القطار المأسور بقضيبين، وهل يبدعُ القطارُ؟! إنما يسير «كالأعمى» من نقطة البدء إلى نقطة المنتهى، غير مسموح له أن يحيد. لهذا أنتجت اليابان قطارات دون سائق. وما قيمة العنصر البشرى لـ(شىء) يسير على قضيب مرسوم له؟
لهذا لا يُدهشنا ابن حزب النور، عضو الشورى (يتقاضى 40 ألف ج شهريًّا)، حين قال: «الباليه فن العراة»! لأنهم علموه أن «كل امرأة» هى جسد (سيقان ونهود)، و«كل جسد» وظيفته التعرّى للجنس!!
حاولْ أن تتذكّر اسم مبدع واحد من التيار الإسلامى! لن تجد! هاتِ شاعرًا إخوانيًّا، أو نحّاتًا أو تشكيليًّا أو موسيقيًّا أو أديبًا! مستحيلٌ أن تجد! لماذا؟ لأن القطار لا يبدع أو يفكر. هو إن فكّر، وحاد عن القضبان، صنع كارثةً. عكس الطيارة الورقية التى تحلّق فى الفضاء بحُريّة فتنثر الألوانَ هنا وهناك مثل فراشة ساحرة. الوحيد فى تاريخهم الطويل (ثمانون عاما) الذى (كان) مبدعًا، هو سيد قطب. بدأ حياته ناقدًا أدبيًّا واعدًا، ثم «انطفأ» إبداعُه فور انضمامه للجماعة، ليتحوّل إلى عرّاب فتاوى دموية للقتل والتكفير وتدمير المجتمع. ومازالت مصرُ الطيبة تعانى من أفكاره بعد إعدامه بنصف قرن!
كذلك هذا السيد التعس الذى حمل حقيبة أكبر من حجمه. وزير ثقافة مصر! من أين سيأتى بمبدعين يملأون الثغرات التى حفرها بإصبعه الجهول؟ أمامه خياران: جماعته الإخوانية الخاملة، أو جماعة المصريين المبدعين. الخيار الأول مقتولٌ؛ لأن جماعته عاطلةٌ عن الإبداع كما أسلفنا. والخيار الثانى مقتولٌ أيضًا، لأنه لن يجد مبدعًا «حقيقيًّا» يقبل العمل معه. لهذا أغلق د.رضا الوكيل، أستاذ أكاديمية الفنون، هاتفه كيلا يطارده السيد علاء بمنصب مدير الأوبرا، بعدما أقصى عنه مديرته المبدعة العالمية!
هل أدرك السيد المذكور أىّ مأزق وضع نفسه فيه؛ نتيجة «عقدة نقص» يعانى منها، سببها فقر موهبته، ما جعله يكره المبدعين، مثلما يكره الخفاشُ الضوء؟ من أين سيجد (ضمن جماعته) أحمد مجاهد وصلاح المليجى وإيناس عبد الدايم، وغيرهم من المبدعين الذين «ضنّوا» بفنونهم على من لا يستحقون مثل الموسيقار عمر خيرت، والمطرب هانى شاكر، والشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، والأديب حسن توفيق وسواهم؟
الثقافة والفنون هما «حقل الألغام» الذى سينفجر فى وجه الإخوان إن اقتربوا منه، وهو ظهيرُ مصرَ ضدَّ احتلال الخفافيش. موعدنا 30 يونيو.